د. أميرة فؤاد النحال تكتب: من التهديد إلى التحقق: قراءة في نبوءة السنوار وعزلة الاحتلال الدولية

profile
د. أميرة فؤاد النحال كاتبة وباحثة فلسطينية
  • clock 30 سبتمبر 2025, 6:50:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قبل أشهر قليلة من اندلاع طوفان الأقصى، خرج يحيى السنوار، القائد الذي صار أيقونة المعادلة الميدانية الدبلوماسية، ليطلق تصريحاً بدا آنذاك أقرب إلى نبوءة سياسية جريئة: "سنُحاصر "إسرائيل" في عزلة دولية، وسنجبر العالم على الاعتراف بفلسطين"، كثيرون استقبلوا عبارته بالريبة أو عدّوها مبالغة خطابية، لكنّ الأحداث سارت على نحوٍ جسّد تلك الكلمات.

فمع فجر السابع من أكتوبر 2023، دوّى طوفان الأقصى ليكسر قواعد الاشتباك التي رسّخها الاحتلال لعقود، ويعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية، وبعد عامٍ كامل من المعارك الضارية، ارتقى السنوار شهيداً في اشتباكٍ مباشر مع قوات الاحتلال في رفح، تاركاً وراءه معادلة حيّة تمضي في التحقّق حتى بعد رحيله.

اليوم ونحن في العام الثاني للطوفان، تتبلور ملامح تلك النبوءة كحقيقة سياسية: 157 دولة حول العالم تعترف بدولة فلسطين، بينما ينزلق الاحتلال إلى عزلة سياسية خانقة تتجلّى في قاعات الأمم المتحدة، وآخر مشاهدها مغادرة أغلب الوفود خطاب نتنياهو ورفضهم الإصغاء لروايته.

إنّ هذا التحوّل ليس مجرّد تبدّل في المزاج الدولي، بل هو انعكاسٌ لانكسار السردية الصهيونية وتصدّع هالة الردع الإسرائيلي، فيما يفرض طوفان الأقصى نفسه بوصفه حدثاً تأسيسيّاً أعاد صياغة معادلات الصراع ومكانة فلسطين على الخريطة العالمية.

إنّ ما نشهده اليوم ليس ختاماً للنبوءة، بل مفصلاً انتقاليّاً يفتح على مرحلة إعادة تموضع فلسطيني في الساحة الدولية، ويؤشّر إلى أنّ العزلة الصهيونية قد تتحوّل إن أُحسن استثمارها سياسيّاً إلى إرغام قانوني وأخلاقي على الاعتراف الكامل بالحقوق الوطنية، فالنبوءة التي بدأت بكلمات السنوار وانتهت بدمه لم تُغلق قوسها بعد، بل تُرسّخ معادلة المقاومة الشاهدة التي تصنع السياسة حتى بعد ارتقاء قادتها.

قبل شهورٍ قليلة من انطلاق طوفان الأقصى، أعلن يحيى السنوار في كلمة مقتضبة أن المقاومة الفلسطينية ستجعل "إسرائيل" في عزلة دولية خانقة، وستدفع المجتمع الدولي إلى التعامل مع فلسطين كحقيقة سياسية لا كقضية إنسانية طارئة، كان هذا التصريح بمنزلة تحديد مسبق لسقف الاشتباك القادم، إذ ربط السنوار بين أداء الميدان وبين اهتزاز المكانة الدولية للاحتلال، معلناً أن سلاح المقاومة لا يقتصر على ساحات القتال، بل يمتد إلى هندسة الإدراك الدولي.

جاءت العبارة في وقتٍ كانت فيه "إسرائيل" تُروّج عالمياً لنفسها كحصن للديمقراطية في وجه "الإرهاب"، وتتمتع بغطاء دبلوماسي غربي شبه كامل، فيما كانت القضية الفلسطينية تُختزل في ملف مساعدات إنسانية، لذا حمل تصريح السنوار تحدياً مزدوجاً: أولاً للاحتلال عبر التنبؤ بانكشاف صورته، وثانياً للنظام الدولي الذي منح إسرائيل تلك الهالة السياسية الزائفة.

