-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
خاص/ تحليل استراتيجي: استهداف قصر الرئاسة السوري رسالة إسرائيلية لكسر شرعية النظام الجديد
الدلالة السياسية والعسكرية
خاص/ تحليل استراتيجي: استهداف قصر الرئاسة السوري رسالة إسرائيلية لكسر شرعية النظام الجديد
-
16 يوليو 2025, 1:19:43 م
-
465
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
في تطور لافت يعكس تصعيدًا خطيرًا في الاستهداف الإسرائيلي داخل العمق السوري، وصف المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، في تصريح خاص لموقع 180 تحقيقات، ما جرى – إن صحّت التقارير – من قصف إسرائيلي لقصر الرئاسة ومبنى رئاسة الأركان السورية، بأنه حدث يحمل دلالات استراتيجية مركّبة، خصوصًا في ظل تولي الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، مقاليد الحكم.
الدلالة السياسية: ضربة مباشرة لشرعية النظام الجديد
يرى الدكتور الدليمي أن استهداف قصر الرئاسة السوري لا يُعد فقط قصفًا لمنشأة رسمية، بل هو قصفٌ للرمزية العليا للسيادة الوطنية، ورسالة مباشرة للرئيس الجديد مفادها أن "الكيان الإسرائيلي لا يُعير أي وزن للشرعية الجديدة ولا يعترف بها دوليًا".
إحراج داخلي وتفريغ للخطاب الإصلاحي
في وقت يسعى فيه أحمد الشرع لإبراز صورته كقائد إصلاحي يسعى للتوازن، تأتي الغارات الإسرائيلية لتقوّض هذا الخطاب، وتُظهِره كـ"امتداد هش لنظام سقط أمنيًا"، مما يضعف من هيبته داخليًا ويحرجه أمام الشعب السوري.
رفض إسرائيلي لأي تغيير شكلي
وبحسب الدليمي، فإن هذه الرسائل تؤكد أن إسرائيل لا تكتفي بتغيير الواجهة السياسية في سوريا، بل تطالب بـ"تفكيك كامل لبنية النظام"، معتبرة أن أي تغيير لا يشمل فصلًا جذريًا عن إيران هو تغيير غير مقبول.
الدلالة العسكرية: كسر عمود القيادة والسيطرة
يرى المحلل أن استهداف مبنى رئاسة الأركان السورية هو بمثابة ضربة مباشرة للدماغ العسكري السوري، خصوصًا في ظل معلومات استخباراتية تفيد بأن القيادة الجديدة تحاول إعادة هيكلة الجيش السوري بعيدًا عن النفوذ الإيراني.
ضربة استباقية لإعادة التموضع
يرجّح الدليمي أن تكون الغارة محاولة إسرائيلية استباقية لعرقلة أي تحرك عسكري مستقل من دمشق، ومنع الجيش السوري من استعادة توازنه أو استقلاليته عن المحاور الإقليمية، خاصة في ظل مؤشرات عن رغبة الرئيس الجديد بفك ارتباط المؤسسة العسكرية عن طهران.
رسائل ردع: لا خطوط حمراء بعد اليوم
يؤكد الدليمي أن الوصول إلى أهداف سيادية بهذا الحجم يعني أن إسرائيل تتمتع بقدرات تجسسية متقدمة داخل بنية الدولة السورية، وترى في أحمد الشرع شخصية غير رادعة، ما يدفعها لرفع سقف المواجهة حتى ولو على حساب إشعال مواجهة شاملة.
الدلالة الإقليمية: سوريا بين المطرقة الإيرانية والمقص الإسرائيلي
يعتبر الدكتور الدليمي أن سوريا باتت ساحة اختبار جديدة للردع الإقليمي، خاصة في ظل تصاعد التوتر في لبنان والعراق، واستمرار العدوان على غزة.
أحمد الشرع في مرمى الرسائل الإسرائيلية
تحاول "تل أبيب" – بحسب المحلل – إيصال رسالة واضحة بأن الرئيس السوري الجديد لن يكون قادرًا على فرض السيطرة إذا بدأ استهداف رموز السيادة من قصره إلى مراكز القيادة، مما يُعيد البلاد إلى مربّع الفوضى والتفكك.
بقاء المنظومة الأمنية القديمة
رغم تغير رأس النظام، يرى الدليمي أن الغارات تكشف أن المنظومة الأمنية في سوريا لم تتغير أو أن "إسرائيل لا تعترف بشرعية أي سلطة لا تتخلى كليًا عن علاقاتها مع طهران".
الرسالة الأبعد: لعبة النفوذ الدولي تعود
يذهب التحليل إلى أن إسرائيل قد تستخدم هذا التصعيد ضمن لعبة أوسع لإعادة صياغة النفوذ الدولي في سوريا، خاصة عبر الضغط على موسكو، وإجبار الرئيس الجديد على قبول التطبيع أو تقديم تنازلات استراتيجية تمهّد لصيغة جديدة من الحكم المقبول إسرائيليًا وأمريكيًا.
إسقاط "التلميع" ومنع الاستقلال
في خلاصة ما أورده الدكتور عبدالرزاق الدليمي، فإن استهداف قصر الرئاسة ومبنى الأركان في عهد أحمد الشرع هو محاولة لإفشال أي عملية لإعادة تلميع النظام بوجه جديد، كما أنه اختبار مباشر لمواقف إيران وروسيا وحزب الله من مستقبل الحكم في دمشق.
ويختم المحلل العراقي تصريحه قائلًا: "الرسالة واضحة: لا مكان لسوريا قوية أو مستقلة أو متحررة من النفوذ إلا إذا أُعيد تشكيلها بالكامل تحت الشروط الإسرائيلية – الأمريكية."








