استهداف المنظومة الصحية

عاجل | مصابون في قصف إسرائيلي قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح

profile
  • clock 1 سبتمبر 2025, 3:24:41 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مساء اليوم الاثنين، بوقوع عدد من الإصابات جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة شرقي المستشفى. وأكد المصدر أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان لنقل المصابين، فيما يخشى السكان من توسع دائرة القصف في منطقة مكتظة بالسكان والنازحين.

تفاصيل القصف قرب المستشفى

بحسب شهود عيان، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي محيط حي سكني يقع شرقي مستشفى شهداء الأقصى، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال. وذكر الشهود أن الانفجار كان قويًا وأثار حالة من الهلع بين المرضى والمرافقين داخل المستشفى، الذي يُعد المركز الطبي الرئيس في مدينة دير البلح ويخدم آلاف المواطنين.

وأشار المصدر الطبي إلى أن بعض الإصابات وصفت بالخطيرة، فيما تعمل الطواقم الطبية على تقديم الإسعافات العاجلة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات نتيجة الحصار المتواصل.

مستشفى شهداء الأقصى.. خط أحمر

يعتبر مستشفى شهداء الأقصى أحد أبرز المراكز الطبية في محافظة الوسطى بقطاع غزة، حيث يعتمد عليه مئات آلاف المواطنين لتلقي العلاج. ومنذ بداية العدوان، تعرض محيط المستشفى لعدة غارات، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للمنظومة الصحية في القطاع المنهك.

وتحذر وزارة الصحة في غزة من أن استهداف المستشفيات أو المناطق المحيطة بها يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، ويُعد جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني الذي ينص بوضوح على حماية المرافق الطبية ومنع استهدافها أو استخدام العنف بالقرب منها.

الخطر على المدنيين

القصف الإسرائيلي قرب مستشفى شهداء الأقصى لا يهدد فقط الطواقم الطبية، بل يشكل خطرًا مباشرًا على النازحين الذين احتموا بساحات المستشفى هربًا من القصف على منازلهم. إذ باتت المستشفيات والمدارس التابعة لوكالة الأونروا ملاذًا لآلاف العائلات التي فقدت بيوتها أو اضطرت للنزوح تحت ضغط الغارات الجوية.

وقال أحد النازحين المقيمين قرب المستشفى: "كنا نظن أن المستشفى هو المكان الأكثر أمانًا لنا ولأطفالنا، لكننا الآن نشعر أن حياتنا مهددة حتى هنا".

السياق الميداني

يأتي هذا القصف ضمن حملة عسكرية متصاعدة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة منذ أيام، حيث استهدفت الطائرات والمدفعية منازل سكنية ومرافق مدنية وبنى تحتية. وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.

وفي مدينة دير البلح، تواصل الغارات استهداف الأحياء الشرقية والغربية على حد سواء، ما يجعل السكان يعيشون في حالة من الرعب المستمر وعدم الأمان.

استهداف المنظومة الصحية

منذ بداية العدوان، تعرضت عدة مستشفيات ومراكز طبية للقصف أو نفدت منها الإمدادات الطبية، وهو ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة كليًا أو جزئيًا. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية مرارًا من أن استهداف المرافق الصحية أو تعطيل عملها يعني تعريض حياة آلاف الجرحى والمرضى للخطر.

ويشير الأطباء في غزة إلى أن المستشفيات تعمل بأقصى طاقتها رغم انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات، ما يجعلها على شفا الانهيار الكامل إذا استمرت الهجمات.

شهادات من الميدان

قال أحد المسعفين العاملين في مستشفى شهداء الأقصى: "استقبلنا عددًا من المصابين بعد قصف عنيف قرب المستشفى. أصوات الانفجارات تسببت بحالة من الذعر بين المرضى والأطفال داخل الأقسام. نحن نعمل في ظروف صعبة للغاية، فالمعدات محدودة والجرحى يتزايدون بشكل يومي".

فيما أضافت إحدى الممرضات: "الخوف يسيطر على الجميع، لكننا لا نستطيع التوقف. واجبنا هو إنقاذ الأرواح مهما كانت الظروف، حتى لو كان الخطر يحيط بنا من كل جانب".

ردود الفعل الفلسطينية

نددت الفصائل الفلسطينية بالقصف الإسرائيلي قرب مستشفى شهداء الأقصى، معتبرة إياه "اعتداءً خطيرًا على مؤسسة طبية يجب أن تبقى بمنأى عن العمليات العسكرية". وأكدت أن استهداف المدنيين والمنشآت الصحية يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

كما دعت المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المستشفيات في غزة، والعمل على فتح ممرات إنسانية لإدخال الأدوية والوقود والمساعدات الطبية.

الموقف الدولي

حتى الآن، صدرت بيانات إدانة من بعض المنظمات الإنسانية الدولية التي حذرت من خطورة القصف قرب المستشفيات في غزة. غير أن هذه الإدانات لم تترافق مع خطوات عملية لوقف الهجمات أو توفير حماية دولية للمرافق الطبية.

ويرى مراقبون أن غياب الموقف الدولي الحازم يشجع الاحتلال على التمادي في استهداف المدنيين ومؤسساتهم الحيوية، رغم أن القانون الدولي واضح في اعتبار هذه الأفعال جرائم حرب تستوجب المحاسبة.

الأبعاد الإنسانية

الأثر الإنساني للقصف قرب مستشفى شهداء الأقصى يتجاوز الإصابات المباشرة، إذ يترك أثرًا نفسيًا عميقًا على المرضى والطواقم الطبية والنازحين. فالمستشفى الذي يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا أصبح مصدر خوف وقلق، ما يعكس حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة يوميًا.

ويؤكد خبراء إنسانيون أن استمرار هذه الاعتداءات قد يؤدي إلى انهيار القطاع الصحي بالكامل، ما يعني أن آلاف الأرواح ستكون في خطر حقيقي.

القصف الإسرائيلي الذي استهدف منطقة شرقي مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وأسفر عن إصابات بين المدنيين، يعكس مجددًا طبيعة العدوان الذي لا يميز بين هدف عسكري ومدني. فحين يصبح المستشفى نفسه مهددًا بالقصف، يفقد السكان آخر ما تبقى لهم من شعور بالأمان.

التعليقات (0)