-
℃ 11 تركيا
-
5 سبتمبر 2025
عاجل | شهيدان وإصابات في قصف إسرائيلي استهدف حي الصبرة جنوبي مدينة غزة
المشهد الإنساني الكارثي
عاجل | شهيدان وإصابات في قصف إسرائيلي استهدف حي الصبرة جنوبي مدينة غزة
-
1 سبتمبر 2025, 3:04:19 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تصعيد جديد للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، صباح اليوم الاثنين، جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الصبرة الواقع جنوبي مدينة غزة.
ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة غارات يشنها الاحتلال على مناطق متفرقة في القطاع منذ ساعات الفجر، في وقت يواصل فيه آلاف المدنيين مواجهة أوضاع إنسانية صعبة نتيجة الحصار والدمار المستمر.
تفاصيل القصف على حي الصبرة
أفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة أن شهيدين وصلا إلى المستشفى، إضافة إلى عدد من المصابين بينهم أطفال ونساء، جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزل سكني في حي الصبرة. وأوضحت المصادر أن بعض الجرحى في حالة خطرة، ما يرجح ارتفاع حصيلة الضحايا خلال الساعات المقبلة.
وقال شهود عيان إن طائرات الاحتلال استهدفت المنطقة بصاروخين على الأقل، ما أدى إلى تدمير أجزاء من المبنى المستهدف، وتضرر منازل وممتلكات مجاورة.
فيما هرعت طواقم الدفاع المدني إلى المكان لانتشال الضحايا من تحت الركام، وسط صعوبة كبيرة في الوصول بسبب شدة الانفجار وضيق شوارع الحي المكتظ بالسكان.
الصبرة.. حي شعبي تحت النار
حي الصبرة يعد من أكثر الأحياء كثافة سكانية في مدينة غزة، ويقطنه آلاف المواطنين، معظمهم من ذوي الدخل المحدود والنازحين الذين فقدوا منازلهم في جولات سابقة من العدوان. لذلك فإن أي استهداف في هذا الحي يعني وقوع خسائر بشرية مرتفعة بين المدنيين.
ويقول سكان الحي إنهم يعيشون حالة رعب دائمة منذ بدء العدوان، حيث تحلق الطائرات الإسرائيلية ليلًا ونهارًا فوق المنطقة، بينما يتعرضون لقصف مفاجئ يطال منازلهم دون سابق إنذار.
الاحتلال يستهدف المدنيين
رغم ادعاءات جيش الاحتلال بأن عملياته العسكرية تتركز على مواقع للمقاومة الفلسطينية، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن استهداف متكرر للمناطق السكنية. فقد وثّقت منظمات حقوقية دولية خلال الأسابيع الماضية مئات الغارات التي أصابت منازل مدنيين وأسفرت عن مجازر بحق عائلات بأكملها.
ويؤكد حقوقيون أن ما جرى في حي الصبرة اليوم هو امتداد لسياسة ممنهجة تستهدف المدنيين في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف الأبرياء أو استخدام القوة المفرطة ضد مناطق مأهولة.
حصيلة العدوان على غزة
بحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ بداية الأسبوع إلى عشرات الشهداء ومئات الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال. كما تسبب القصف في تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد وشبكات المياه والكهرباء.
وفي ظل الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا، يعاني القطاع من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يجعل إنقاذ المصابين ومعالجة الجرحى مهمة بالغة الصعوبة بالنسبة للطواقم الصحية المنهكة.
المشهد الإنساني الكارثي
يصف مسؤولون في الأمم المتحدة الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي" وغير مسبوق، مؤكدين أن مئات آلاف المدنيين يفتقرون إلى الغذاء والماء والكهرباء والمأوى الآمن. ومع استمرار القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية مثل الصبرة، تتزايد أعداد النازحين الذين يضطرون لترك منازلهم والبحث عن مأوى في مدارس وكالة الأونروا أو في الشوارع.
المنظمات الإغاثية تحذر من انهيار الخدمات الأساسية بشكل كامل إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الوقود والإمدادات الطبية والمواد الغذائية.
ردود الفعل الفلسطينية
فصائل المقاومة الفلسطينية نددت بقصف حي الصبرة، معتبرة أنه "جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود". وأكدت أن استهداف المدنيين لن يوقف المقاومة، بل سيزيدها إصرارًا على الرد.
كما دعا الناطقون باسم الفصائل المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، ووقف التغطية على جرائم الاحتلال، والعمل من أجل محاسبة قادته في المحاكم الدولية.
الموقف الدولي
حتى الآن، تتوالى بيانات التنديد من بعض الدول والمنظمات الحقوقية، لكن الموقف الدولي ما زال دون المستوى المطلوب. حيث يكتفي مجلس الأمن ببيانات "القلق" والدعوات إلى ضبط النفس، في حين تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهداف المدنيين بلا هوادة.
ويرى محللون أن استمرار الصمت الدولي شجع الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من الانتهاكات، خاصة في أحياء مكتظة مثل الصبرة، حيث يعرف جيدًا أن حصيلة الضحايا ستكون مرتفعة.
حي الصبرة رمز للصمود
على الرغم من فداحة الخسائر، يؤكد سكان حي الصبرة أنهم متمسكون بأرضهم وبيوتهم ولن يغادروها رغم القصف المتكرر. ويشيرون إلى أن الاحتلال يحاول بث الرعب وإجبارهم على النزوح، لكنهم يعتبرون الصمود والبقاء جزءًا من معركة الإرادة.
يقول أحد الناجين من القصف: "فقدتُ بيتي وأقاربي، لكنني لن أترك غزة، وسأعيد بناء ما تهدم. نحن أصحاب الأرض ولن نتنازل عنها".
القصف الإسرائيلي الذي استهدف حي الصبرة وأدى إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة منذ سنوات. وفيما يتواصل العدوان، يزداد الوضع الإنساني سوءًا، وتتضاعف معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين الموت والدمار.
ويبقى السؤال المطروح: هل يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الجرائم، أم سيظل الشعب الفلسطيني يواجه مصيره وحده أمام آلة الحرب الإسرائيلية؟







