-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
رون بن يشاي: عملية "مركبات جدعون" في قطاع غزة معركة من ثلاثة أجزاء
رون بن يشاي: عملية "مركبات جدعون" في قطاع غزة معركة من ثلاثة أجزاء
-
9 مايو 2025, 1:58:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عملية "مركبات جدعون" في قطاع غزة معركة من ثلاثة أجزاء
يديعوت أحرونوت - المحلل العسكري رون بن يشاي
مَن يريد التعمّق فيما خطّط له الجيش الإسرائيلي في الأشهر القريبة المقبلة بشأن غزة، عليه أن يتجاهل الأصوات التي تخرج من الكابينيت، وأن يركّز على تفاصيل عملية "مركبات جدعون". إن المعركة العسكرية التي يخطط لها الجيش [في قطاع غزة]، وفي حال تم تطبيقها كاملة، يمكن أن تضع المخطوفين الأحياء الموجودين في أسر "حماس" في خطر، لكنها تهدف إلى تقليل هذا الخطر إلى أقل قدر ممكن.
عملياً، "مركبات جدعون" هي معركة عسكرية – مدنية - سياسية، غايتها تحقيق هدفين: الأول، دفع "حماس" والجهاد الإسلامي إلى الموافقة على صفقة تبادُل كبيرة بشروط مقبولة من إسرائيل؛ والثاني، إلحاق ضرر كبير بقوة "حماس" القتالية وبناها التحتية، للسماح بتسوية في القطاع في "اليوم التالي". وفي إطار هذه الترتيبات، سيتم نزع سلاح التنظيم، ولن تستطيع قيادته في غزة السيطرة على مجموعات الموزعين في القطاع، لكن يمكنهم إدارة حرب عصابات ضد الجيش.
من المفترض تنفيذ الحملة على ثلاث مراحل: الأولى التي بدأت أصلاً - التحضيرات؛ والثانية - قصف تمهيدي من الجو والأرض ودفع سكان القطاع، في أغلبيتهم، إلى التحرك نحو المناطق "الآمنة" في رفح؛ والثالثة- مناورة برية لاحتلال أجزاء كبيرة من القطاع وتجهيز للبقاء العسكري الطويل الأمد فيها.
المرحلة الأولى: التجهيزات والتجنيد
ستستمر مرحلة التجهيزات 10 أيام إضافية على الأقل، حتى ينهي الرئيس الأميركي زيارته للشرق الأوسط يوم 15 مايو، ويمكن أن تستمر أكثر من ذلك. في هذه المرحلة، سيجري تجهيز المنطقة، وهو ما يحدث فعلاً في رفح، لكي يبقى فيها نحو مليونَي غزّي سيصلون إليها في المرحلة الثانية. أمّا المناطق الواقعة في جنوب - غرب القطاع، وتحديداً بين محور "موراغ" ومحور "فيلادلفيا" في منطقة رفح، فهي مناطق فارغة من الناس، والمباني فيها مدمرة، ويعتقد الجيش أيضاً أن الأنفاق هناك، في أغلبيتها، غير صالحة للاستعمال من طرف "حماس".
في هذه المرحلة، ستبني إسرائيل، وبمشاركة شركة أميركية، مراكز لوجيستية، حيث ستقوم الشركة هناك بتوزيع الغذاء والأدوية والماء وتأمين حاجات سكان القطاع. ستصل هذه المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم، وتخضع للتفتيش الذي سيُجريه الجيش، ويرافقها في طريق قصيرة إلى المناطق الآمنة، حيث يوجد المواطنون، وأيضاً المراكز اللوجيستية التابعة للشركة الأميركية. سيُقيم الجيش، وبالتعاون مع جهاز الأمن العام [الشاباك]، نقاط تفتيش في المحاور الرئيسية التي سيسير فيها الغزّيون إلى المناطق المخصصة لهم.
خلال مرحلة التجهيزات، سيكون هناك تجنيد محدود لجنود الاحتياط، وبعكس ما نُشر في الإعلام، لم يتم استدعاء ضباط في وحدات الاحتياط حتى الآن، أمّا الجنود فسيتم استدعاؤهم بعد بضعة أيام. وستحلّ وحدات الاحتياط التي جرى تجنيدها، محلّ النظاميين الموجودين على الحدود مع سورية ولبنان، حيث سيتم تحويلهم إلى القطاع مع بدء مرحلة المناورة، وبالتدريج، لاحتلاله.
حتى نهاية زيارة ترامب للمنطقة، يُفترض أن تخلق الأيام "خطوة سياسية" تلغي المناورة العسكرية. تتوقع إسرائيل أن يؤثر ترامب في القطريين لكي يعودوا إلى الوساطة الفعالة وممارسة الضغط على قيادة "حماس" لإبداء مزيد من الليونة بشأن المخطوفين، والموافقة على ترتيبات تفكيك سلاح الحركة وقيادتها.
