الجيش والمقاومة: معادلة حماية لبنان

عاجل | الرئيس اللبناني يؤكد: دعم الجيش ضرورة وطنية مع التشديد على انسحاب إسرائيل ووقف العمليات

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 3:31:49 م
  • eye 405
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الرئيس اللبناني

محمد خميس

في تصريح عاجل لوسائل الإعلام، شدد الرئيس اللبناني على أن الجيش اللبناني يحتاج إلى دعم حقيقي ومستدام ليتمكن من أداء واجبه في حماية الوطن والدفاع عن السيادة الوطنية. وجاءت هذه التصريحات في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل على الحدود الجنوبية، حيث أكد الرئيس أن الأولوية اليوم تتمثل في العمل على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف عملياتها العسكرية، إلى جانب بذل الجهود من أجل إطلاق الأسرى والمعتقلين.

الجيش اللبناني ودوره في المرحلة الحالية

أوضح الرئيس أن الجيش اللبناني يشكّل الركيزة الأساسية لأمن البلاد واستقرارها، لكنه يواجه تحديات متزايدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وأكد أن دعم الجيش ليس خيارًا بل ضرورة وطنية عاجلة، من أجل تعزيز قدراته الدفاعية، وتمكينه من القيام بدوره في حماية الحدود الجنوبية وردع أي اعتداءات إسرائيلية جديدة.

وأشار إلى أن الجيش يحتاج إلى إمدادات عسكرية، وتجهيزات لوجستية، ودعم مالي ومعنوي، بالإضافة إلى مساندة سياسية داخلية وإقليمية ودولية، حتى يتمكن من مواجهة التحديات الأمنية.

دعوة لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية

الرئيس اللبناني شدد على أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يشكل خرقًا فاضحًا للقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، الذي نص على وقف العمليات العسكرية وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

وأكد أن لبنان لا يمكن أن يقبل باستمرار هذه الخروقات، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف العدوان فورًا. وأوضح أن أي تأخير في ذلك من شأنه أن يزيد من حجم المعاناة الإنسانية ويهدد الاستقرار الإقليمي بأسره.

قضية الأسرى والمعتقلين

من بين النقاط التي ركز عليها الرئيس اللبناني، مسألة إطلاق الأسرى والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. واعتبر أن استمرار احتجازهم يشكّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.

كما أشار إلى أن ملف الأسرى يجب أن يكون جزءًا من أي مفاوضات أو تسويات مستقبلية، مؤكدًا أن تحريرهم يمثل أولوية وطنية وقضية إنسانية لا يمكن التنازل عنها.

دعم دولي وإقليمي للبنان

في ظل الظروف الراهنة، دعا الرئيس اللبناني الدول العربية والمجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المقدم للبنان، ليس فقط على الصعيد العسكري، ولكن أيضًا على المستويات الاقتصادية والإنسانية.

وأكد أن لبنان اليوم يواجه تحديات متشابكة، تبدأ من الأزمة الاقتصادية الخانقة، مرورًا بتداعيات العدوان الإسرائيلي، وصولًا إلى ملف النازحين السوريين وضغوطه على البنية التحتية.

وأوضح أن أي دعم يُقدّم للجيش ينعكس مباشرة على أمن واستقرار المنطقة، مشددًا على أن الجيش اللبناني لطالما لعب دورًا أساسيًا في حماية الحدود ومنع انزلاق البلاد إلى الفوضى.

الجيش والمقاومة: معادلة حماية لبنان

التصريحات الرئاسية جاءت لتؤكد أن الجيش والمقاومة والشعب يشكّلون معًا معادلة الردع الأساسية التي تمنع الاحتلال من التمادي في اعتداءاته. ورغم الظروف الاقتصادية القاسية، يواصل الجيش أداء واجبه، فيما تقف المقاومة اللبنانية في الجنوب بالمرصاد لأي تحركات إسرائيلية تهدد الأراضي اللبنانية.

ويرى محللون أن الرئيس اللبناني يسعى من خلال هذه التصريحات إلى إرسال رسائل مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل للتأكيد على ضرورة الالتفاف حول الجيش، والثانية إلى الخارج لتوضيح أن لبنان بحاجة إلى دعم عاجل كي لا يتحول إلى ساحة مفتوحة للصراع.

الانسحاب الإسرائيلي ضرورة لا بد منها

من أبرز النقاط التي شدد عليها الرئيس اللبناني أن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، خاصة من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، يمثل خطوة أساسية لضمان الاستقرار.

وأشار إلى أن بقاء الاحتلال في هذه المناطق هو السبب الرئيسي لاستمرار التوتر على الحدود، مؤكدًا أن لبنان لن يتنازل عن حقه في تحرير كامل أراضيه.

المجتمع الدولي بين الوعود والتقاعس

رغم القرارات الدولية، يرى الرئيس اللبناني أن المجتمع الدولي لم يقم بدوره كما يجب في إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف عملياته والانسحاب من الأراضي المحتلة.

وقال إن لبنان سيواصل المطالبة بحقوقه في المحافل الدولية، ولن يقبل أن يبقى الشعب اللبناني عرضة للعدوان دون حماية أو ضمانات حقيقية.

الحاجة إلى رؤية وطنية موحدة

إلى جانب دعوته للدعم العسكري، شدد الرئيس اللبناني على أهمية توحيد الموقف الوطني الداخلي لمواجهة التحديات. فالانقسام السياسي، برأيه، يضعف قدرة الدولة على الدفاع عن مصالحها، في حين أن وحدة الصف تمثل سلاحًا فعّالًا في مواجهة الضغوط الخارجية.

وأكد أن اللحظة الراهنة تتطلب من جميع القوى السياسية وضع الخلافات جانبًا والوقوف إلى جانب الجيش في معركته لحماية لبنان.

تصريحات الرئيس اللبناني تعكس خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد، حيث تتقاطع التحديات الأمنية مع الأزمة الاقتصادية. وبينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته، يبقى الجيش اللبناني بحاجة ماسّة إلى دعم إقليمي ودولي ليتمكن من أداء مهامه على أكمل وجه.

ومع تشديد الرئيس على ضرورة انسحاب إسرائيل ووقف عملياتها العسكرية وإطلاق الأسرى، يبدو أن لبنان يسعى لإعادة تحريك الملف على الساحة الدولية، مع التأكيد أن قوة الجيش ودعمه تمثل حجر الزاوية في حماية السيادة وضمان الأمن الوطني.

التعليقات (0)