يمكن قراءة تصريح السنوار في حينه كجزء من استراتيجية تمهيدية للمقاومة هدفت إلى:

  • تهيئة البيئة النفسية والسياسية الداخلية في غزة والضفة، بإيصال رسالة مفادها أنّ المعركة المقبلة لن تكون جولة تقليدية بل اشتباكاً كاسراً لقواعد اللعبة.
  • اختبار نبض المجتمع الدولي بإلقاء حجر في مياه السردية الراكدة، والتلويح بأنّ أي انفجار ميداني قادم سيحمل تداعيات أبعد من حدود غزة.
  • إعادة تعريف دور المقاومة من فصيل محاصر إلى فاعل مُغيِّر للمعادلات الإقليمية والدولية، ما أكسب التصريح بُعداً رمزياً يعبّر عن نضوج مشروع التحرير ووعيه بضرورة كسب معركة الشرعية.

بهذا المعنى لم تكن النبوءة مجرّد جملة خطابية، بل إعلان عقيدة اشتباك يرى أن النصر لا يُقاس بحجم الخسائر الميدانية وحدها، بل بقدرة المقاومة على إعادة تشكيل البيئة السياسية الدولية لصالح فلسطين، فمنذ الأشهر الأولى التي تلت طوفان الأقصى، أخذت صورة الاحتلال تتهاوى في المحافل الدولية بوتيرة متسارعة، كاشفة عن تصحّر الشرعية السياسية التي طالما اتّكأ عليها لفرض روايته، فقد بدأت الدول الأوروبية التقليدية الداعمة له تُظهر شقوقاً في جدار الإجماع الغربي عبر بيانات مترددة وانتقادات علنية لانتهاكاته في غزة، وصولاً إلى اعتراف ثلاث دول أوروبية كبرى بفلسطين في خطوةٍ عُدّت كسراً للمحرّم الدبلوماسي الذي فرضته "تل أبيب" لعقود.

كما شهدت أروقة الأمم المتحدة تحوّلاً واضحاً في خريطة التصويت على القرارات المتعلقة بفلسطين، حيث اتّسع طيف الدول المؤيدة لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وازدادت حدّة اللغة المستخدمة ضد الاحتلال في تقارير لجان التحقيق الأممية، هذه التحولات لم تكن معزولة عن تآكل سردية الحق في الدفاع عن النفس التي روّجتها "إسرائيل" بعد كل حرب، إذ أصبحت صور المجازر في غزة تتصدّر الإعلام العالمي وتشكل رأس حربة في تفكيك الهالة الأخلاقية التي ادّعاها الاحتلال.

ترافقت هذه المؤشرات مع صعود خطاب المقاطعة الشعبية والمؤسساتية في الجامعات الغربية، وقرارات برلمانات محلية لتجميد التعاون مع شركات مرتبطة بالاستيطان، وبلغت الذروة الرمزية للعزلة مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، حينما اعتلى نتنياهو المنبر ليلقي خطابه أمام قاعةٍ غاب عنها الحضور، بعد أن انسحب عددٌ كبير من الوفود الدولية في مشهدٍ غير مسبوق، لم يكن الانسحاب مجرد حركة احتجاجية، بل تجسيداً بصرياً لتراجع القبول السياسي والأخلاقي لـ "إسرائيل"، وإشارة واضحة إلى أنّ المجتمع الدولي لم يعد مستعداً لمنح الاحتلال المنبر ذاته الذي استخدمه لعقود لتبرير حروبه.