تتوقع إسرائيل أن ينجح ترامب في إقناع أمير قطر ورئيس حكومتها بالتجند للمساعدة على إنجاح معادلة "تجديد المساعدات الإنسانية لغزة، في مقابل تجديد الوساطة الفعالة والكثيفة".
خلال أسبوعين من الاستعدادات، تنوي إسرائيل السماح لقيادات "حماس" في القطاع، وأساساً محمد السنوار، بإعادة النظر في مواقفها بشأن تحرير المخطوفين، وربما الموافقة على مقترح ويتكوف، والذي يُحرَّر بموجبه جزء من المخطوفين (بين 5 و11) على دفعتين، في مقابل وقف إطلاق نار يستمر شهراً، أو أكثر، ومنع إسرائيل من المضيّ في خطة "مركبات جدعون".
المرحلة الثانية: نيران كثيفة وتحرّك السكان
في المرحلة الثانية، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بتكثيف النيران التمهيدية، ويطالب الغزّيين في المناطق التي لم يعمل فيها الجيش سابقاً، بالتحرك نحو المناطق "الآمنة". ستقوم نقاط التفتيش بعملية ترشيح للعابرين جنوباً إلى رفح. هكذا يستطيع الجيش قتال الذين سيبقون في القطاع، من دون خوف من إلحاق الضرر بالمدنيين.
هناك هدفان لهذه المرحلة: أولاً، الضغط على "حماس" لكي تتوقف عن القتال؛ وتقريب كثيرين من الغزيين إلى المناطق الحدودية مع مصر وإسرائيل وشاطئ البحر، لتشجيعهم على المغادرة بإرادتهم.
المرحلة الثالثة: قتال، واحتلال، وبقاء طويل
في المرحلة الثالثة، سيناور الجيش في المناطق المُخلاة وبقي فيها مسلحون. سيتم تنفيذ المهمات تحت الأرض، بحسب نموذج رفح ومشارف خانيونس، في العملية التي نفّذتها القيادة الجنوبية وانتهت. أمّا الهدف، فهو قطع التواصل ما بين الكتائب والألوية التابعة لـ"حماس" والجهاد الإسلامي والتعامل معها بواسطة قوات ستبقى في الميدان وقتاً طويلاً.
ستستمر مرحلة السيطرة التدريجية على مناطق من القطاع بضعة أشهر، وبعدها، ستبقى القوات في الميدان، وستقاتل "المسلحين الذين ما زالوا يقاتلون، وخصوصاً في شبكة الأنفاق والمباني التي يستعملونها.
نقاط خروج "حماس"
توجد لدى "حماس" محطة خروج بعد نهاية كل مرحلة في المعركة، أو خلالها. في مرحلة الاستعدادات، وبحسب التقديرات الإسرائيلية، يمكن أن توافق "حماس" على تحرير المخطوفين، استناداً إلى خطة ويتكوف، لمنع إسرائيل من تنفيذ مرحلة تحريك السكان. محطة الخروج الثانية ستسبق المناورة البرية التي سينفّذها الجيش لاحتلال القطاع والبقاء فيه، أو خلالها. أمّا نقطة الخروج الثالثة، فستكون قبل نهاية المعركة، وقبل أن تبدأ إسرائيل بتجنيد الاحتياط بشكل واسع، واحتلال القطاع. وكما أسلفنا، هناك حاجة إلى تجنيد محدود لتنفيذ العملية.
من بين الخطط الثلاث التي جهّزتها شعبة العمليات، بالتعاون مع جهاز الشاباك ومنسّق شؤون الحكومة في المناطق [المحتلة] وشعبة الاستخبارات العسكرية [أمان]، وجِهات أُخرى في الجيش، وبالتعاون مع الأميركيين، فضّل رئيس هيئة الأركان الجنرال إيال زامير خطة "مركبات جدعون". لقد عُرضت الخطط التي كانت فيها سلامة المخطوفين مركّباً مركزياً على وزير الجيش يسرائيل كاتس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعلى الكابينيت، لكن رئيس الحكومة ووزير الدفاع يفضلان "مركبات جدعون".
هناك كثيرون من المعارضين لهذه المعركة، لكن يبدو كأن الحكومة والجيش مُصممان على المضيّ بها. إن إيجابيتها الأساسية هي أنها ستجري بالتدريج، وتمنح "حماس" محطات خروج، وهي حذِرة جداً بشأن مصير المخطوفين، وأيضاً غير مُكلفة كثيراً على صعيد موارد الاحتياط المستنزفة. ما تبقى هو أن نتمنى النجاح للجيش، وأن نأمل بألّا يضيّع المستوى السياسي هذه الفرصة التي ستوفّرها العملية. يجب على نتنياهو وحكومته أن يفهما أن الجمهور في إسرائيل يريد إنهاء الحرب في غزة، ولن تنتهي هذه الحرب إلّا بدخول السلطة الفلسطينية إلى الحكم في القطاع في "اليوم التالي".
.jpeg)









