-
℃ 11 تركيا
-
20 يونيو 2025
تقييم استخباراتي: 3 سيناريوهات لمآلات الحرب بين إيران وإسرائيل
بين الاحتواء والانهيار والتصعيد النووي
تقييم استخباراتي: 3 سيناريوهات لمآلات الحرب بين إيران وإسرائيل
-
20 يونيو 2025, 12:07:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فرق الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط صاروخ إيراني على "رامات جان" قرب تل أبيب. 19 يونيو 2025 - رويترز
متابعة: عمرو المصري
مع دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، وتزايد وتيرة الضربات المتبادلة التي بلغت ذروتها مع إطلاق طهران أكثر من 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية، بدأت مراكز التقدير الاستراتيجي في استشراف مستقبل هذا النزاع المفتوح على كافة الاحتمالات. وفي هذا السياق، قدّمت وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU)، التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية، ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأزمة بين الجانبين، مستندة إلى تحليل ديناميات القوة وموازين الردع واحتمالات التدخل الدولي.
السيناريو الأول: احتواء النظام دون إسقاطه
ترجّح وحدة (EIU) هذا السيناريو كالمسار "الأكثر واقعية"، وتمنحه احتمالًا بواقع 50%، حيث تنجح إسرائيل في إضعاف القدرات النووية والصاروخية الإيرانية جزئيًا، دون أن تتمكن من إسقاط النظام بالكامل. في هذا التصور، يُجمّد البرنامج النووي الإيراني تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتبقى التهديدات عبر “الوكلاء” قائمة لكنها "تحت السيطرة".
على الصعيد الإقليمي والدولي، تتولى الولايات المتحدة دور الوسيط الدبلوماسي، مدعومًا بآلية العقوبات، مع بقاء مضيق هرمز مفتوحًا ولكن تحت رقابة عسكرية. تتوقع الوحدة حدوث اضطرابات محدودة في سوق النفط، مع ارتفاع مؤقت في الأسعار، يعقبه استقرار نسبي.
داخليًا، يُتوقع أن تشهد إيران موجة اضطرابات شعبية وضغوط إصلاحية على النظام، مع زيادة النفور الداخلي نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والتكلفة الباهظة للحرب. وبرغم بقاء النظام، إلا أن نفوذه سيتعرض لتآكل تدريجي. هذا السيناريو يقدم ما وصفه التقرير بـ"حل وسط" يحفظ توازن الردع، من دون إحداث فراغ سياسي شامل في إيران أو زعزعة الاستقرار الإقليمي.
السيناريو الثاني: إسقاط النظام الإيراني
السيناريو الثاني – والذي قد يتحقق بنسبة 40% حسب تقديرات الوحدة – يفترض نجاح إسرائيل وحلفائها في تفكيك البنية التحتية النووية بالكامل، وإسقاط النظام الإيراني، ما يؤدي إلى انهيار السلطة المركزية وظهور فراغ سياسي كبير.
وتُبرز (EIU) أن هذا التطور، وإن بدا "نصرًا استراتيجيًا لإسرائيل والغرب"، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر اضطرابات طويلة الأمد، بما في ذلك تفكك الدولة الإيرانية، وظهور جماعات مسلحة محلية أو تدخلات خارجية في مرحلة ما بعد النظام.
خلال هذه المرحلة، يُتوقع أن تقود الولايات المتحدة استراتيجية إعادة بناء الدولة، في ظل اضطراب شديد في سوق الطاقة، مع تعطل مؤقت لمضيق هرمز قبل أن يُعاد فتحه بترتيبات دولية. أما على صعيد الداخل الإيراني، فستندلع فوضى سياسية واجتماعية واسعة النطاق، مع تلاشي التهديدات الوكيلة لإيران مثل حزب الله والحوثيين، وهو ما سيعيد رسم خريطة موازين القوى في المنطقة.
السيناريو الثالث: تعزيز النظام وبروز الحرس الثوري
الاحتمال الثالث، والذي وصفته وحدة الاستخبارات الاقتصادية بأنه "الأسوأ من حيث التبعات"، يتمثل في فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ونجاح النظام الإيراني في البقاء، بل وتعزيز موقعه، مع تصاعد نفوذ الحرس الثوري داخليًا وخارجيًا.
هذا السيناريو يحمل في طياته تداعيات كارثية: فوفق التقرير، ستدخل المنطقة في حالة من الفوضى الأمنية والاقتصادية، مع ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 120 أو حتى 150 دولارًا للبرميل، وإغلاق أو تعطيل مضيق هرمز بشكل شبه كامل. سيُترجم هذا إلى ضغوط خانقة على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد.
ووفق تقييم (EIU)، فإن مخاطر الانتشار النووي ستكون الأعلى ضمن هذا السيناريو، إذ يُرجح أن تدفع كل من السعودية وتركيا للدخول في سباق تسلح نووي، ما يعني انهيار نظام عدم الانتشار في المنطقة.
داخليًا، سيسعى النظام الإيراني إلى توظيف النصر في ترسيخ النزعة القومية وتشديد قبضة الحرس الثوري، مع استمرار تهديد الوكلاء وامتداد نفوذهم إلى ساحات أوسع. وترى الوحدة أن هذا السيناريو سيمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الدولي، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين وتزايد احتمالات التصعيد النووي.
التقييم النهائي: موازنة بين الردع والفوضى
بحسب وحدة الاستخبارات الاقتصادية، فإن السيناريو الأول، القائم على احتواء النظام الإيراني دون إسقاطه، يظل هو السيناريو المرجّح، كونه يوفّر توازنًا نسبيًا بين تحقيق الأهداف الأمنية لإسرائيل، وتفادي الانهيار الكلي الذي قد يغرق المنطقة في الفوضى. أما السيناريو الثاني، فيمنح انتصارًا استراتيجيًا واضحًا، لكنه محفوف بمخاطر فقدان الاستقرار وظهور تحديات جديدة. في المقابل، فإن السيناريو الثالث، في حال تحققه، سيمثل التهديد الأكبر، ليس فقط للمنطقة، بل للنظام الدولي بأسره، وفق ما خلص إليه تقرير (EIU).










