تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، على اعتقال ثلاثة أطفال من سكان قرية العيساوية شرق مدينة القدس المحتلة، في تصعيد جديد ضد الأطفال الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية والقدس. وتعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة الانتهاكات اليومية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، في الأراضي المحتلة.

تفاصيل الحادث

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية العيساوية فجراً، وداهمت عدة منازل قبل أن تقوم باعتقال ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، دون توجيه أي تهم واضحة لهم، وفق ما أفادت عائلاتهم. وأشارت المصادر إلى أن عملية الاقتحام ترافق مع إطلاق قنابل الصوت والرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة بعض سكان القرية بحالات اختناق.

استمرار سياسة الاعتقالات بحق الأطفال

تأتي هذه الاعتقالات في إطار سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الأطفال الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية. وتقول منظمات حقوقية فلسطينية ودولية إن الاعتقالات الليلية المتكررة للأطفال تشكل انتهاكًا للقوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل، التي تنص على حماية الأطفال من أي اعتداء أو توقيف تعسفي.

وقد وثقت منظمات حقوقية في السنوات الأخيرة عشرات الحالات التي تعرض فيها الأطفال الفلسطينيون للاعتقال، والاحتجاز لفترات طويلة في ظروف غير إنسانية، بالإضافة إلى تعرضهم للتحقيق تحت الضغط النفسي، وحرمانهم من التواصل مع عائلاتهم أو محامين مستقلين.

ردود فعل محلية

أدانت بلدية القدس ومؤسسات حقوق الإنسان المحلية هذه الممارسات، معتبرة أن استهداف الأطفال الفلسطينيين محاولة لزرع الخوف والتخويف بين أهالي القرية. وشددت على أن العيساوية تتعرض بشكل متكرر للاقتحامات الليلية والاعتقالات التعسفية، في انتهاك صارخ لحقوق السكان.

كما دعت المؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته، وإلزامه بالقوانين الدولية التي تحظر الاعتقالات التعسفية للأطفال وضرورة ضمان سلامتهم وحقوقهم.

السياق العام للوضع في القدس

تعيش قرية العيساوية حالة توتر مستمرة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك فرض الحواجز العسكرية، ومنع البناء، ومداهمة المنازل، والاعتقالات الليلية للأطفال والشباب. وتعتبر العيساوية من أكثر القرى الفلسطينية تعرضًا لسياسات الاحتلال القمعية في مدينة القدس المحتلة، حيث تحاول إسرائيل من خلال هذه الإجراءات تهويد المنطقة وفرض سيطرتها على السكان الأصليين.

تأثير الاعتقالات على المجتمع المحلي

يؤكد خبراء نفسيون واجتماعيون أن الاعتقالات المتكررة للأطفال الفلسطينيين تؤثر بشكل سلبي على نفسيتهم وحياتهم الدراسية، وتزرع الخوف والقلق بين السكان. ويضيفون أن هذه السياسات تعزز دائرة العنف والنزاع، بدلاً من التوصل إلى حلول سلمية بين الطرفين.