أما في الكواليس فقد انعكست هذه القطيعة الرمزية في لغة التصويت داخل اللجان الأممية؛ إذ أظهرت الإحصاءات الأخيرة أنّ القرارات المؤيدة لفلسطين حصدت أصواتاً غير مسبوقة، بما في ذلك من دولٍ كانت تُحسب تقليدياً على المعسكر الغربي الداعم لـ "تل أبيب"، ويعبّر هذا التحوّل عن تراجع النفوذ الصهيوني في دوائر صنع القرار الدولي، وعن تحوّل طوفان الأقصى إلى نقطة ارتكاز في إعادة فرز مواقف الدول بين من يلتزم بالقانون الدولي ومن يتواطأ مع الاحتلال.

إنّ هذه المشاهد المتراكبة -من المقاطعة الشعبية، إلى تغيّر التصويت، وصولاً إلى مغادرة القاعات- تمثل تجسيداً عملياً  لنبوءة السنوار التي راهنت على أنّ استمرار الإبادة سيقود "إسرائيل" إلى هامش الشرعية الدولية، ويمنح فلسطين فرصة استعادة موقعها كقضية تحرّر وطني في الوعي الأممي.

ويأتي السؤال المهم: كيف نجحت المقاومة في كسر الرواية الصهيونية عالمياً؟

منذ اندلاع طوفان الأقصى، وجدت "إسرائيل" نفسها تخوض حرباً ليست عسكرية فحسب، بل معركة سردية وجودية على جبهة الرأي العام الدولي، ولعقودٍ طويلة تمكّنت "تل أبيب" من إحكام قبضتها على منصّة الخطاب الغربي، فاحتكرت تعريف المعركة ونجحت في توصيف المقاومة الفلسطينية على أنها تهديد إرهابي يُبرّر لها استخدام القوة المفرطة، غير أنّ المقاومة بفضل إدارة ميدانية-إعلامية متزامنة، نجحت في تقويض هذه الرواية عبر إعادة إنتاج صورة الفلسطيني بوصفه الضحية الأصلية للاحتلال.

كان سرّ نجاح المقاومة في إدراكها أنّ القوة الميدانية وحدها لا تكفي، وأنّ الانتصار في معركة الإدراك العالمي هو شرطٌ لازم لتحويل الإنجاز العسكري إلى مكسب سياسي، فمع كل جولة قتال قدّمت المقاومة خطاباً يتّسق مع منطق القانون الدولي الإنساني: شعبٌ تحت الاحتلال يدافع عن أرضه وحقه في الحياة، في مواجهة قوة استعمارية تمارس سياسة العقاب الجماعي، ومع طول أمد الحرب وارتفاع عدد الشهداء المدنيين في غزة، انكشفت هشاشة خطاب "تل أبيب" القائم على الدفاع عن النفس، لتتعرّى أمام العالم بوصفها كيان استعماري إحتلالي تمارس الإبادة.

هذا التحوّل جاء نتيجة معادلة السنوار التي جمعت بين كلفة ميدانية عالية يدفعها الاحتلال وبين خطاب مقاوم يرسّخ شرعية الدفاع عن الأرض، وبذلك تحوّلت السردية العالمية من توصيف ما يجري كحرب "إسرائيل" على الإرهاب إلى إدراكه بوصفه حركة تحرير وطنية في مواجهة قوة احتلال استعماري، وهو تحوّل جوهري أعاد توجيه بوصلات التعاطف العالمي نحو فلسطين.

لعبت الصور القادمة من غزة -جثامين الأطفال تحت الأنقاض، مستشفيات مدمّرة، ووجوه الناجين المغطاة بالغبار- دوراً مفصلياً في تفكيك الدروع الدعائية الصهيونية، فقد أصبحت هذه الصور بمثابة شهود بصرية تفضح جرائم الاحتلال أمام جمهورٍ عالمي لم تعد تكفيه البيانات الرسمية أو التصريحات الدبلوماسية.

