دعوة لتعليق مبيعات الأسلحة لـ"أبوظبي"

الإمارات ترسل أسلحة صينية إلى السودان رغم الحظر الدولي

profile
  • clock 8 مايو 2025, 12:50:43 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أفاد تقرير جديد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل إرسال أسلحة متطورة مصنّعة في الصين إلى السودان، في انتهاك صارخ للحظر الدولي المفروض على تصدير الأسلحة إلى هذا البلد. وذكرت منظمة العفو الدولية أن تحقيقاتها كشفت عن وجود أسلحة صينية تم ضبطها في العاصمة السودانية الخرطوم، من بينها قنابل موجهة من طراز GB50A ومدافع هاوتزر AH-4 من عيار 155 ملم، وهي أسلحة سبق لموقع "ميدل إيست آي" أن وثّق استخدامها في السودان.

وأكدت المنظمة أن القنابل الموجهة صُنعت من قبل شركة "نورينكو" الصينية المملوكة للدولة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق استخدام هذا النوع من القنابل في نزاع مسلح فعلي. وطالبت العفو الدولية الحكومة الصينية - باعتبارها دولة موقعة على معاهدة تجارة الأسلحة الدولية - بوقف مبيعاتها العسكرية إلى الإمارات، بهدف منع إعادة تصدير هذه الأسلحة إلى قوات الدعم السريع السودانية، وهي ميليشيا شبه عسكرية تُتهم بارتكاب تطهير عرقي واسع النطاق، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وجرائم عنف جنسي.

انتهاك صارخ لحظر السلاح

قال أحد ممثلي العفو الدولية إن "وجود قنابل صينية الصنع حديثًا في شمال دارفور دليل واضح على انتهاك الإمارات للحظر المفروض على السلاح". وأضاف: "المدنيون يُقتلون ويصابون نتيجة تقاعس المجتمع الدولي، في حين تواصل الإمارات تحدي هذا الحظر دون رادع"، في إشارة إلى الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تصدير السلاح إلى إقليم دارفور غرب السودان، والذي أصبح الآن تحت سيطرة شبه كاملة لميليشات الدعم السريع.

وشدد المصدر على أن "الإمارات يجب أن توقف فورًا عمليات نقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع"، مضيفًا أنه "حتى يتم ذلك، ينبغي وقف جميع عمليات تصدير الأسلحة الدولية إلى الإمارات كذلك".

قطع العلاقات بعد فشل دعوى الإبادة

في تصعيد دبلوماسي، أعلنت الحكومة السودانية، عبر مجلس الأمن والدفاع، يوم الثلاثاء، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، وذلك بسبب دعمها لقوات الدعم السريع. وجاء هذا القرار بعد يوم من رفض محكمة العدل الدولية دعوى رفعتها الخرطوم تتهم فيها أبو ظبي بالتواطؤ في جرائم إبادة جماعية.

وجاءت هذه التطورات في وقت تعرضت فيه مدينة بورتسودان - العاصمة الفعلية للبلاد ومقر الحكومة المدعومة من الجيش - لسلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة بدأت فجر الأحد. ولم تعلن قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا ضد الجيش السوداني منذ أبريل 2023، مسؤوليتها عن تلك الهجمات حتى الآن، بينما سارعت الإمارات إلى إدانتها بشدة.

طائرات مسيرة تضرب بورتسودان

انطلقت الهجمات فجر الأحد، عندما ضربت طائرات مسيرة مطار بورتسودان، وهو آخر مطار مدني دولي يعمل في البلاد، ما أسفر عن تدمير أجزاء من سقفه وإلحاق أضرار داخلية. وذكر متحدث باسم الجيش السوداني أن الطائرات التي استخدمت كانت من نوع "كاميكازي"، وأفادت مصادر عسكرية ودبلوماسية في المنطقة بأنها من الطراز الذي سبق أن اشترته الإمارات.

كما استهدفت الطائرات ذاتها قاعدة "عثمان دقنة" الجوية القريبة. ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن إحدى القنابل التي تم استخدامها في الهجوم هي من طراز GB50A، وهي قنبلة جوية موجهة صينية الصنع من إنتاج شركة نورينكو.

وردًا على هذه الهجمات، أغلقت السلطات السودانية المطار يوم الأحد، قبل أن تعيد فتحه الإثنين، ثم أعادت إغلاقه مجددًا بعد هجوم جديد صباح اليوم التالي. ويجدر بالذكر أن هيئة الطيران المدني في السودان تجني ملايين الدولارات شهريًا من رسوم التحليق والهبوط في مطار بورتسودان.

حرب دامية واتهامات بالإبادة

أسفرت الحرب المستمرة في السودان عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12.5 مليون شخص، وسط اتهامات متزايدة لقوات الدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي واعتداءات جنسية جماعية بل وحتى جرائم إبادة جماعية. من جانبها، لم تسلم القوات المسلحة السودانية - التي كانت يومًا حليفة لقوات الدعم السريع - من اتهامات مشابهة بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

وفي تصريح لموقع "ميدل إيست آي"، قال عبد الله حلقه، كبير المدافعين عن شرق وجنوب إفريقيا في منظمة "لاجئون بلا حدود"، إن الإمارات تساهم فعليًا في تنفيذ "إبادة جماعية" في السودان، في إطار سعيها لعرقلة نشوء أنظمة ديمقراطية في المنطقة.

وأضاف: "لقد قوضت الإمارات الربيع العربي، ومنعت قيام أي حكومة مستقرة في ليبيا، وتنفّذ الآن المرحلة التالية من هذا المشروع في السودان". لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن أبو ظبي ستتخلى في نهاية المطاف عن قوات الدعم السريع بسبب "السمعة السامة" التي باتت تحيط بها، مضيفًا: "السودان المنهار لا يخدم مصالحهم أيضًا".

التعليقات (0)