الصحة النفسية للأطفال في خطر

عاجل | الأونروا: تضاعف سوء التغذية لدى الأطفال في غزة 3 مرات خلال 6 أشهر

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 3:39:39 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تصريح خطير يعكس حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال تضاعفت ثلاث مرات في أقل من ستة أشهر. هذا التصريح يسلّط الضوء على عمق الأزمة التي يعيشها سكان القطاع، وخاصة الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال والنساء، في ظل استمرار الحصار ونقص الغذاء والدواء.

كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة

أكد المفوض العام أن الوضع في غزة وصل إلى مستوى خطير يهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال، مشيرًا إلى أن ارتفاع معدلات سوء التغذية يعكس انهيار المنظومة الصحية والإغاثية في القطاع.

وأوضح أن الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية لا يواجهون فقط خطر الهزال الجسدي، بل أيضًا ضعف المناعة وتأخر النمو العقلي والجسدي، وهو ما ينذر بجيل كامل يعاني من تداعيات طويلة الأمد.

أسباب تفاقم سوء التغذية في قطاع غزة

يرى مراقبون أن تضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال في غزة خلال فترة قصيرة يعود إلى عدة أسباب رئيسية:

الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 17 عامًا، والذي يمنع دخول الغذاء والدواء بحرية.

تدمير البنية التحتية الصحية والزراعية بسبب العمليات العسكرية المتكررة.

نقص المساعدات الإنسانية نتيجة القيود المفروضة على عمل الوكالات الدولية.

تفاقم الفقر والبطالة حيث باتت آلاف العائلات عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها.

تلوث المياه ونقص الكهرباء مما يزيد من انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

الأطفال.. الضحية الأولى للحصار

بحسب تقارير طبية، فإن أكثر من نصف سكان قطاع غزة هم من الأطفال، ما يعني أن تداعيات الحصار والأزمات الإنسانية تصيب هذه الفئة بشكل مباشر.

وقد رصدت الأونروا ومنظمات دولية أخرى زيادة في حالات الهزال الحاد وفقر الدم بين الأطفال، إلى جانب مشكلات في النمو وضعف في القدرات الذهنية بسبب نقص التغذية السليمة.

تقارير أممية تحذر من انهيار الوضع الصحي

تتطابق تصريحات المفوض العام للأونروا مع تقارير صدرت عن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، حذرت جميعها من أن القطاع يقترب من مجاعة وشيكة إذا لم يتم إدخال مساعدات عاجلة وكافية.

وأشار التقرير الأخير لبرنامج الأغذية العالمي إلى أن 9 من كل 10 عائلات في غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، بينما يعتمد معظم السكان على مساعدات محدودة لا تكفي لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات.

الأونروا تطلق نداء استغاثة

في ظل هذه الظروف، جددت الأونروا دعوتها إلى المجتمع الدولي لتوفير دعم عاجل من الغذاء والدواء، مؤكدة أن وكالات الأمم المتحدة وحدها غير قادرة على مواجهة حجم الكارثة دون تدخل سياسي عاجل لوقف الحصار والسماح بدخول المساعدات.

كما طالبت الوكالة بضرورة حماية الأطفال وضمان وصول الرعاية الصحية والتغذية لهم، محذرة من أن التأخر في التدخل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر يصعب احتواؤها لاحقًا.

الأوضاع الميدانية تعرقل الإغاثة

من جانب آخر، أشار المفوض العام إلى أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة يعرقل وصول فرق الإغاثة الطبية والإنسانية.

وأوضح أن مناطق واسعة في غزة غير آمنة أو مدمرة، مما يجعل من الصعب إيصال الغذاء والدواء للأطفال المحتاجين.

الصحة النفسية للأطفال في خطر

إلى جانب سوء التغذية الجسدي، حذرت تقارير أممية من أن الصدمات النفسية التي يعيشها الأطفال في غزة نتيجة الحروب والحصار تترك آثارًا خطيرة.

فالأطفال الذين يعانون من الجوع في الوقت نفسه يعيشون تحت ضغط الخوف والقلق والحرمان، ما يفاقم معاناتهم ويجعل من الأزمة الإنسانية أكثر تعقيدًا.

دعوات لمحاسبة الاحتلال على جرائمه الإنسانية

عدد من المنظمات الحقوقية الدولية اعتبرت أن منع الغذاء والدواء عن المدنيين يشكّل جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.

وطالبت هذه المنظمات بمحاسبة إسرائيل على انتهاكها المتكرر لحقوق الإنسان، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يحدث في غزة.

الحلول الممكنة للأزمة

يرى خبراء أن معالجة أزمة سوء التغذية في غزة تحتاج إلى خطة عاجلة تتضمن:

إدخال المساعدات الغذائية والصحية بشكل فوري ودون قيود.

تمويل عاجل للأونروا وبرنامج الأغذية العالمي لضمان استمرارية خدماتهما.

تحرك سياسي دولي للضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار.

دعم محلي وإقليمي لمبادرات المجتمع المدني التي تسعى لتوفير الغذاء للأطفال.

إعادة تأهيل القطاع الصحي ليستطيع التعامل مع تداعيات الأزمة.

تصريحات المفوض العام للأونروا حول تضاعف سوء التغذية بين أطفال غزة ثلاث مرات خلال ستة أشهر ليست مجرد أرقام، بل صرخة استغاثة تعكس مأساة إنسانية غير مسبوقة.

إن الأطفال في قطاع غزة يدفعون الثمن الأكبر للحصار والعمليات العسكرية، في وقت يقف فيه المجتمع الدولي عاجزًا أمام هذه الكارثة.

وإذا لم يتم التحرك بشكل عاجل لوقف الحصار وضمان وصول الغذاء والدواء، فإن غزة ستكون أمام جيل كامل مهدد بالهلاك الجسدي والنفسي، وهو ما يشكل خطرًا ليس فقط على مستقبل فلسطين، بل على استقرار المنطقة بأسرها.

التعليقات (0)