على منصّات التواصل الاجتماعي، انتقلت الرواية الفلسطينية من الهامش إلى الصدارة، إذ انتشرت المقاطع الحيّة والمباشرة لتصبح أرشيفاً رقمياً للإبادة يعيد تشكيل الوعي العالمي، فهذه المشاهد دفعت إعلاماً دولياً رائداً إلى تغيير زاوية تغطيته، منتقلاً من اعتماد بيانات الجيش الصهيوني إلى بثّ قصص الناجين وتقارير التحقيق المستقلة.

لقد تحولت الصورة إلى أداة مقاومة لا تقل فاعلية عن الصاروخ، وأجبرت السردية الصهيونية على التراجع أمام قوة الحقائق البصرية، وبذلك ساهمت صور غزة في إعادة تعريف مركز الضحية والجاني في الخطاب العالمي، ورسّخت إدراكاً جديداً بأنّ ما يجري ليس صراعاً مسلحاً بين طرفين بل عدوان دولة محتلة على شعب أعزل يسعى للتحرير.

أثبتت تجربة طوفان الأقصى أنّ الميدان ليس مجرد ساحة للقتال، بل هو محرّك استراتيجي لإعادة هندسة المشهد الدولي، فحين نجحت المقاومة في إرباك المنظومة العسكرية الصهيونية وتجاوز خطوطها الحمراء الأمنية، أحدثت خلخلة في منطق الردع الصهيوني الذي طالما قدّم نفسه كقوة لا تُقهر، الأمر الذي انعكس مباشرةً على ميزان الشرعية السياسية في العواصم الغربية.

وهنا يأتي السؤال.. كيف وظّفت المقاومة صمودها لإعادة تعريف المشهد الدولي؟

من أبرز مكاسب المقاومة أنّها استطاعت، عبر صمودها الأسطوري في وجه آلة الحرب الصهيونية، أن تفرض على العالم إعادة تعريف طبيعة ما يجري: لم تعد فلسطين ملفاً إنسانياً يُدار عبر المساعدات والإغاثة، بل قضية تحرير وطني ضد استعمار إحتلالي، فلقد حوّل صمود الميدان دماء الشهداء وآلام الناجين إلى مرافعة سياسية حيّة أربكت الخطاب الصهيوني وأسقطت عنه غطاء الدفاع عن النفس.

استثمرت المقاومة هذا الصمود في بناء رواية فلسطينية أصيلة تُبرز أنّ أي حديث عن السلام أو الاستقرار لن يكون ممكناً دون إنهاء الاحتلال ورفع الحصار، فأصبح كل يوم صمود في غزة بمثابة ورقة ضغط إضافية على العواصم الكبرى، وبيان عملي بأنّ الشعب الفلسطيني قادر على تعطيل مشاريع التصفية إن تم تجاهل حقوقه الوطنية.

لقد كرّست هذه المعادلة -التي وضع السنوار أسسها بوعي استراتيجي- أنّ السياسة ليست مفصولة عن ساحات الاشتباك، بل تولد من رحمها، وأنّ الاعتراف بفلسطين اليوم هو نتاج مباشر لصمود الميدان الذي فضح زيف الرواية الصهيونية وأسّس لشرعية جديدة للمقاومة في الوعي الأممي.

وهنا يُطرح تساؤل جوهري.. إلى أي مدى تحققت النبوءة بالكامل؟

أظهرت الوقائع أنّ نبوءة السنوار كانت نتيجة رؤية استراتيجية متدرجة آخذة في التحقق على مراحل، فقد تحقق ركنها الأول بوضوح: عزلة الاحتلال السياسية والأخلاقية، حيث باتت "تل أبيب" تواجه انكماشاً غير مسبوق في شبكة حلفائها التقليديين، وانحساراً في قدرتها على تبرير سياساتها العدوانية، وبلغ هذا التحقق ذروته الرمزية في انسحاب الوفود من خطاب نتنياهو واعتراف 157 دولة بفلسطين.

