تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تفرض الحرب الجارية بين إيران و"إسرائيل" مخاطر متزايدة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مع تصاعد المخاوف من تحوّل الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، قد تجر أطرافًا إقليمية ودولية إلى ساحة المواجهة، وتُحدث كوارث إنسانية عميقة الأثر.

 خطر توسع رقعة الصراع

أبرز تداعيات هذا النزاع هي احتمالية تَوسّعه إلى ساحات أخرى، سواء في لبنان عبر تدخل محتمل لحزب الله و سوريا التي قد تتعرض لهجمات أو تستخدم كمسرح عمليات و العراق واليمن حيث تملك إيران حلفاء مسلحين قادرين على الاشتباك.

هذه الأطراف، إن دخلت المعركة، ستجعل المنطقة أمام حرب متعددة الجبهات قد تستمر لشهور أو سنوات، وتُنهك الموارد والبُنى التحتية.

تراجع الأمن الإقليمي والدولي

ستؤدي الحرب إلى انهيار جهود التهدئة الإقليمية التي رعتها دول كالسعودية ومصر وقطر و تهديد حركة الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز. و ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا بسبب تهديد إمدادات النفط والغاز.

كارثة إنسانية محتملة

في ظل النزاعات المستمرة في غزة واليمن وسوريا، فإن اندلاع جبهة جديدة بهذا الحجم سيعمّق الأزمة الإنسانية، من خلال نزوح جماعي لمئات الآلاف من المدنيين. و انهيار القطاع الصحي في الدول المتأثرة و نقص الغذاء والماء والأدوية في مناطق الاشتباك.

. تعزيز النفوذ الأجنبي وسباق التسلح

الصراع سيفتح المجال أمام تدخلات أمريكية وروسية وصينية مباشرة أو عبر وكلاء وانفجار سباق تسلح نووي وتقني في المنطقة. تصاعد وتيرة التحالفات العسكرية خارج الأطر التقليدية.

انتكاسة للمسارات الدبلوماسية

وأخيرًا، فإن هذا التصعيد يهدد جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المساعي الجارية لتطبيع العلاقات بين دول عربية و"إسرائيل" استقرار الأنظمة السياسية الهشة في المنطقة.

إن الحرب بين إيران و"إسرائيل" ليست مجرد مواجهة ثنائية، بل زلزال سياسي وأمني قد يُغيّر وجه الشرق الأوسط لعقود، ما لم تُبذل جهود حقيقية وعاجلة لوقف التصعيد وتفعيل قنوات الدبلوماسية قبل فوات الأوان.