-
℃ 11 تركيا
-
2 أكتوبر 2025
تحول الرأي العام الأمريكي تجاه حرب غزة: وسائل التواصل الاجتماعي تغير المعادلة
صور غزة على الشاشات الأمريكية
تحول الرأي العام الأمريكي تجاه حرب غزة: وسائل التواصل الاجتماعي تغير المعادلة
-
2 أكتوبر 2025, 3:02:58 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صور غزة على الشاشات الأمريكية
محمد خميس
منذ ما يقارب العامين، تتصدر صور الفلسطينيين الفارين من الغارات الإسرائيلية على غزة منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة. آلاف المشاهد المؤلمة أظهرت سكان القطاع وهم يحفرون بين الركام بحثًا عن أحبائهم. لكن الأشهر الأخيرة شهدت تصاعدًا في قسوة الصور، إذ وثقت مقاطع فيديو لأطفال يعانون من الجوع ويبحثون عن مياه نظيفة وسط مجاعة خانقة.
هذا التحول الرقمي أسهم في تبدل واضح في مواقف الأمريكيين تجاه الحرب، إذ باتت نسبة أكبر منهم تُبدي تعاطفًا مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، وهو تغير غير مسبوق منذ عقود.
استطلاعات تكشف تغير المزاج الشعبي
بحسب استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا، أظهر الأمريكيون للمرة الأولى منذ عام 1998 تعاطفًا أكبر مع الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين. وأوضح الاستطلاع أن هذا التحول تغذيه منصات التواصل الاجتماعي، التي أتاحت صورًا مباشرة للحياة اليومية في غزة بعيدًا عن الرواية الرسمية.
ورغم احتفاظ الجمهوريين بمستويات عالية من التأييد لإسرائيل، فقد أظهر الاستطلاع تراجعًا حادًا في دعم الناخبين الديمقراطيين، وحتى بين الجمهوريين رُصدت تغييرات طفيفة.
وسائل التواصل الاجتماعي في قلب التحول
يؤكد خبراء الإعلام أن التوثيق البصري المستمر من غزة كان العامل الحاسم في تغيير المواقف. ويقول إيمرسون بروكينج، مدير الاستراتيجية في المجلس الأطلسي، إن "الصورة النمطية لإسرائيل كدولة تدافع عن نفسها وتتفادى المدنيين تتآكل أمام الكم الهائل من الأدلة المصورة المنتشرة على الإنترنت".
وباتت منصات مثل تيك توك، إنستجرام، وإكس (تويتر سابقًا) ساحات رئيسية لعرض هذه الصور، التي تناقلها الملايين من الأمريكيين، خاصة الأجيال الشابة الأكثر حضورًا على هذه التطبيقات.
صراع على الرأي العام
منذ هجمات 7 أكتوبر 2023، تحولت وسائل التواصل إلى ساحة مواجهة موازية. فقد استخدمت إسرائيل حسابات وهمية لمحاولة التأثير على مشرعين أمريكيين، بينما بثت حماس لقطات للهجمات في محاولة لنشر الرعب.
لكن بمرور الوقت، سيطر المحتوى الفلسطيني القادم مباشرة من غزة على المشهد الرقمي. ورغم المخاطر الكبيرة، واصل مصورون فلسطينيون مثل وسام نصار ومعتز عزايزة نشر صور مؤثرة عن الحياة اليومية في القطاع، لتصبح روايتهم مرجعًا للرأي العام العالمي. ويحظى الاثنان بمتابعة واسعة على إنستجرام، حيث شكلت منشوراتهما مصدرًا أساسيًا لفهم الأزمة الإنسانية.
وفي الآونة الأخيرة، عبرا عن حزنهما لاستشهاد المصور الفلسطيني يحيى برزق في غارة إسرائيلية استهدفت مقهى بغزة، ما أعاد تسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون في الميدان.
اتهامات لتيك توك وتأثير الشباب
مع تزايد التفاعل على تيك توك، ظهر الشباب الأمريكيون كأكثر الفئات رفضًا للدعم الأمريكي لإسرائيل. وأظهرت استطلاعات أن 7 من كل 10 ممن هم دون الثلاثين يعارضون تقديم مساعدات عسكرية أو مالية إضافية لتل أبيب، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.
وقد اتهم بعض المشرعين الأمريكيين والإسرائيليين تطبيق تيك توك بـ"التحيز للفلسطينيين" عبر الترويج لمحتواهم، لكن الشركة نفت هذه الاتهامات، مؤكدة التزامها بالحياد.
فشل الحملات الرقمية الإسرائيلية
رغم استثمار إسرائيل في حملات إعلامية، إلا أنها فشلت في التأثير على الرأي العام الأمريكي. ويعزو الخبراء ذلك إلى تركيزها على محاولات حجب المحتوى الفلسطيني من خلال استهداف شبكات الإنترنت وأبراج الاتصالات في غزة، بدلًا من تقديم رواية مقنعة ومؤثرة على المنصات العالمية.
الأرقام تعكس الواقع الجديد
وفقًا للاستطلاع الأخير:
35% من الأمريكيين يتعاطفون مع الفلسطينيين.
34% يتعاطفون مع الإسرائيليين.
31% يلتزمون الحياد أو يعبرون عن دعمهم للطرفين معًا.
كما أظهرت النتائج أن الأغلبية تعارض إرسال مساعدات إضافية لإسرائيل، وهو تحول سياسي قد ينعكس على مواقف واشنطن المستقبلية تجاه الصراع.










