قرار مفاجئ يعيد ترتيب المشهد اليمني

خاص/ اليمن أمام مفترق طرق.. ما بعد قرار ترامب وقف الضربات على صنعاء؟

profile
  • clock 8 مايو 2025, 1:12:33 م
  • eye 409
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

في خطوة أثارت العديد من التساؤلات، قررت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب وقف الضربات الجوية التي كانت تستهدف مواقع تابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى شمال اليمن.


بحسب ما أفاد به مراقبون لموقع "180 تحقيقات"، فإن هذه الخطوة ليست مجرد توقف عسكري تكتيكي، بل تحمل أبعاداً سياسية وأمنية عميقة، يمكن أن تعيد رسم خارطة الصراع في اليمن.

 

واقع متأزم: صراع داخلي وضغوط إقليمية

 

في ضوء هذا القرار، تُطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة الأوضاع الراهنة في اليمن، خاصة في ظل حالة الجمود السياسي والانهيار الاقتصادي المتسارع.


ويؤكد المراقبون أن جماعة الحوثيين ما تزال تُحكم سيطرتها على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة من الشمال اليمني، فيما تستمر الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في ممارسة سلطتها من عدن بدعم من التحالف العربي.


ومن الجدير بالذكر أن وقف الضربات لا يعني بالضرورة نهاية المواجهة، بل قد يمنح الحوثيين فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم سياسياً وعسكرياً.

 

مآلات محتملة: هل نشهد تسوية سياسية أم تصعيد خفي؟

 

بحسب مراقبين سياسيين، تلوح في الأفق ثلاثة سيناريوهات محتملة للأوضاع في اليمن بعد هذا التحول:

 

السيناريو الأول – تسوية سياسية محتملة:


قد يشكّل وقف الضربات الأمريكية مقدمة لجهود دبلوماسية دولية جديدة تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل بين الأطراف المتصارعة، برعاية أممية أو إقليمية، وخصوصاً مع دخول سلطنة عمان وقطر على خط الوساطات.

السيناريو الثاني – تعزيز النفوذ الحوثي:


يرى البعض أن هذا القرار قد يُفسَّر من قبل الحوثيين كنوع من الاعتراف غير المباشر بشرعيتهم، ما قد يدفعهم إلى تكريس سلطتهم أكثر داخل المناطق الخاضعة لهم، وإطالة أمد الصراع بدلاً من حله.

 

السيناريو الثالث – تصعيد من نوع آخر:


في ظل توقف الغارات الجوية، قد نشهد انتقالاً للصراع إلى مستويات أخرى، مثل الحصار الاقتصادي أو التصعيد في جبهات ميدانية أخرى، ما يعني استمرار المعاناة الإنسانية، خصوصاً مع تدهور الأوضاع المعيشية للسكان.

 

الشعب اليمني... ضحية الصراع المتعدد الأوجه

 

في النهاية، يبقى الشعب اليمني هو الخاسر الأكبر في كل هذه التحولات ففي ظل غياب رؤية سياسية موحدة، واستمرار التدخلات الإقليمية والدولية، تتعمق المأساة الإنسانية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء وغياب الخدمات الأساسية.


ويأمل المراقبون أن يكون وقف الضربات بداية لمسار سياسي أكثر عقلانية يعيد الاعتبار لمعاناة الشعب اليمني، بعيداً عن الحسابات العسكرية والتحالفات المتقلبة.

التعليقات (0)