تكبير الخط تصغير الخط

في سياق الهجمات المتواصلة على قطاع غزة، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن الفلسطينيين يُقتلون ويُصابون بشكل جماعي، مع تكثيف القوات الإسرائيلية غاراتها الجوية في مختلف أنحاء القطاع.

وفي حادثة مروعة وقعت يوم الأربعاء، أفادت المنظمة بأن غارة جوية استهدفت منطقة قريبة جداً من مقرها، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 33 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

إصابات جماعية على أبواب العيادات... وفرق طبية تعمل تحت النار

أشارت "أطباء بلا حدود" في بيانها الصادر صباح الخميس إلى أن الغارة وقعت على بعد أمتار قليلة من إحدى عياداتها، حيث سارعت الفرق الطبية لتقديم الإسعافات الأولية لـ28 جريحاً، تم نقلهم لاحقاً إلى مستشفى الشفاء.
ولم تسلم المنظمة من الهجوم، إذ أُصيب اثنان من موظفيها خلال العملية، ما يُبرز حجم الخطر الذي تواجهه الفرق الطبية العاملة في الميدان.

يوم كارثي في دير البلح: المستشفيات تغرق بالضحايا

وبحسب ما وثقته المنظمة، فإن هذا الحادث يُعد الثالث من نوعه في ذات اليوم الذي شهد حوادث إصابات جماعية. ففي الليلة السابقة، وخلال ساعات محدودة بين السابعة والحادية عشرة ليلاً، استقبل المستشفى الميداني التابع للمنظمة في دير البلح 50 مصاباً، أُدخل 27 منهم إلى قسم المرضى الداخليين، وثلاثة إلى وحدة العناية المركزة، بينما خضع تسعة آخرون لعمليات جراحية طارئة.
كما استقبل مستشفى الأقصى، المدعوم من المنظمة، 96 مصاباً في قسم الطوارئ، في حين وصل 30 شهيداً بعد أن فارقوا الحياة نتيجة غارات جوية عنيفة

نداء عاجل: غياب المساءلة ونقص الإمدادات يُفاقم الكارثة

في تصريح صادم، قالت كلير مانيرا، منسقة الطوارئ في "أطباء بلا حدود" بغزة: "الفلسطينيون يُقتلون ويُصابون بشكل جماعي في ظل تصعيد لا يتوقف. إن غياب المساءلة أمر مروع. لم نعد نجد كلمات، حيث تُزهق المزيد من الأرواح كل يوم."

وأضافت المنظمة أن منذ 2 مارس/آذار 2025، لم يُسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع نتيجة قرار من السلطات الإسرائيلية، ما أدى إلى نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية الأساسية، في وقت يتزايد فيه عدد المصابين بجروح حرجة يومياً.

استئناف العدوان بعد "هدنة مخترقة"... والضحايا بالآلاف

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.
لكن الاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق، حيث واصل خرق الهدنة بشن غارات وفرض حصار خانق على القطاع.

دعم دولي وصمت قاتل: أكثر من 170 ألف ضحية منذ أكتوبر

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدعم أميركي وأوروبي، وثّقت مصادر فلسطينية ودولية استشهاد أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، ما وصفته منظمات حقوقية بـ"الإبادة الجماعية المستمرة".

وسط هذه المأساة، تبقى أصوات الإدانة خافتة، والمساعي الدولية لإنهاء الحرب شبه معدومة، في ظل صمت دولي يُغذي آلة الحرب دون رادع.