تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم عن استهدافها تجمعًا لجنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، باستخدام قذائف هاون من العيار النظامي (60 ملم). وأكدت السرايا أن القصف جاء في إطار عملياتها المستمرة للرد على اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد القطاع وسكانه.

ويُعد حي تل الهوا واحدًا من أكثر المناطق التي شهدت اشتباكات متكررة وقصفًا مدفعيًا وجويًا خلال الأسابيع الماضية، نظرًا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي وقربه من الحدود البحرية والطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط غزة.

أهداف القصف ورسائله

أوضحت سرايا القدس في بيانها أن استهداف قوات الاحتلال يهدف إلى:

إرباك الجنود والآليات المنتشرة في محيط الحي.

التأكيد على قدرة المقاومة على مواصلة عملياتها رغم شدة القصف الإسرائيلي.

توجيه رسالة بأن أي وجود عسكري في عمق غزة لن يمر دون رد.

كما شددت السرايا على أن "المقاومة ستواصل ضرباتها النوعية ما دام العدوان مستمرًا، وأنها لن تسمح للعدو بفرض معادلات جديدة على الأرض".

غزة تحت النار

منذ بداية الحرب الأخيرة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات جوية ومدفعية مكثفة على مدينة غزة ورفح وخان يونس، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين. وفي المقابل، كثفت الفصائل الفلسطينية عملياتها ضد القوات الإسرائيلية داخل مناطق التوغل، عبر قذائف الهاون والعبوات الناسفة والكمائن.

ويقول محللون عسكريون إن استخدام قذائف الهاون، خصوصًا من العيار 60 ملم، يمنح المقاومة ميزة تكتيكية، إذ يمكن إطلاقها من مسافات قصيرة وبشكل سريع، ما يصعّب على الاحتلال تحديد مواقع الإطلاق بدقة.

أهمية حي تل الهوا

يُعد حي تل الهوا من المناطق الحيوية في جنوب مدينة غزة، حيث يضم عددًا من المراكز الطبية والمباني السكنية، إضافة إلى كونه نقطة تماس رئيسية بين قوات الاحتلال والمقاومة. وتؤكد مصادر ميدانية أن الحي يشهد منذ أيام عمليات توغل بري محدودة، ترافقها غارات عنيفة تهدف إلى السيطرة على مواقع استراتيجية داخله.

القصف الذي نفذته سرايا القدس اليوم يأتي في وقت تتحدث فيه تقارير إسرائيلية عن خسائر بشرية ومادية تتكتم عليها القيادة العسكرية، خاصة مع استمرار استهداف تجمعات الجنود في محاور متفرقة من غزة.

المقاومة تؤكد استمرارها

في بيانات سابقة، أكدت سرايا القدس أن "المعركة مفتوحة" وأنها ستواصل استهداف مواقع الجيش الإسرائيلي في جميع محاور القتال. واعتبرت أن الرد العسكري يمثل جزءًا من استراتيجية المقاومة لفرض معادلة الردع وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه.

وبالتزامن، دعت الفصائل الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الحرب وحماية المدنيين، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة في القطاع.

ردود فعل متوقعة

من المتوقع أن يرد جيش الاحتلال على قصف سرايا القدس بمزيد من الغارات الجوية والمدفعية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، في محاولة لردع المقاومة ومنعها من تكرار مثل هذه العمليات. ومع ذلك، تشير المعطيات الميدانية إلى أن المقاومة ما زالت قادرة على الحفاظ على وتيرة عملياتها رغم الدمار الهائل والحصار الخانق.