من صحافة العدو

هآرتس: "عربات جدعون".. ثقوب تنذر بفشل إسرائيلي جديد في غزة

profile
  • clock 7 مايو 2025, 8:29:09 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ثقوب تنذر بفشل إسرائيلي جديد في غزة

هآرتس -  عاموس هرئيل

يجدر قول الأمور ببساطتها: نحن نسير نحو كارثة أخرى في قطاع غزة، إذا لم يقرر الرئيس الأميركي ترامب التدخل فيما يحدث هناك أثناء زيارته دول الخليج، الأسبوع القادم، فإن إسرائيل ستوسع العملية العسكرية في القطاع بعد انتهاء الزيارة.

بالصورة التي تم التخطيط لها فمن المرجح الافتراض بأن العملية ستكون مقرونة باحتلال مناطق واسعة في القطاع، والاحتفاظ بمنطقة لفترة طويلة وفقدان حياة مخطوفين وجنود وتفاقم الكارثة الإنسانية في أوساط الفلسطينيين.

في المقابل، من المشكوك فيه إذا ما كان سيتم إلحاق هزيمة حقيقية بـ "حماس".تم عقد الكابينت، الأحد الماضي، في جلسة طويلة، تمت فيها المصادقة على الخطة التي عرضها الجيش وهي توسيع واضح للعملية.

بشكل استثنائي السياسيون متحمسون في هذه المرة إلى إعطاء تفويض لرئيس الأركان، إيال زامير.وأوضحت جهات سياسية (نقول من الآن، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) وأمنية رفيعة (أي وزير الدفاع إسرائيل كاتس) إن الخطة الجديدة ستحقق أخيراً هزيمة لـ "حماس" وستستخدم ضدها ضغطاً كبيراً لتحرير جميع المخطوفين.

وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الرجل الذي ينجح في توجيه سياسة الحكومة، والذي رغم أن حزبه - حسب كل الاستطلاعات - لا ينجح في تجاوز نسبة الحسم، قال صباح أول من أمس في مؤتمر لصحيفة "بشيفع" بأنه "منذ اللحظة التي ستبدأ فيها العملية لا يوجد انسحاب من المناطق التي قمنا باحتلالها، ولو مقابل مخطوفين.
نحن نحتل غزة لنبقى. لا يوجد من الآن فصاعداً دخول وخروج".

وقد أوضح أيضاً أن جميع سكان القطاع سيتم إخلاؤهم جنوباً نحو محور موراغ، والقصد هو دفع مليوني شخص إلى منطقة مساحتها أقل من ربع مساحة القطاع.

عندما التقى نتنياهو وكاتس مع زمير لتعيينه رئيساً للأركان، قال لهما إن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى ثلاثة أشهر كي يعيد احتلال القطاع، وتسعة أشهر إضافية من أجل تمشيط المنطقة بنجاعة.

يفضل نتنياهو اقتباس الجزء الأول في الخطة فقط. منذ عاد لارتداء الزي العسكري تعلم زامير عدة أمور أخرى، ربما استيقظ قليلاً.
تناولت التسريبات التقليدية من جلسة الكابينت المواجهات بين رئيس الأركان والوزير إيتمار بن غفير والوزيرة أوريت ستروك.وقد نشر أن زامير لم يحب طلبهما زيادة المس بالمساعدات الإنسانية، التي تم وقفها قبل شهرين.هاجمهما زمير وقال: "أنتما تعرضاننا جميعاً للخطر"، حتى أنه حذر من أن العودة إلى عملية واسعة ستعرض حياة المخطوفين للخطر.

موقف وزير الدفاع لا أهمية له. بخصوص رئيس الأركان والجنرالات فإنه يتولد لديهم في الكابينت الانطباع بأنهم يصلّون لحدوث معجزة، لكن ليس من نوع المعجزات التي يرحب بها سموتريتش وستروك.

معجزتهم يمكن أن تأتي من ترامب: تدخل خارجي يفرض على الطرفين صفقة تبادل، جزئية أو شاملة، ووقف حرب شاملة كثيرة الأضرار في القطاع، ليس لها تاريخ نهاية في المدى المنظور. ولكن هذا ليس الخط الذي يعلن عنه زامير، سواء بشكل علني أو في النقاشات المغلقة.

