تقرير أولي: انقطاع إمداد الوقود للمحركات تسبب في تحطم الطائرة الهندية

profile
  • clock 12 يوليو 2025, 1:31:42 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تظهر معدات هبوط الطائرة في موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية المحدودة الرحلة AI171 في أحمد آباد، غوجارات، الهند، في 12 يونيو

وجد تقرير أولي أن انقطاعًا في إمداد الوقود إلى المحركات تسبب في تحطم طائرة "إير إنديا" الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 260 شخصًا. الطائرة المتجهة إلى لندن بالكاد أقلعت من مدرج مطار أحمد آباد قبل أن تهوي إلى الأرض. وقُتل جميع من كانوا على متنها باستثناء راكب واحد.

ووفقًا للتقرير الصادر عن مكتب تحقيقات حوادث الطيران في الهند، والذي اطلعت عليه شبكة CNN، تم قلب مفاتيح التحكم في الوقود داخل قمرة القيادة في طائرة بوينغ 787 دريملاينر، ما أدى إلى حرمان المحركات من الوقود. ولم يوضح التقرير ما إذا كانت المفاتيح قد قُلبت عمدًا أو بطريق الخطأ أو بطريقة أخرى.

بيانات الصندوق الأسود

تمكن المحققون من استخراج بيانات من مسجلات "الصندوق الأسود" للطائرة، بما في ذلك 49 ساعة من بيانات الرحلة وساعتين من تسجيلات صوت قمرة القيادة، بما يشمل اللحظات الأخيرة قبيل التحطم.

وبحسب التقرير، وصلت الطائرة إلى سرعة جوية قدرها 180 عقدة عندما تم "تحويل مفاتيح قطع الوقود في المحركين من وضع التشغيل RUN إلى وضع القطع CUTOFF الواحد تلو الآخر بفارق زمني قدره ثانية واحدة". وجاء في التقرير: "في تسجيل صوت قمرة القيادة، سُمِع أحد الطيارين وهو يسأل الآخر: لماذا قطعت (الوقود)؟، فرد الآخر بأنه لم يفعل ذلك".

محاولة إعادة التشغيل

بعد ذلك بفترة وجيزة، أُعيدت المفاتيح إلى وضع التشغيل الصحيح، وكانت المحركات في طور إعادة التشغيل عندما وقع التحطم. في طائرة 787، تقع مفاتيح قطع الوقود بين مقعدي الطيارين، مباشرة خلف رافعات الخانق، وهي محمية بجوانب معدنية ولها آلية قفل مصممة لمنع القطع العرضي.

أظهر تصوير من المطار أن التوربين الهوائي للطوارئ (Ram Air Turbine)، وهو مصدر طاقة طارئ في الطائرات، تم نشره خلال التسلق الأولي للطائرة بعد الإقلاع، بحسب التقرير. وبدأت الطائرة بفقدان الارتفاع قبل عبور جدار محيط المطار.

تسلسل الإشعال الآلي

وأوضح التقرير: "عندما يتم نقل مفاتيح التحكم في الوقود من وضع القطع CUTOFF إلى التشغيل RUN أثناء الطيران، يدير نظام التحكم المزدوج الكامل في المحركات تسلسل إعادة الاشتعال واستعادة الدفع تلقائيًا عبر إدخال الشرارة والوقود".

وبعد ثوانٍ من محاولة المحركات إعادة التشغيل، صرخ أحد الطيارين بنداء استغاثة: "ماي داي ماي داي ماي داي". حاول المراقب الجوي مناداة الطائرة بندائها اللاسلكي، لكنه لم يتلق أي رد وشاهد الطائرة تتحطم في الأفق.

سلامة تصميم المفاتيح

قال محلل سلامة الطيران في CNN، ديفيد سوسي، إن مفاتيح الوقود "مصممة لتُحرك عمدًا"، واصفًا الحالات التي يتم فيها إيقاف جميع مفاتيح الوقود عرضيًا بأنها "نادرة للغاية".