لكن الركن الثاني من النبوءة -أي الانتقال من الاعتراف الرمزي إلى الإلزام السياسي والقانوني- لا يزال في طور التشكّل، فالاعترافات الدولية حتى اللحظة لم تتحوّل إلى قرارات نافذة لإنهاء الاحتلال ورفع الحصار، ولم تفضِ إلى تجريم ممنهج لسياسات الاستيطان والإبادة، ما يعني أنّ النبوءة تحققت في بُعدها الرمزي والدبلوماسي الأوّلي، لكنها لم تبلغ بعد مرحلة التغيير البنيوي في موازين القرار الدولي.

ولتحويل العزلة الصهيونية الراهنة من واقعٍ دبلوماسي هشّ إلى قرار سياسي وقانوني مُلزِم، يتطلّب الأمر:

  1. توحيد المرجعية السياسية الفلسطينية على برنامج تحرير وطني جامع، ليشكّل جبهة تفاوضية واحدة قادرة على مخاطبة العالم باسم الشعب الفلسطيني بأسره.
  2. تدويل ملف الإبادة والحصار عبر محاكم دولية وآليات قانونية تفرض مساءلة مباشرة على قادة الاحتلال، ما يعمّق نزع شرعيتهم الدولية ويغلق الطريق أمام إعادة تأهيلهم سياسياً.
  3. تحريك أدوات الضغط الشعبي والدبلوماسي في العواصم الغربية من خلال حملات المقاطعة    (BDS)  والضغط على البرلمانات لتقييد التعاون العسكري والاقتصادي مع "تل أبيب".
  4. استثمار الاعترافات المتراكمة بفلسطين للضغط نحو تصويت حاسم في مجلس الأمن يمنح الدولة الفلسطينية عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ويكرّسها كحقيقة قانونية غير قابلة للتراجع.
  5. تطوير خطاب دبلوماسي فلسطيني موحّد يستند إلى سردية التحرير الوطني ويستثمر الرمزية العالية لتضحيات طوفان الأقصى، في مواجهة أي محاولات لإعادة القضية إلى خانة النزاع الإنساني.

إنّ البناء على اللحظة الدولية الراهنة يتطلب حُسن إدارة مكاسب الميدان سياسياً، وتحويل التعاطف العالمي إلى قرارات مُلزمة تُحاصر الاحتلال قانونياً وتُعيد لفلسطين موقعها كقضية تحرير مكتملة الأركان، وهو ما يشكّل الامتداد العملي لنبوءة السنوار التي لا تزال ترسم ملامح المرحلة المقبلة.

لم تكن كلمات يحيى السنوار نبوءة تُلقى في فراغ، بل كانت تصميماً لخطّ اشتباك ممتدّ ربط بين صمود الميدان وشرعية السياسة، وأثبت أنّ القوة الحقيقية للمقاومة تكمن في قدرتها على تحريك الضمير العالمي وإعادة فلسطين إلى مركز الاهتمام الدولي بعد عقودٍ من التهميش المتعمّد.

فاليوم وقد بلغنا العام الثاني لطوفان الأقصى، نرى أنّ السنوار غاب جسداً لكنه ترك خلفه معادلة حيّة تُلزم الفلسطينيين وحلفاءهم بمتابعة البناء عليها: ميدان يفرض الوقائع وسياسة تستثمرها، وسردية تحرير تعيد تعريف العالم بنفسها، وما اعتراف 157 دولة بفلسطين وعزلة الاحتلال في الأمم المتحدة سوى محطة انتقالية على طريق أطول، تُذكّر بأنّ النبوءة لم تُستنفد بعد، بل تدعو إلى توحيد الجهد الفلسطيني وتحويل اللحظة التاريخية إلى مكسب قانوني وسياسي دائم.

هكذا يُثبت إرث السنوار أنّ دماء القادة لا تُغلق الملفات بل تفتح أبواب المراحل الكبرى، وأنّ المقاومة القادرة على الصمود قادرة أيضاً على إعادة تشكيل خرائط الشرعية الدولية، بما يقود في نهاية المطاف إلى اعتراف كامل بفلسطين وحقها في التحرير والسيادة.

التعليقات (0)