حماس توافق مبدئيًا... ولكن بشروط

خاص/ هل تُمهد الهدنة بين إسرائيل وحماس لسلام حقيقي أم لجولة حرب جديدة؟

profile
  • clock 5 يوليو 2025, 11:12:59 ص
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

في ظل استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة، برز اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. الاتفاق جاء بعد أكثر من 24 ساعة من المداولات، لكنه لا يزال مثقلاً بالتحفظات والشكوك حول جديته وإمكانية تطبيقه.

حماس توافق مبدئيًا... ولكن بشروط

أفاد المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم في تصريحات خاصة لموقع "180 تحقيقات" أن حركة حماس وافقت مبدئيًا على المقترح الذي قدّمه الوسطاء، مع إبداء ملاحظات جوهرية، أبرزها اعتراض الحركة على استمرار إسرائيل في التحكم بآلية توزيع المساعدات. هذا التحكم، وفق إبراهيم، يعمّق الأزمة الإنسانية ويمهّد الطريق لحكم بديل عبر شركات أمنية خاصة، في تجاوز واضح للسلطة الفلسطينية الشرعية.

بنود عسكرية فضفاضة وواقع يخدم إسرائيل

في الشق العسكري، يتحدث الاتفاق عن "توقف العمليات الهجومية"، إلا أنه يترك لإسرائيل هامشًا واسعًا لتنفيذ غارات بحجة "الدفاع". كما أن "إعادة الانتشار" الإسرائيلي مشروط بخرائط جديدة يتم التوافق عليها لاحقًا، مما يكرّس واقعًا ميدانيًا قد يخدم إسرائيل على الأرض.

مفاوضات ما بعد الحرب: نزع السلاح ونفي القادة

ومن الجدير بالذكر أن الاتفاق يتضمن فترة تمتد لـ60 يومًا، يتم خلالها التفاوض على ترتيبات ما بعد الحرب، بما يشمل نزع سلاح المقاومة ونفي بعض القادة والمقاتلين. هذه الشروط، حسب التحليل، تهدد بإفشال أي مسار تفاوضي وتعيد الأوضاع إلى مربع التصعيد، رغم أن الضمانة الوحيدة تتمثل في تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمتابعة التنفيذ.

الموقف الإسرائيلي: لا مجال للتعديلات

على الجانب الآخر، كشف الإعلام العبري عن موقف إسرائيلي متشدد. فقد صرح مراسل القناة 12، يارون أفراهام، بأن إسرائيل غير مستعدة لقبول أي تعديل على بنود الانسحاب أو إدخال المساعدات، بينما وصفت المراسلة السياسية جيلي كوهين (قناة "كان") رد حماس بأنه "تحدٍّ لإسرائيل"، مؤكدة أن اجتماع الكابنيت سيحسم مستقبل الحرب.

اعتراضات إسرائيلية وأمريكية على "مؤسسة غزة الإنسانية"

أحد المطالب الرئيسية لحماس هو إنهاء دور "مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية، والتي تتهمها بأنها أداة للسيطرة على المساعدات، وهو مطلب ترفضه كل من واشنطن وتل أبيب، ما يهدد بإطالة أمد المفاوضات، وفق تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

تبادل الأسرى والمنطقة العازلة: إسرائيل تضع شروطها

من جهتها، تبدي إسرائيل استعدادًا للإفراج عن حوالي ألف أسير، لكن دون شمول القيادات الكبيرة في حماس أو الفصائل الأخرى. كما تصر على إنشاء منطقة عازلة داخل غزة بعمق 1.2 كيلومتر، حتى بعد إعادة انتشار قواتها.

هدنة مؤقتة أم تمهيد للتصعيد؟

كل هذه البنود والتسريبات تؤكد أن ما يُطرح اليوم ليس انسحابًا فعليًا بل إعادة تموضع مؤقتة. يُستخدم خلالها ملف المساعدات كسلاح سياسي، بينما يستفيد نتنياهو من الوضع لتعزيز خططه الداخلية، تمامًا كما يستغله ترامب لتمرير مشروع "التطبيع الإقليمي".

"اتفاق اليوم التالي": إعمار مشروط وإقصاء للسلطة الفلسطينية

النسخة الحالية من الاتفاق هي تطوير لاتفاق "ويتكوف" السابق، لكن دون ضمانات حقيقية. والأخطر أن "اتفاق اليوم التالي" يتضمن خطة إعادة إعمار تشارك فيها دول خليجية، وتُستبعد منها السلطة الفلسطينية، ما يعتبره مراقبون محاولة لإضعاف حماس واستغلال أموال الإعمار كأداة سياسية.

الواقع المرير: غزة بين الهدنة والحصار

رغم الحديث عن حلول مؤقتة، تبقى غزة في قلب العاصفة. هدنة غير مضمونة، مفاوضات غير مثمرة، وقصف قد يُستأنف في أي لحظة تحت مسمى "الردع". وفي الخلفية، يستخدم نتنياهو هذا الوضع لتأجيل التسوية، بينما يوظفه ترامب لتعزيز صورته كرجل السلام.

هل تُخدع غزة مجددًا؟

السؤال المحوري الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل تكفي هذه الهدنة المؤقتة لخداع المجتمع الدولي بأن الحرب انتهت؟ أم أن غزة ستدفع الثمن مجددًا، وتتحول إلى ساحة مساومة في لعبة سياسية لا تنتهي؟

التعليقات (0)