لا اعتراف ولا رحمة: سياسة قمعية متعددة الأوجه

الاحتلال يهدم العراقيب للمرة الـ240: سياسة قهر وتطهير مستمرة في النقب

profile
  • clock 7 مايو 2025, 2:52:07 م
  • eye 407
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

هدم جديد في العراقيب: التكرار القاتل

 

في استمرار لسياسة الهدم والتهجير القسري، أقدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، على هدم مساكن وخيام أهالي قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة، وذلك للمرة الـ240 منذ عام 2010، وللمرة السادسة منذ بداية عام 2025.

تمّت عمليات الهدم بحماية مشددة من قوات شرطة الاحتلال ووحداتها الخاصة، في مشهد بات يتكرر بصورة شبه شهرية، يعكس إصرارًا إسرائيليًا على اقتلاع السكان الفلسطينيين من أراضيهم.

 

سنوات من الاستهداف: أرقام تعكس الإصرار على التهجير

منذ أول هدم للقرية في 27 تموز/يوليو 2010، لم تتوقف سلطات الاحتلال عن استهداف العراقيب. فقد هُدمت مساكن القرية 11 مرة في عام 2024، و11 مرة في 2023، و15 مرة في 2022، و14 مرة في 2021.

هذه الأرقام توضح سياسة ممنهجة تهدف إلى إرهاق السكان نفسيًا واقتصاديًا، ودفعهم نحو اليأس والرحيل القسري، خاصة مع تكرار عمليات الهدم في فترات متقاربة وبوسائل قمعية.

 

لا اعتراف ولا رحمة: سياسة قمعية متعددة الأوجه

ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بقرية العراقيب التي تُعد من "القرى مسلوبة الاعتراف" في النقب، رغم أن أهلها يملكون وثائق ملكية تاريخية لأراضيهم.

لا تكتفي سلطات الاحتلال بالهدم، بل تمارس التضييق اليومي على السكان من خلال تجريف الأراضي الزراعية، ومنع الرعي وتربية المواشي، في محاولة ممنهجة لتفريغ المنطقة من أهلها الأصليين.

 

اتساع دائرة الهدم بعد 7 أكتوبر

من اللافت أن عمليات الهدم لم تقتصر على العراقيب، بل تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

فقد وسّع جيش الاحتلال من عمليات الهدم في الضفة الغربية، خاصة في المنطقة “ج” الخاضعة لسيطرته الكاملة، ما أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين، وهدم مئات المنشآت السكنية والزراعية، في محاولة لتغيير الواقع الديمغرافي وفرض وقائع جديدة على الأرض.

 

العراقيب... رمز الصمود في وجه التهجير

ورغم المآسي المتكررة، لا تزال العراقيب تصمد في وجه سياسات القهر والاقتلاع، ويواصل سكانها إعادة بناء خيامهم ومنازلهم البسيطة بعد كل عملية هدم، في رسالة واضحة بأن الأرض هي الوجود، والهوية لا تُهدم بالجرافات.

التعليقات (0)