تكبير الخط تصغير الخط

خاص موقع 180 تحقيقات

 استنزاف مدفوع بأجندة داخلية

قال الأكاديمي والكاتب الصحفي العراقي، الأستاذ الدكتور عبد الكريم عبد الجليل الوزان، في حوار خاص مع موقع "180 تحقيقات"، إن إسرائيل تخوض اليوم حرب استنزاف حقيقية في غزة، لها أبعاد تتجاوز الميدان العسكري، وتمتد إلى الساحة السياسية الداخلية.

وأوضح الوزان أن هناك سببين رئيسيين وراء استمرار هذه الحرب:

ضغط التيار المتشدد في إسرائيل، والذي كان يعارض في السابق وقف الحرب، ويضغط الآن باتجاه الاستمرار.

رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البقاء في الحكم، وهو ما يدفعه إلى إطالة أمد الحرب مهما كانت التكلفة.

وأكد الوزان أن هذه السياسة تُلحق أضرارًا جسيمة بإسرائيل نفسها، قائلاً: "الشعب الفلسطيني لا يموت، وكل يوم من هذا الاستنزاف يزيد من عزيمة المقاومة، بينما تُستنزف إسرائيل نفسيًا وعسكريًا واقتصاديًا".

وقف الحرب مع إيران لا علاقة له بوقف محرقة غزة.. والهدنة "هشة"

تهدئة هشة من اتصال هاتفي لا أكثر

وفيما يخص التقارير حول وقف غير رسمي للحرب الإسرائيلية – الإيرانية، أكد الوزان أنها لا تُغيّر من واقع غزة شيئًا، قائلاً: "لا علاقة مباشرة بين وقف التصعيد مع إيران واستمرار المحرقة في غزة، باستثناء تأثير ضغوط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وبيّن أن ترامب يسعى من خلال هذا الضغط إلى تقديم نتنياهو كرجل سلام، ضمن أجندة انتخابية أمريكية تهدف إلى إعادة تشكيل صورته أمام الرأي العام. لكن الوزان شدد على أن الحرب الإسرائيلية – الإيرانية "لم تتوقف بناءً على اتفاق أو مرسوم أو وثيقة دولية"، بل جرى "تهدئة مؤقتة من خلال اتصال هاتفي فقط".

وأضاف أن الوضع لا يزال متفجّرًا، مؤكدًا أن "اندلاع المواجهة من جديد مسألة وقت فقط، خصوصًا أن كل العوامل الجيوسياسية لا تزال قائمة".

 الاحتلال يستنزف.. والمقاومة تصمد

وفي ختام الحوار، حذّر الوزان من خطورة استمرار الرهان الإسرائيلي على استنزاف المقاومة، مؤكدًا أن "النتائج ستكون عكسية"، لأن الاحتلال يواجه اليوم شعبًا "لا يموت، ولا يتراجع"، ما يجعل من حرب الاستنزاف عبئًا ثقيلًا على دولة الاحتلال على المدى الطويل.

بهذا، يضع الأكاديمي عبد الكريم الوزان النقاط على الحروف: الحرب في غزة ليست فقط نزاعًا عسكريًا، بل صراع على السلطة، والمحرقة لن تتوقف باتصال هاتفي، بل بقرار دولي عادل يعيد الحق لأصحابه.