حشد: إسرائيل تمضي في إبادة جماعية ممنهجة ضد سكان قطاع غزة وتواصل ارتكاب الجرائم بحق المدنيين دون رادع

profile
  • clock 27 مايو 2025, 9:58:31 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حشد: إسرائيل تمضي في إبادة جماعية ممنهجة ضد سكان قطاع غزة وتواصل ارتكاب الجرائم بحق المدنيين دون رادع

في بيان صحفي ونداء عاجل، أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) أن إسرائيل تواصل لليوم الـ600 على التوالي ارتكاب جريمة إبادة جماعية ممنهجة بحق سكان قطاع غزة، تشمل تدميراً واسع النطاق وقتلاً مباشراً طال 20% من سكان القطاع بين شهيد وجريح، مع وضع بقية السكان في ظروف كارثية تهدف إلى إفنائهم أو تهجيرهم قسراً.

وفي تصعيد غير مسبوق خلال الأيام الثلاثة الماضية، وثقت الهيئة استشهاد 324 مواطناً، وإصابة 572 آخرين، في سلسلة من المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال عبر قصف مراكز الإيواء، والمنازل، والمستشفيات، وخيام النزوح. وكان أبرز هذه المجازر استهداف مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج بمدينة غزة، بتاريخ 26 مايو 2025، والتي كانت تأوي نازحين، حيث تم قصفها بثلاث طائرات مسيرة، ما أسفر عن استشهاد 36 مواطناً، من بينهم 18 طفلاً و6 نساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.

كما وثّقت الهيئة مجازر أخرى منها قصف منزل الطبيبة آلاء النجار في خان يونس يوم 23 مايو، ما أدى إلى استشهاد 10 من أفراد عائلتها، بينهم 9 من أطفالها، بينما أصيب زوجها الدكتور حمدي النجار بجروح خطيرة. كذلك، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرتين بحق عائلة عبدربه في جباليا، أسفرتا عن استشهاد 23 فرداً من العائلة، وقصف منزل عائلة شراب في خان يونس أدى إلى استشهاد الأب رئف شراب وزوجته وأطفاله الأربعة، بالإضافة إلى أحد أقربائهم من عائلة الأغا.

ومن ضمن الانتهاكات المروعة الأخرى، قصف خيمة للنازحين من عائلة شلبي غرب دير البلح، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين، وقصف منزل مدير إدارة العمليات المركزية في الدفاع المدني، أشرف حسن أبو نار، ما أدى إلى استشهاده مع زوجته، إلى جانب استهداف منازل عائلات أبو العطا وأبو عكر وشحادة، ومخيمات النازحين في المواصي.

ورصدت الهيئة الدولية "حشد" عمليات قصف موسعة واستهداف متواصل للمدنيين والمناطق السكنية، أجبرت نحو 600 ألف مواطن على النزوح القسري من محافظتي الشمال وخان يونس، وسط ظروف بالغة القسوة وانعدام شبه تام للخدمات الأساسية، في وقت لا تزال فيه مئات العائلات محاصرة في مناطق القصف، تعاني الجوع والعطش والمرض.

وتحذر الهيئة من عمليات التجريف والتدمير الشاملة التي تنفذها قوات الاحتلال في مناطق عدة من القطاع بهدف مسحها عن الخارطة واحتلالها، كما حدث في مدينة رفح التي تم تدميرها بالكامل وإفراغها من سكانها. وتؤكد الهيئة أن إسرائيل تواصل تنفيذ مخطط "عربات جدعون"، الذي يهدف إلى السيطرة على 70–75% من مساحة القطاع وإحداث تغيير ديموغرافي وجغرافي عبر تركيز الكتلة السكانية في ثلاث مناطق معزولة تشبه المعتقلات: غرب مدينة غزة، والنصيرات ودير البلح، وغرب خان يونس.

70 ألف شهيد ومفقود منذ بداية الحرب

ووفقاً لإحصائيات الهيئة، فإن عدد الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 مارس 2025 بلغ نحو 4000 شهيد و11 ألف جريح، فيما ارتفع العدد الكلي للضحايا منذ بدء العدوان إلى قرابة 70 ألف شهيد ومفقود، و123 ألف مصاب. كما أشارت الهيئة إلى أن العدوان تسبب بمنع الزيادة السكانية بنسبة 10% خلال عشرين شهراً من الحرب، ما يعني إبادة 20% من السكان فعلياً.

كارثة إنسانية ومجاعة تهدد نصف مليون فلسطيني

وقالت الهيئة إن الحصار المشدد وعرقلة دخول المساعدات فاقم من المجاعة الكارثية في القطاع، حيث تؤكد بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 2.2 مليون نسمة باتوا دون مساعدات كافية. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 15 ألف جريح بحاجة إلى إخلاء طبي عاجل، في حين أفادت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن 95% من الأراضي الزراعية لم تعد صالحة للزراعة، كما أكد برنامج الأغذية العالمي أن نصف مليون فلسطيني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويواجهون خطر المجاعة.

وفي تطور خطير، فشلت آلية توزيع المساعدات التي أطلقتها شركة أمريكية بالشراكة مع الاحتلال، وشهدت مراكز توزيعها في محور ميراج وتل السلطان فوضى عارمة، نتج عنها إطلاق نار واعتقال مواطنين، إضافة إلى الكشف عن مساعدات تمت سرقتها من مؤسسة دولية، في ما وصفته الهيئة بفضيحة دولية خطيرة تستدعي تدخل المجتمع الدولي.

استهداف ممنهج للصحفيين والكوادر الإنسانية

كذلك، تواصل إسرائيل استهداف الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، حيث ارتفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 222 بعد استشهاد الصحفي حسان مجدي أبو وردة مع عائلته في جباليا. كما استشهد 478 من العاملين في المجال الإنساني، بينهم موظفون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفرق طبية، وعناصر من الدفاع المدني، وموظفون في البلديات.

الضفة الغربية والقدس: قمع وتهجير وتنكيل

وفي الضفة الغربية والقدس، تواصل سلطات الاحتلال والمستوطنون ارتكاب جرائم التهجير والقتل والاعتقال، حيث اقتحم أكثر من 1400 مستوطن المسجد الأقصى برفقة وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية في مشهد استفزازي مخالف للقانون الدولي. كما ارتفعت حصيلة العدوان في الضفة منذ 7 أكتوبر إلى نحو 1000 شهيد، وأكثر من 10 آلاف جريح، و14 ألف معتقل، وتهجير قرابة 60 ألف نازح قسرياً.

نداء عاجل وتحميل المسؤولية

وفي ختام بيانها، حملت الهيئة الدولية (حشد) الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، مطالبة بتدخل دولي فوري وفعال.

ودعت الهيئة الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف واتفاقية منع الإبادة الجماعية إلى القيام بواجبها القانوني والأخلاقي، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، وفتح ممرات إنسانية آمنة لتدفق المساعدات، ووقف عسكرة المساعدات، وتقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية.

كما دعت شعوب العالم وأحراره إلى تصعيد الحراك الشعبي والضغط على الحكومات لوقف الإبادة الجماعية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني المنكوب.

التعليقات (0)