"ميدل إيست أي": حزب العمال الكردستاني يعلن تفكيك نفسه رسميا هذا الأسبوع

profile
  • clock 9 مايو 2025, 1:55:42 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
متظاهرون يلوحون بأعلام عليها صورة عبد الله أوجلان خلال تجمع للاحتفال بعيد النوروز في إسطنبول عام 2015 (رويترز)

قال مصدران مطّلعان لموقع ميدل إيست آي إن حزب العمال الكردستاني (PKK) يستعد للإعلان، في أقرب وقت يوم الجمعة المقبل، عن قراره بإنهاء كفاحه المسلح ضد تركيا وحلّ نفسه بشكل نهائي. ويُتوقع أن يكون هذا القرار تتويجًا لمسار طويل من التحوّلات السياسية والميدانية، ويعكس تغيرًا جذريًا في مسار أحد أكثر الحركات المسلحة الكردية تأثيرًا في العقود الأخيرة.

نداء أوجلان الحاسم

يأتي هذا التطور المفاجئ بعد البيان الذي أصدره زعيم الحزب المسجون، عبد الله أوجلان، في فبراير الماضي، ودعا فيه الحركة التي أسسها قبل أكثر من أربعين عامًا إلى التخلي عن السلاح. وكان أوجلان قد وصف الكفاح المسلح في بيانه بأنه "نتاج لمرحلة تاريخية تجاوزها الزمن"، وأوضح في رسالة من صفحة ونصف أن اللجوء إلى السلاح كان ضروريًا في ظل السياسات التركية التي أنكرت الهوية الكردية وقيّدت حقوق الأكراد وحرياتهم، لكن الظروف الراهنة باتت مختلفة تمامًا.

وفي نص رسالته قال: "وُلد حزب العمال الكردستاني في القرن العشرين، في أكثر الحقب البشرية عنفًا، في ظل الحربين العالميتين، وفي ظل الاشتراكية الحقيقية والحرب الباردة". لكنه أشار إلى أن الإصلاحات الديمقراطية الأخيرة التي قامت بها الحكومة التركية فيما يخص القضية الكردية، إلى جانب التطورات الإقليمية، جعلت من النضال المسلح أمرًا غير ذي جدوى. وأضاف: "على جميع الجماعات أن تضع السلاح، وعلى حزب العمال الكردستاني أن يُحلّ نفسه".

إعلان مرتقب بعد مؤتمر داخلي

في بيان صدر يوم الجمعة، قال حزب العمال الكردستاني إنه عقد مؤتمرًا داخليًا في الفترة ما بين 5 و7 مايو، ناقش فيه رسالة أوجلان ومضامينها. وأوضح البيان أن الحزب اتخذ "قرارات ذات أهمية تاريخية"، مشيرًا إلى أنه سيعلن عنها قريبًا مدعومة بالوثائق والمعلومات اللازمة. ويبدو أن الحزب يستعد للكشف الرسمي عن حلّ نفسه والتخلي عن السلاح خلال الأيام القليلة المقبلة، في استجابة مباشرة لنداء زعيمه المعتقل.

نهاية مشروع السلاح الكردي الإقليمي؟

لم يكن نداء أوجلان موجّهًا لحزب العمال الكردستاني فقط، بل تضمّن دعوة إلى "جميع الجماعات" لحلّ نفسها، في إشارة مفهومة إلى الفروع التابعة للحزب في سوريا وإيران، وكذلك إلى المنظمة الأم التي تجمعها، وهي "اتحاد الجماعات الكردستانية" (KCK)، التي تنشط في العراق وسوريا وتركيا وإيران. وفي مارس الماضي، أعلن الحزب رسميًا التزامه بتوجيهات أوجلان وقرر وقف إطلاق النار، في خطوة عُدت أولى علامات الانعطافة التاريخية في مسار الحركة.

اتفاقات إقليمية تدعم إنهاء المشروع

ضمن السياق نفسه، أُبرمت اتفاقية منفصلة في مارس بين مظلوم عبدي شاهين، قائد "قوات سوريا الديمقراطية" المرتبطة بالحزب، والرئيس السوري أحمد الشرع، تضمنت منح دمشق السيطرة الكاملة على المؤسسات الحكومية في شمال شرق سوريا. هذا الاتفاق أنهى فعليًا حلم إقامة دولة كردية أو حتى نظام فدرالي في سوريا، واعتُبر خطوة استراتيجية لتصفية المشروع الكردي المسلح في الإقليم.

عزلة متصاعدة بفعل الضربات التركية

يرى العديد من المحللين أن دعوة أوجلان جاءت نتيجة مباشرة للنجاحات العسكرية التي حققتها تركيا في السنوات الأخيرة لعزل الحزب في جبال قنديل شمال العراق. فمنذ عام 2016، استخدمت القوات التركية تقنيات متقدمة في الطائرات المسيرة والحرب الإلكترونية، مما حرم الحزب من السيطرة الميدانية وعرقل طرق تسلله. وتشير هذه التطورات إلى تحول في ميزان القوى دفع الحزب إلى إعادة تقييم جدوى استمرار النضال المسلح.

مصير السلاح والمقاتلين لا يزال غامضًا

ورغم التوجه الواضح نحو إنهاء العمل المسلح، إلا أن تفاصيل تسليم السلاح لم تُحسم بعد. تقول بعض المصادر في أنقرة إن الحكومة العراقية قد تضطلع بدور في جمع وتسجيل الأسلحة، بالتعاون مع الدول المجاورة. أما المقاتلون الأجانب المتواجدون في سوريا، فيُتوقع أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية. ومن المرجّح أن يُدمج من يختار الدخول في العمل السياسي ضمن المنظومات السياسية الوطنية لبلدانهم، بينما تشير التقارير إلى أن قادة بارزين من الاتحاد الكردستاني (KCK) سيُنقلون إلى دول ثالثة.

الوجهة المقبلة لقادة الحزب

يرجّح بعض المراقبين أن يتم نقل قادة حزب العمال الكردستاني إلى محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، وهي منطقة خاضعة لنفوذ "الاتحاد الوطني الكردستاني"، الحزب السياسي الذي احتفظ تاريخيًا بعلاقات متينة مع الحزب المسلح. وقد يشكل هذا الانتقال نوعًا من "الحل الآمن" لإنهاء الدور العسكري لقادة الحزب دون المساس بهم قانونيًا، خاصة في ظل وجود تحفظات دولية على تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية.

المصادر

ميدل إيست آي

التعليقات (0)