وأضاف سوسي يوم الجمعة: "على مر السنين، تم تحسين تلك المفاتيح لضمان عدم تحريكها بالخطأ، وللتأكد من أنها ليست أوتوماتيكية. لا تتحرك من تلقاء نفسها بأي شكل".

سيرة طاقم الطائرة

كان قائد الرحلة طيارًا يبلغ من العمر 56 عامًا، لديه أكثر من 15 ألف ساعة طيران في مسيرته. أما مساعده فكان يبلغ 32 عامًا ويمتلك أكثر من 3400 ساعة طيران.

وأشار المحققون إلى أن إعدادات المعدات التي عُثر عليها في الحطام كانت طبيعية لمرحلة الإقلاع. كما أظهرت اختبارات الوقود أنه كان ذا جودة مرضية، ولم يتم رصد أي نشاط طيور كبير قرب مسار الطيران.

الحمولة والإعدادات الفنية

وجاء في التقرير أن وزن الإقلاع للطائرة كان ضمن الحدود المسموح بها، ولم تكن هناك أي "مواد خطرة" على متنها. وُجدت فتحات الجنيحات (flaps) مضبوطة على زاوية 5 درجات، وهو الإعداد الصحيح للإقلاع، كما كان ذراع عجلات الهبوط في الوضع السفلي.

تم تركيب المحرك الأيسر في الطائرة بتاريخ 26 مارس، بينما رُكب المحرك الأيمن في الأول من مايو، وفقًا للتقرير.

مطالبات بالعقوبة

بعد صدور التقرير الأولي، طالب أحد أقارب ضحايا الرحلة بمعاقبة المسؤولين عن الحادث. ناريش ماهيشواري، الذي فقد ابنه في الحادث، دعا المحققين إلى التحلي بالحياد، قائلًا لوكالة الأنباء الهندية ANI: "نريد ألا يموت أحد آخر بسبب مثل هذا الإهمال".

أما نيراج باتيل، صهر إحدى الضحايا، فقال: "نريد من الحكومة اتخاذ كل أنواع الاحتياطات حتى لا يفقد الناس أحبائهم في مثل هذه الحوادث مرة أخرى".

تفاصيل الرحلة المنكوبة

كانت الطائرة التابعة لشركة إير إنديا قد أقلعت من مطار سردار فالابهبهاي باتيل الدولي في أحمد آباد بولاية غوجارات الغربية في الهند بتاريخ 12 يونيو. وكانت الطائرة من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر متجهة إلى مطار لندن غاتويك، ومن المقرر أن تهبط في الساعة 6:25 مساءً بالتوقيت المحلي.

قالت "إير إنديا" إن الطائرة كانت تقل 242 راكبًا وعضوًا من الطاقم، بينهم 169 هنديًا، و53 بريطانيًا، و7 برتغاليين، وكندي واحد.

ضحايا على الأرض

وبالإضافة إلى من كانوا على متن الطائرة، قُتل عدد من الأشخاص على الأرض عندما اصطدمت الطائرة بمساكن الطلبة التابعة لكلية ومستشفى BJ الطبي. وذكر التقرير أن إجمالي عدد الضحايا بلغ 260 قتيلًا. وأدى اصطدام الطائرة بالمساكن إلى سقوط عدد من القتلى بين الموجودين على الأرض.

موقف شركة الطيران

أقرت "إير إنديا" بتلقيها التقرير، وأكدت أنها ستواصل التعاون مع السلطات في التحقيق. وجاء في منشور للشركة على منصة X يوم السبت بالتوقيت المحلي: "إير إنديا تقف متضامنة مع العائلات وكل من تأثروا بحادث الرحلة AI171. نستمر في الحداد على الخسارة، ونحن ملتزمون تمامًا بتقديم الدعم في هذا الوقت العصيب".

التعليقات (0)