تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، سلّمت قوات الاحتلال مساء الخميس جثمان الشهيد رائد سليمان محمد عصاعصة (57 عامًا) من بلدة "علار" شمال طولكرم، والذي استُشهد داخل سجون الاحتلال في ظروف غامضة قبل أيام.

تسليم الجثمان وسط غموض وتكتّم

أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تسلّمت الجثمان عند حاجز جبارة العسكري جنوب طولكرم، وتم نقله إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، تمهيدًا لإجراء فحوصات الطب الشرعي واستكمال مراسم التشييع.

ظروف استشهاد غامضة وإهمال طبي محتمل

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في وقت سابق، أن الشهيد عصاعصة كان قد نُقل إلى أحد مستشفيات الاحتلال بتاريخ 9 يونيو الجاري، بعد تدهور حالته الصحية، دون توفّر معلومات دقيقة حول طبيعة مرضه أو الإجراءات الطبية التي خضع لها.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الشهيد رائد وشقيقه محمود منتصف مايو الماضي أثناء عملهما في مدينة باقة الغربية داخل أراضي 1948، ضمن حملة تضييق ممنهجة ضد العمال الفلسطينيين.

حملة قمع متواصلة ضد العمال الفلسطينيين

قالت الهيئة إن سلطات الاحتلال تُمارس حملة قمعية غير مسبوقة ضد العمال الفلسطينيين، ترافقت مع:

اعتقالات تعسفية بالجملة.

ظروف احتجاز قاسية وتعذيب جسدي ونفسي.

انعدام أبسط حقوق الرعاية الصحية والإنسانية.

72 شهيدًا من المعتقلين منذ بدء عدوان غزة

بشهادة عصاعصة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023 إلى 72 أسيرًا، بينهم 5 من فئة العمال تم التعرف على هوياتهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات عشرات الشهداء الآخرين من أسرى قطاع غزة.

309 شهداء منذ عام 1967: حقبة دموية في تاريخ الأسرى

وبذلك، يصل إجمالي عدد شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية إلى 309 منذ عام 1967، ما يؤكد أن المرحلة الحالية من أخطر وأشد الفترات دموية في تاريخ المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.

إن استشهاد رائد عصاعصة يسلّط الضوء مجددًا على الوجه القمعي للنظام الإسرائيلي في تعامله مع الأسرى، خصوصًا العمال الفلسطينيين، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية للتحقيق في هذه الجرائم، ووقف استهداف المدنيين والمعتقلين.