دلالات استراتيجية وأمنية وسياسية

ماذا يعني استهداف وزارة الدفاع السورية ومحيط مقر رئاسة الأركان في دمشق؟

profile
  • clock 16 يوليو 2025, 1:38:17 م
  • eye 478
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
استهداف سوريا

القصف الإسرائيلي الذي استهدف وزارة الدفاع السورية ومحيط مقر رئاسة الأركان في دمشق، إضافة إلى مواقع في السويداء، يحمل دلالات استراتيجية وأمنية وسياسية شديدة الحساسية، خاصة في توقيته وسياقه الطائفي والأمني المعقّد.

 وفيما يلي أبرز هذه الدلالات:

1. استهداف رموز السيادة: رسالة لإسقاط هيبة الدولة

قصف وزارة الدفاع ومحيط رئاسة الأركان ليس عملية عسكرية تقليدية، بل هو ضربة مباشرة لهرم القيادة العسكرية، ما يعني أن إسرائيل تستهدف "الرمز السيادي" للدولة السورية.

توجيه الضربات إلى هذه المواقع في قلب العاصمة دمشق يكشف عن تقدم استخباراتي إسرائيلي حاسم وقدرة على الضرب في عمق المؤسسة الأمنية السورية دون ردع فعّال.

2. ردع سياسي وأمني في وجه النظام الجديد

تأتي الضربات في ظل قيادة الرئيس الجديد أحمد الشرع، ما يجعلها رسالة سياسية صريحة بأن "تغيير الأشخاص لا يعني قبول النظام".

الهجمات تسعى إلى إحراج القيادة الجديدة وكشف هشاشتها أمام الداخل السوري والخارج، وتأكيد أن شرعيتها لا تعني شيئًا لإسرائيل طالما بقيت متصلة بمحور إيران.

3. تدخل طائفي مكشوف: حماية الدروز ذريعة للتصعيد

توقيت الغارات مرتبط بتحذير إسرائيل من مواصلة الاشتباكات مع الدروز في السويداء بعد مقتل حوالي 250 شخصًا وفق تقارير حقوقية.

هذا يُظهر توظيفًا مكشوفًا للطائفة الدرزية كذريعة للتدخل، تحت شعار "حماية الأقليات"، وهو خطاب مكرر استخدمه الاحتلال سابقًا في لبنان وسوريا.

قد يكون الهدف من الغارات في الجنوب هو إيجاد موطئ قدم للطائفة الدرزية الموالية لإسرائيل داخل الأراضي السورية.

4. محاولة لخلط الأوراق في عدة جبهات

بالتوازي مع التصعيد في غزة ولبنان والعراق، ترى إسرائيل في سوريا الجبهة الأسهل والأضعف لتمرير رسائل نارية.

تُراد من هذه الضربات أيضًا إرباك الدولة السورية ومنعها من التقاط أنفاسها أو الانفتاح على أي توازنات داخلية جديدة بقيادة الشرع.

5. رسالة إلى الحلفاء: لا خطوط حمراء بعد اليوم

الضربات قرب رئاسة الأركان وقلب دمشق توجه تحذيرًا صريحًا إلى إيران وحزب الله وروسيا، بأن أي محاولة لإعادة صياغة الجيش السوري أو تقويته ستكون مستهدفة.

وتكشف أن إسرائيل مستعدة لتصعيد غير مسبوق حتى لو أدى إلى اندلاع مواجهة أوسع، في ظل غياب الرد السوري المباشر.

ما هي أبرز الدلالات؟

الرسالة الجوهرية لإسرائيل: سوريا الجديدة، بوجهها الجديد، لن تكون خارج السيطرة أو بمنأى عن الاستهداف طالما لم تنفصل كليًا عن تحالفاتها التقليدية.

الرسالة للنظام السوري: كل محاولات إعادة التوازن أو الترميم العسكري ستواجه بـ"النار".

الرسالة للإقليم: سوريا باقية في "معادلة الضرب المفتوح"، وتُستخدم كأداة لإعادة تشكيل ميزان الردع الإقليمي في ظل غليان الجبهات الأخرى.

التعليقات (0)