-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
حملة قمعية جديدة: الاحتلال يعتقل مئات العمال الفلسطينيين بزعم "العمل دون تصاريح"
أزمة متفاقمة بلا حلول
حملة قمعية جديدة: الاحتلال يعتقل مئات العمال الفلسطينيين بزعم "العمل دون تصاريح"
-
29 يونيو 2025, 12:50:51 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
مطاردة "لقمة العيش" تتحول إلى جريمة
أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن اعتقال مئات العمال الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة، بذريعة دخولهم "دون تصاريح عمل"، في خطوة اعتبرها حقوقيون استمرارًا لنهج التنكيل اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين الساعين لكسب قوت يومهم.
ووفق بيان الشرطة، فقد تم خلال الأسبوع الماضي اعتقال 561 فلسطينيًا لا يحملون تصاريح إقامة، إلى جانب 61 شخصًا آخرين بتهمة تقديم المساعدة لهم، سواء عبر تأمين المأوى أو النقل أو فرص العمل.
تركيز الحملة في القدس وإيلات
تركزت الحملة بشكل أساسي في مدينة القدس ومحيطها، حيث تم توقيف 328 عاملًا فلسطينيًا، إلى جانب 34 شخصًا زُعم أنهم وفروا لهم الدعم. ومن أبرز الحالات، توقيف سائق من إيلات كان ينقل عمالًا فلسطينيين في مركبة تجارية، حيث وُجد اثنان منهم مخبأين داخل صندوق المركبة الخلفي.
ظروف قاسية عند الحواجز
حتى أولئك الذين يحملون تصاريح عمل يعانون يوميًا من مشقة كبيرة، تبدأ من ساعات الفجر عند الحواجز العسكرية، حيث يُجبرون على الوقوف في طوابير طويلة وسط إجراءات مهينة ومذلة. هذه الممارسات اليومية تسلط الضوء على سياسة الاحتلال التي لا تفرق بين حامل التصريح ومن لا يملكه.
مبيت في العراء هربًا من الملاحقة
بسبب المطاردة المستمرة، يلجأ العديد من العمال للمبيت في مواقع مهجورة أو تحت الأشجار أو في مخازن غير مؤهلة، فقط لتجنب الاعتقال. شهادات محلية تؤكد أن هذه الأوضاع اللاإنسانية أصبحت جزءًا من "روتين البقاء" الذي يعيشه آلاف الفلسطينيين العاملين داخل الأراضي المحتلة.
أماكن التركيز: الجليل، المثلث، النقب والساحل
تشير المصادر إلى أن بلدات الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية باتت مسرحًا رئيسيًا لحملات الملاحقة، حيث يعمل آلاف الفلسطينيين في ورش البناء والمهن الخدمية. وقد وصفت منظمات حقوقية هذه الحملات بأنها "كابوس يومي" يحاصر الفلسطينيين في سعيهم وراء حياة كريمة.
أزمة متفاقمة بلا حلول
تأتي هذه الحملة في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية تشديدًا اقتصاديًا وأمنيًا متواصلًا، ما يُفاقم من معاناة العمال. فمع ندرة فرص العمل في الضفة الغربية وتدني الأجور، أصبح العمل داخل الخط الأخضر خيارًا اضطراريًا رغم مخاطره، نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تعمّق البطالة وتعيق أي نمو اقتصادي فلسطيني.
تُظهر هذه الحملة بوضوح الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، حيث لا تقتصر العنصرية على الجدران والحواجز، بل تمتد إلى أبسط حقوق الإنسان: الحق في العمل والعيش بكرامة.