رئيس الأركان الجديد هو شخص يحترم الهيكلية والانضباط. وحسب رأيه فإنهم في الحكومة والكابينت سيقولون للجيش ما هو المتوقع منه، وأن دور الجيش هو طرح الخطط العملياتية ومعناها وفقاً لذلك.
باستثناء المتعصبين في "الصهيونية الدينية" و"قوة يهودية" فإن هناك شكاً كبيراً إذا ما كان أي أحد من الموجودين في الغرفة يوهم نفسه حقاً فيما يتعلق بالنتائج المتوقعة من العملية الجديدة "مركبات جدعون"، التي أعلن عن اسمها بشكل احتفالي.

لو أننا وصلناهم بجهاز كشف الكذب لاكتشفنا كما يبدو أن معظم الضباط، وحتى معظم وزراء "الليكود" في الكابينت، لا يقدرون أن الخطة ستنتهي بهزيمة "حماس".

فكرة دفع السكان التي يسوقها سموتريتش بانفعال هي تمهيد للترانسفير "الطوعي" (عمليا طرد عنيف وقسري). هذه هي الخطة التي تسلى بها ترامب قبل ثلاثة أشهر في اللقاء الأول له مع نتنياهو. ومنذ ذلك الحين لا يقوم الاثنان تقريباً بذكرها.

حتى الآن جرى تجنيد للاحتياط بحجم صغير. لا يوجد أي معنى للادعاءات التي نشرت، أول من أمس، حول امتثال كامل، لأنه في هذه المرحلة تم استدعاء وحدات قليلة فقط، وفي معظمها تم استدعاء القادة فقط بصورة مستعجلة.

الألوية التي يتم تجنيدها تهدف إلى استبدال القوات النظامية على حدود لبنان وفي هضبة الجولان وفي الضفة الغربية من أجل توجيه هؤلاء إلى القطاع.

بقيت فترة زمنية أقل من أسبوعين إلى حين انتهاء زيارة ترامب.وإذا لم يتم التوصل إلى صفقة وتم تطبيق الخطة التي تمت المصادقة عليها في الكابينت فستكون هناك حاجة إلى تجنيد واسع لعدة فرق في الاحتياط.

عملياً، ناقشت حكومة نتنياهو أوهاماً سيكون من الصعب جداً تحقيقها.خلال ذلك يمكن أن تؤدي العملية العسكرية إلى موت المزيد من المخطوفين (ليس صدفة أن معظم العائلات تظهر درجة كبيرة من الخوف)، وتجبي حياة الكثير من الجنود.

ولأن الجيش الإسرائيلي سيحاول تقليل الخسائر فإنه يتوقع استخدام نيران كثيفة بشكل خاص، مع المس الكبير بالبنى التحتية المدنية التي بقيت في القطاع. ودفع السكان إلى مناطق المعسكرات الإنسانية، إلى جانب النقص المستمر في الغذاء والدواء، يمكن أن يجر المزيد من القتل الجماعي للمدنيين.

حتى لو كانت إسرائيل تنوي استئناف توفير المساعدات، فإن الخطة مليئة بالثقوب.من المشكوك فيه إذا كانت إسرائيل تعرف كيفية ضمان تدفق الغذاء بشكل منتظم لسكان كثيرين جداً بقوتها الذاتية، وقد أعلنت المنظمات الدولية أيضاً في السابق أنها لن تشاركها في توزيع المساعدات (في المقابل، يرفض زمير أن يعرض من أجل ذلك حياة الجنود للخطر).

أيضاً هكذا فإنه في الحكومة يتولد الانطباع بأن الجيش يجد صعوبة في توفير بيانات عن الوضع الإنساني الحقيقي في القطاع.

في نهاية المطاف ستضطر إسرائيل إلى المصادقة على إدخال المساعدات الإنسانية.ولكن إلى حينه سيمر وقت وسيشتد القتال. هناك احتمالية عالية بأنه توجد هنا وصفة للفشل: التورط بعيد المدى وفقدان ما تبقى من الشرعية الدولية لخطوات إسرائيل إزاء المس بالمدنيين.

رغم صعود إدارة ترامب وإزاء معاداة المحاكم الدولية فإن قادة وضباطاً إسرائيليين آخرين قد يواجهون إجراءات قانونية شخصية ضدهم.الحكومة تحاول الحصول على إنجاز سياسي مؤقت، وثمنه سيتم دفعه بعملة استراتيجية.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)