تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أصدرت محافظة القدس تقريرًا شاملاً، اليوم الاثنين، كشفت فيه عن تصاعد خطير في الانتهاكات الإسرائيلية بحق المواطنين المقدسيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خلال النصف الأول من عام 2025. ووفقًا لوحدة العلاقات العامة والإعلام بالمحافظة، فقد تحولت المدينة إلى ساحة عدوان مفتوح، أسفر عن استشهاد 10 مقدسيين، واعتقال 404 فلسطينيين، بالإضافة إلى تنفيذ 186 عملية هدم وتجريف.

شهداء واعتقالات بالجملة

وسجّل التقرير استشهاد 10 فلسطينيين من القدس، بينهم شبان وفتيان وسيدة مسنة، إلى جانب 3 شهداء من محافظات أخرى ارتقوا داخل المدينة. كما تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 47 شهيدًا مقدسيًا في الثلاجات ومقابر الأرقام، أقدمهم منذ عام 1968.

أما على صعيد الاعتقالات، فقد رُصدت 404 حالة اعتقال، بينهم أطفال ونساء وقيادات وطنية، إضافة إلى 166 حكمًا بالسجن، منها 99 بالاعتقال الإداري، و45 قرارًا بالحبس المنزلي، و107 قرارات بالإبعاد، معظمها عن المسجد الأقصى.

انتهاكات متصاعدة في المسجد الأقصى

شهد المسجد الأقصى المبارك اقتحام 33,634 مستوطناً خلال ستة أشهر، إلى جانب 26,012 زائرًا تحت غطاء "السياحة". وتم تنفيذ هذه الاقتحامات بمرافقة قوات الاحتلال، وسط أداء طقوس تلمودية وممارسات تهويدية علنية. كما فرض الاحتلال قيودًا صارمة على دخول المصلين، حاصر خلالها الأقصى ومنع الآلاف من الوصول إليه، خاصة خلال ما يُسمى بـ"مسيرة الأعلام" ويوم "توحيد القدس".

اعتداءات المستوطنين: تصعيد خطير تحت حماية الجيش

رصد التقرير 143 اعتداءً نفذها المستوطنون، من بينها 26 اعتداءً جسديًا مباشرًا، أحدها أدى إلى استشهاد مواطن. وتشير هذه الاعتداءات إلى سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض الهيمنة الاستيطانية على الفضاء العام في القدس، من خلال تخريب الممتلكات، وتدنيس المقدسات، وتنظيم طقوس تهويدية استفزازية داخل الأحياء الفلسطينية.

استهداف الكنائس والمؤسسات التعليمية

شملت الانتهاكات أيضًا اعتداءات متكررة على كنيسة القيامة، حيث أُغلقت أبوابها لأكثر من 12 يومًا، مع منع الفلسطينيين المسيحيين من دخول المدينة المقدسة للعام الثاني على التوالي. كما تعرضت جامعة القدس ومدارس ومكتبات لاقتحامات وتخريب، إلى جانب مداهمات لمقرات وكالة الأونروا، ومضايقات لصحفيين ونشطاء.

سياسة الهدم والاستيطان: تغيير ديمغرافي ممنهج

خلال النصف الأول من 2025، وثق التقرير 186 عملية هدم وتجريف، منها 54 عملية هدم ذاتي، و108 هدم مباشر، و24 عملية تجريف. كما صدرت 188 أمر استيلاء وهدم وإخلاء قسري. في المقابل، رُصد تنفيذ 41 مشروعًا استيطانيًا، تشمل توسعات استيطانية جديدة ومخططات تحت الدراسة أو قيد التنفيذ.

دعوة عاجلة لحماية القدس

وأكدت محافظة القدس في ختام تقريرها أن ما يجري في المدينة هو تطبيق عملي لسياسة تهويد شاملة تستهدف الإنسان والمكان، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والعمل العاجل على وقف هذه الجرائم وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته.