توسيع عمليات الاحتلال في غزة عبر عدة محاور.. صور أقمار صناعية

profile
  • clock 20 مايو 2025, 9:41:47 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتبت: شيماء مصطفى

كشفت صفحة "أور فيالكوف" العبرية، المتخصصة في المتابعة العسكرية، عن تحليل جديد لتحركات جيش الاحتلال في قطاع غزة، اعتمادًا على صور أقمار صناعية حديثة، تُظهر تغيرًا استراتيجيًا في تموضع القوات وتوسعها على أكثر من محور جغرافي داخل القطاع، مما يعكس تحولاً في أهداف العملية العسكرية المتواصلة منذ شهور.

شمال القطاع: تطويق جباليا.. مجددًا

في شمال غزة، تظهر الصور أن قوات الاحتلال أعادت تطويق مخيم جباليا، أحد أكثر المناطق كثافة سكانية. وتدلّ هذه التحركات على محاولة جديدة للسيطرة على الجيوب القتالية المتبقية بعد انسحابات سابقة من الشمال، وتثبيت وجود عسكري يمنع عودة السكان أو نشاطات المقاومة.

المراقبون يربطون هذا التطويق بمحاولات متجددة لإفراغ الشمال من المدنيين، في سياق خطة تهجير ممنهجة يجري تنفيذها بالتوازي مع عمليات "الإغاثة المشروطة" جنوب القطاع.

الوسط: تهديد مباشر لدير البلح

في وسط القطاع، تؤكد الصور احتلال الجيش للمساحة الواقعة غرب كيسوفيم، وهو ما يضع مدينة دير البلح تحت تهديد مباشر من محورين. هذه التحركات تُعد تمهيدًا لعملية توغل أوسع نحو الوسط، حيث تتخذ المقاومة الفلسطينية مواقع دفاعية شديدة التحصين.

كما يرى محللون أن هذا التموضع قد يشكّل حلقة وصل بين قوات الاحتلال المتمركزة جنوبًا وشمالًا، بما يسمح بعزل المناطق الوسطى تمهيدًا لهجوم شامل أو لإعادة تقطيع أوصال القطاع إلى كانتونات مفصولة.

الجنوب: توغل شرقي خان يونس وتوسّع في رفح

في جنوب القطاع، تُظهر صور الأقمار الصناعية تقدّمًا إسرائيليًا شرق خان يونس، ما يعيد إشعال جبهة كان يُعتقد أنها قد هدأت بعد الانسحاب الجزئي في الأسابيع الماضية. ويُعتقد أن هذا التقدم يهدف إلى تشديد الحصار على المدينة واستنزاف قدرات المقاومة في مواقعها الخلفية.

أما في رفح، فتشير المعطيات إلى أن جيش الاحتلال بات يُسيطر على مناطق جديدة حول محور موراج، ما يُعمّق التوغل في المدينة المكتظة بالنازحين، ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني والأمني في آن معًا.

دلالات ميدانية واستراتيجية

يرى مراقبون أن التحركات الجديدة تعكس تصعيدًا تدريجيًا ومركّزًا في ثلاثة محاور، في ظل ضغط سياسي متزايد على الاحتلال لوقف إطلاق النار، لكنه يحاول فرض وقائع ميدانية على الأرض قبل أي تسوية محتملة.

كما أن الجمع بين الاجتياح الميداني وأدوات السيطرة غير المباشرة مثل توزيع المساعدات، يشير إلى تطبيق تكتيكات "التحكم السكاني" التي تهدف إلى تفكيك البيئة الحاضنة للمقاومة بدل الاكتفاء بالاستهداف العسكري.

يؤكد تحليل صور الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال يعمل وفق خطة محكمة لإعادة تموضعه في قطاع غزة، مستفيدًا من الهدوء النسبي في بعض الجبهات لتحقيق أهداف استراتيجية تراكمية، تشمل تقليص نفوذ المقاومة، وضمان تحكم أكبر في حركة السكان، وتهيئة المسرح لأي مرحلة سياسية قادمة.

التعليقات (0)