تكبير الخط تصغير الخط

مخطط استيطاني جديد يطوق الضفة الغربية

في خطوة تصعيدية جديدة، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، اليوم الأربعاء، عن مخطط واسع تعمل عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى إنشاء أحياء استيطانية ضخمة في الضفة الغربية، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لجغرافية وتماسك القرى الفلسطينية.

ووفق البيان الصادر عن الهيئة، فإن المخطط يتركز بشكل رئيسي في محافظتي قلقيلية وبيت لحم، حيث يخطط الاحتلال لإقامة حي استيطاني في شرق قلقيلية، بالإضافة إلى حيّين آخرين في محافظة بيت لحم.

1352 وحدة استيطانية جديدة شرق قلقيلية

رئيس الهيئة، مؤيد شعبان، أوضح أن سلطات الاحتلال ناقشت اليوم المخطط الهيكلي لمستوطنة “كدوميم” المقامة على أراضي كفر قدوم شرقي قلقيلية. ويشمل المخطط، الذي قُدِّم للإيداع منذ عام 2012، بناء حي استيطاني جديد على مساحة 280 دونمًا، يتضمن 1352 وحدة استيطانية، مع إنشاء جسر يربط الحي الجديد بالمستوطنة الأم.

ولفت شعبان إلى أن هذا التوسع يهدف إلى دمج التكتل الاستيطاني الممتد من شرق قلقيلية حتى حدود عام 1967، بهدف عزل القرى الفلسطينية وفصلها عن بعضها، الأمر الذي يُهدد وحدة الأراضي الفلسطينية ويعزز سياسة “الكنتونات” المفروضة بقوة الاستيطان.

بيت لحم في مرمى التوسع: 438 وحدة إضافية

ولم تقتصر مخططات الاحتلال على قلقيلية، بل امتدت إلى محافظة بيت لحم، حيث أكد شعبان نية الاحتلال توسيع مستوطنة "نوكديم" الواقعة جنوب شرق قلعة هيرودس. وبحسب المخطط الهيكلي رقم (יוש/ 12/ 411)، سيتم بناء حي جديد يضم 290 وحدة استيطانية على مساحة تبلغ 239 دونمًا.

كما يشير المخطط رقم (יוש/ 8/ 1/ 413) إلى إقامة حي جديد في مستوطنة “معاليه عاموس”، يتضمن 148 وحدة استيطانية على مساحة 42 دونمًا من أراضي قرية كيسان جنوب المحافظة، ما يرفع العدد الإجمالي للوحدات الاستيطانية الجديدة في بيت لحم وحدها إلى 438 وحدة.

استراتيجية جديدة: الأحياء المستقلة كتمهيد لمستوطنات منفصلة

وفي تطور لافت، نبه رئيس الهيئة إلى اعتماد سلطات الاحتلال سياسة جديدة تقوم على إنشاء أحياء استيطانية بعيدة جغرافيًا عن المستوطنة الأم، تمهيدًا للاعتراف بها لاحقًا كمستوطنات مستقلة. وأشار إلى أن الاحتلال اعترف مؤخرًا بـ13 حيًا استيطانيًا على أنها مستوطنات كاملة، في سابقة خطيرة تستهدف ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية.

نيسان: شهر الزحف الاستيطاني المكثف

من الجدير بالذكر أن شهر نيسان المنصرم شهد نشاطًا استيطانيًا غير مسبوق، حيث درست الجهات الإسرائيلية 21 مخططًا هيكليًا لمستوطنات الضفة الغربية، و6 مخططات أخرى في القدس المحتلة. وقد تمّت المصادقة على 10 منها، فيما أُودع 17 مخططًا إضافيًا، مستهدفة نحو 3030 دونمًا من أراضي الفلسطينيين.

خطر حقيقي على الوجود الفلسطيني

في ظل هذا التسارع الاستيطاني، تؤكد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن المخططات الإسرائيلية تهدف إلى فرض أمر واقع استيطاني يحول دون قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا. وتُعد هذه التحركات جزءًا من خطة إسرائيلية ممنهجة لتكريس السيطرة على الأرض وتفريغها من سكانها الأصليين عبر سياسات الاستيطان والضم والتوسع.