التضامن الشعبي.. انتصار أخلاقي في زمن الصمت الرسمي

صمود الشعوب: كيف تحوّل التضامن الشعبي مع غزة إلى قوة ضغط دولية؟

profile
  • clock 31 مايو 2025, 2:07:12 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

من الألم إلى الفعل: التضامن الشعبي يتحوّل إلى قوة مؤثرة

في ظل الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، يبرز التضامن الشعبي العالمي كعنصر فاعل ومؤثر في معادلة الصراع. فالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي عمّت عواصم ومدنًا حول العالم، من نيويورك إلى لندن، ومن الرباط إلى كيب تاون، لم تكن مجرد تعبير عن الغضب، بل أصبحت أداة ضغط حقيقية بدأت تؤثر في الرأي العام العالمي، وتدفع بعض الحكومات إلى إعادة النظر في مواقفها.

شبكات التواصل تخلق وعيًا جماهيريًا عالميًا

بفضل الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، تمكنت الشعوب من تجاوز الإعلام الرسمي، ونقل الحقيقة من قلب الميدان مباشرة. صور الأطفال تحت الأنقاض، وصوت الأمهات الثكالى، ومشاهد الدمار، تحولت إلى مواد تُحرّك المشاعر وتبني وعيًا جماهيريًا دوليًا يتحدى الرواية الرسمية لبعض الدول الداعمة للاحتلال.

وباتت هاشتاغات مثل #FreePalestine و**#GazaUnderAttack** تتصدر الترند العالمي، مما دفع ببعض المنظمات الحقوقية والسياسية لاتخاذ مواقف أكثر جرأة، وهو ما يثبت أن صوت الشعوب لم يعد صامتًا، بل قادر على تشكيل خطاب سياسي بديل.

من الشارع إلى صُنّاع القرار: تغير نسبي في الخطاب الدولي

تحت ضغط الشارع، بدأت بعض الأصوات البرلمانية والحقوقية الغربية تطالب بوقف تسليح إسرائيل وفرض عقوبات على انتهاكاتها. كما بدأت وسائل إعلام كبرى، كانت تُعرف بانحيازها للرواية الصهيونية، في إفساح المجال لأصوات فلسطينية، وتقديم تقارير أكثر توازنًا.

كل ذلك لم يكن ليحدث لولا الزخم الشعبي الذي خلق رأيًا عامًا عالميًا جديدًا، أصبح من الصعب تجاهله، حتى من قبل أكثر الدول دعمًا لإسرائيل.

في قلب الدمار.. أطفال غزة يحاولون العودة للحياة

رغم القصف والدمار وفقدان الأحبة، لا يزال أطفال غزة يحاولون التشبث بالحياة. مشاهد أطفال يلعبون وسط الركام، يرسمون بالألوان على جدران مدمرة، أو يطلقون طائرات ورقية في سماء محمّلة بالدخان، تعكس روح الصمود الفلسطيني التي لا تُكسر.

فالأطفال في غزة لا ينتظرون وقف إطلاق النار ليضحكوا، بل يصنعون من وسط الألم نافذة صغيرة للفرح المؤقت، وهذا بحد ذاته أقوى رد إنساني على آلة القتل والتدمير.

التضامن الشعبي.. انتصار أخلاقي في زمن الصمت الرسمي

في وقتٍ تتلكأ فيه بعض الحكومات في اتخاذ مواقف حاسمة، برهنت الشعوب على أن الضمير الإنساني لا يزال حيًا. لقد تحول التضامن الشعبي من مجرد تعاطف إلى تحرّك جماهيري واسع يحرج الساسة ويهز أركان الخطاب الرسمي.

هذا التضامن، الذي يقوده الشباب والنشطاء ووسائل الإعلام البديلة، بات يشكل جبهة عالمية تقف في وجه الظلم، وتطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني، وخصوصًا لغزة التي تُقاوم نيابة عن الجميع.

من غزة إلى العالم.. رسالة شعب لا يُقهر

بين أزقة غزة المدمرة، وصيحات الأحرار في ميادين العالم، يتجسد اليوم مشهد الصمود الجماعي، حيث يثبت الفلسطينيون ومعهم المتضامنون حول العالم أن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن التضامن الشعبي بات أداة مقاومة فاعلة في معركة الوعي والتأثير الدولي.

 

التعليقات (0)