ميدانيًا: المقاومة تبادر وتخترق

خاص/ تحليل سياسي: مشاهد "القسام" في خان يونس تحمل رسائل مركبة وتعيد شبح شاليط إلى الواجهة

profile
  • clock 12 يوليو 2025, 1:39:32 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
مشاهد "القسام" في خان يونس

خاص موقع 180 تحقيقات

في تصريحات خاصة لموقع "180 تحقيقات"، اعتبر المحلل السياسي العراقي الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي أن المشاهد التي بثتها كتائب القسام لمحاولة أسر جندي إسرائيلي شرقي خان يونس ليست مجرد توثيق ميداني عابر، بل رسالة استراتيجية محمّلة بالمعاني العسكرية والنفسية والإعلامية، تعكس تحولًا نوعيًا في إدارة المعركة من قبل المقاومة الفلسطينية.

ميدانيًا: المقاومة تبادر وتخترق

رغم الشهور الطويلة من الاجتياح الإسرائيلي والقصف المكثف، تكشف مشاهد العملية عن قدرة كتائب القسام على تنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو، وهو ما يُظهر جرأة استثنائية وتخطيطًا ميدانيًا محكمًا.

ويؤكد الدكتور الدليمي أن مشهد الاشتباك المباشر تحت النيران ومحاولة خطف الجندي في ساحة قتال ملتهبة ينسف سردية الاحتلال بشأن سيطرته الكاملة على القطاع، ويؤكد أن المقاومة لا تزال تُمسك بزمام المبادرة.

نفسيًا: اهتزاز صورة "الجيش الذي لا يُقهر"

تُظهر المشاهد جنود الاحتلال في حالة ارتباك وذهول، ما يؤثر على معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويعيد إلى الأذهان قضية الأسير السابق جلعاد شاليط، وفقًا للدليمي.

ويضيف أن توقيت نشر هذه المشاهد في ظل تصاعد الغضب الإسرائيلي الداخلي من استمرار الحرب وتعثر صفقة الأسرى، يُعزز الضغط على القيادة الإسرائيلية ويضعها في مأزق مزدوج، داخليًا وخارجيًا.

إعلاميًا: سردية بديلة ومواجهة الرواية الإسرائيلية

يشير الدكتور الدليمي إلى أن توثيق العملية بالصوت والصورة لم يكن مجرد تسجيل بصري، بل خطوة استراتيجية في بناء السردية الإعلامية للمقاومة، إذ كشف التناقض في الرواية الإسرائيلية التي تحدثت عن "كمين"، بينما المشاهد تُظهر محاولة أسر واضحة في عمق المعركة.

ويمنح هذا التوثيق الجمهور العربي والدولي فرصة لفهم الحدث من زاوية مختلفة، بعيدًا عن التحكم الإسرائيلي في المحتوى الإعلامي، مما يعزز الرؤية المقاومة في الساحة الإعلامية العالمية.

التوقيت.. جزء من المعركة

يشدّد الدليمي على أن نشر المشاهد في هذا التوقيت، وسط أحاديث متصاعدة عن وقف إطلاق نار محتمل وضغوط داخل حكومة الاحتلال، يعكس رسالة سياسية واضحة:
"لا تهدئة دون ثمن، ولا اتفاق دون احترام شروط المقاومة."

ويرى أن المشاهد الموثّقة تحمل دلالات واضحة على أن المقاومة ما تزال فاعلة في الميدان والسياسة والإعلام، وتعرف متى وكيف ترسل رسائلها.

المقاومة تُحرج الاحتلال في الميدان وأمام جمهوره

يختم الدكتور عبدالرزاق الدليمي تحليله بالقول إن المشاهد الأخيرة ليست فقط انتصارًا ميدانيًا مؤقتًا، بل جزء من معركة الوعي والسيطرة على السردية، حيث تحاول المقاومة إحراج الاحتلال أمام جمهوره والعالم، مؤكدًا أن كتائب القسام لا تزال تُتقن إدارة المواجهة متعددة المستويات.

التعليقات (0)