تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

نشطاء من 12 دولة يحملون رسالة إلى المحاصرين: "أنتم لستم وحدكم"

في خطوة جديدة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار أن السفينة "مادلين" باتت على بعد أميال قليلة من القطاع، رغم تعرضها لتشويش خطير من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

رغم التهديدات.. السفينة تواصل الإبحار نحو غزة

وأكدت اللجنة، في منشور لها على صفحتها الرسمية عبر "فيسبوك"، أن النشطاء على متن السفينة مستمرون في الإبحار، رغم التهديدات والتحديات الأمنية. وتحمل السفينة رسالة واضحة للعالم، مفادها:

“أنتم لستم وحدكم” في إشارة رمزية إلى التضامن مع سكان غزة المحاصرين.

تشويش إسرائيلي وإصرار على التقدم

وفي منشور آخر، ذكرت اللجنة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتشويش إشارات الاتصال وتحديد الموقع الخاصة بالسفينة "مادلين"، ما يهدد سلامة طاقمها. ومع ذلك، نشرت اللجنة رابطًا مباشرًا لتتبع مسار السفينة، مطالبة أنصارها حول العالم بنشره على أوسع نطاق.

من كاتانيا إلى غزة: رحلة كسر الحصار

السفينة "مادلين" أبحرت مطلع الشهر الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي، ضمن رحلة تهدف إلى كسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا. وتُعد "مادلين" السفينة رقم 36 ضمن "تحالف أسطول الحرية"، وهي مبادرة دولية تسعى إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة من خلال الوسائل المدنية السلمية.

"مادلين" تحمل اسم فتاة فلسطينية وصمودها

واختير اسم السفينة تكريمًا للفتاة الفلسطينية مادلين كلاب، أول فتاة تحترف مهنة صيد السمك في غزة، والتي فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير في أكتوبر 2023. وأصبحت مادلين رمزًا لصمود الأطفال والنساء في وجه الاحتلال والحصار.

نشطاء من حول العالم: تحالف إنساني من أجل غزة

تحمل السفينة على متنها 12 ناشطًا من جنسيات متعددة، جاؤوا من خلفيات متنوعة تشمل الإعلام، الطب، البيئة، والحقوق المدنية. ومن أبرز المشاركين:

غريتا ثونبرغ (السويد): ناشطة بيئية معروفة عالميًا.

ريما حسن (فرنسا): أول نائبة أوروبية من أصل فلسطيني.

ثياغو أفيلا (البرازيل): منسق تحالف أسطول الحرية في البرازيل.

عمر فياض (فلسطين): مراسل قناة الجزيرة مباشر.

باتيست أندريه (فرنسا): طبيب مختص في الطب الباطني.

مساعدات إنسانية حيوية على متن السفينة

وتحمل "مادلين" أيضًا مساعدات إنسانية حيوية، تشمل الأدوية، المعدات الطبية، والمواد الغذائية، بهدف دعم المستشفيات في غزة، التي تعاني من انهيار شبه كامل في بنيتها التحتية منذ العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023. وتكتسب هذه الرحلة أهمية خاصة نظرًا لحجم الدمار ونقص الإمدادات داخل القطاع.

رسالة إنسانية تتجاوز الحدود

تجسد هذه المبادرة الدولية المتواصلة تصميمًا إنسانيًا عالميًا لكسر الصمت ولفت أنظار العالم إلى معاناة شعب غزة. وبينما تحاول إسرائيل طمس الحقيقة بالتشويش والتضليل، فإن صوت الإنسانية يعلو من البحر، حاملاً رسالة بسيطة وعميقة: "غزة ليست وحدها.. والكرامة لا تُقهر."