-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
صلاح عبدالعاطي: ما يجري في فلسطين اليوم امتداد للنكبة الأولى
في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»
صلاح عبدالعاطي: ما يجري في فلسطين اليوم امتداد للنكبة الأولى
-
15 مايو 2025, 3:12:24 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
د. صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)
أكد د. صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، أن الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، التي توافق الخميس 15 مايو/أيار 2025، تأتي في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، والتي تشكل امتدادًا ممنهجًا ووحشيًا للنكبة الأولى، وسط صمت دولي مريب وتخاذل عربي مخزٍ.
جريمة مستمرة منذ 1948
وأشار عبد العاطي، في تصريحات لـ«180 تحقيقات»، إلى أن النكبة التي بدأت عام 1948، نفذتها العصابات الصهيونية عبر ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد الآلاف وتهجير أكثر من 850 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم، وتدمير وتهجير ما يزيد عن 500 قرية وبلدة فلسطينية. وأضاف أن تداعيات هذه الجريمة التاريخية ما تزال قائمة حتى اليوم، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي بفرض نظام فصل عنصري استيطاني، يرتكز على قوانين وممارسات تعزز المشروع الاستعماري الصهيوني، وتكرّس واقعًا استعماريًا قمعيًا هدفه القضاء على الهوية الوطنية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف.
وأوضح رئيس الهيئة أن الفلسطينيين، حتى اليوم، يتعرضون لسياسات التهجير القسري، والاستيلاء على ممتلكاتهم، والحرمان من حقهم في العودة، إضافة إلى التمييز العنصري الممنهج، والاحتلال العسكري، والضم، والاستعمار الاستيطاني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وهو ما يشكّل استمرارًا لسياسات التطهير العرقي والاقتلاع التي ارتكبتها الحركة الصهيونية منذ النكبة الأولى، وتمأسست ضمن منظومة قانونية استعمارية تفرضها دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية.
إبادة جماعية في غزة
وفيما يتعلق بالأوضاع الراهنة، أكد عبد العاطي أن الذكرى تأتي في وقت يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال ارتكاب جريمة إبادة جماعية منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، والذي دخل شهره التاسع عشر، وأسفر عن استشهاد وفقدان أكثر من 65 ألف مواطن، وإصابة قرابة 120 ألفًا آخرين، واعتقال نحو 8500 شخص، إلى جانب تهجير أكثر من مليوني إنسان. وأضاف أن العدوان خلف دمارًا شاملًا في البنية التحتية، حيث تحولت نحو 80% من المباني والمنشآت إلى ركام، وأُجبر السكان على النزوح المتكرر إلى الخيام والمدارس، وسط ظروف إنسانية كارثية نتيجة لسياسة التجويع والتعطيش التي حولت غزة إلى منطقة منكوبة غير صالحة للحياة، في انتهاك لكل الأعراف والقوانين الدولية.
جرائم متواصلة في الضفة
وفي الضفة الغربية، أوضح عبد العاطي أن الاحتلال صعّد من جرائمه منذ أكتوبر الماضي، حيث استُشهد 964 مواطنًا، واعتُقل قرابة 14 ألفًا، بالتزامن مع تصعيد خطير في الاستيطان غير الشرعي، والتهجير القسري، ومصادرة الأراضي، وإنشاء بؤر استيطانية جديدة، إلى جانب الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، في محاولة لفرض واقع جديد في القدس، وتكريس سياسة الضم وتغيير الواقع الديموغرافي، ضمن خطة ممنهجة لضرب الوجود الفلسطيني والسيطرة الكاملة على الأرض والموارد.
خرق للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة
وأكد عبد العاطي أن كل هذه الانتهاكات تمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، لاسيما القرار 2334/2016 الذي يرفض شرعية المستوطنات، والقرار 194 بشأن حق العودة، والقرار 3236 المتعلق بحق تقرير المصير، والقرار 2728 الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة وضمان دخول المساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن الاحتلال يضرب بهذه القرارات عرض الحائط في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات عملية لردعه ومحاسبته، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويمدد عمر الاحتلال الاستيطاني.
حق العودة ثابت وأصيل
وجدد رئيس الهيئة الدولية "حشد" عبر رئيسها تمسكها بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق اللاجئين في العودة، مؤكدة أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية هو امتداد للنكبة، ويعكس سياسة الاحتلال القائمة على القمع والعنصرية والتمرد على القانون الدولي. وأكدت أن حق العودة هو جوهر العدالة في القضية الفلسطينية، ولا يمكن لأي تسوية سياسية تجاوزه أو القفز عليه.
مطالب واضحة للمجتمع الدولي
وطالب “عبدالعاطي” بما يلي:
التأكيد على حق العودة بوصفه حقًا ثابتًا لا يسقط بالتقادم، وأي محاولة لتجاوزه تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
دعوة المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته لوقف الإبادة الجماعية بغزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، ومحاسبة الاحتلال.
رفض تصفية الأونروا، والدعوة لتعزيز تمويلها وصلاحياتها باعتبارها شاهدًا دوليًا على النكبة وضمانة لحق العودة.
مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك الجاد لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف الضم وتغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي المحتلة.
دعم جهود المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب، وفرض العقوبات على الاحتلال.
الدعوة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني عبر إرسال بعثات حماية وفتح ممرات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.
مناشدة أحرار العالم والمنظمات الحقوقية والدول العربية والإسلامية لتكثيف حملات التضامن والدعم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
نكبة مستمرة ونضال متواصل
وختم د. عبد العاطي تصريحه مؤكدًا أن النكبة مستمرة، لكن نضال الشعب الفلسطيني لم ولن يتوقف، داعيًا إلى موقف دولي حازم ينهي الاحتلال ويعيد الحقوق لأصحابها، ويُعيد الاعتبار للقانون الدولي والعدالة الإنسانية التي ينتهكها الاحتلال الإسرائيلي يوميًا على مرأى من العالم.










