من رحم السجن إلى مجزرة العدوان.. قصة نضال استثنائية

استشهاد أصغر أسير محرر في العالم.. يوسف الزق يُقتل بغارة إسرائيلية على غزة

profile
  • clock 12 يوليو 2025, 1:53:21 م
  • eye 428
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
استشهاد أصغر أسير محرر في العالم

محمد خميس

استشهد الفتى الفلسطيني يوسف الزق، البالغ من العمر 17 عامًا، والذي يُعد أصغر أسير محرر في العالم، فجر اليوم السبت، إثر قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة استهدف شقة عائلته في شارع الثورة وسط مدينة غزة، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الدموي بحق المدنيين الفلسطينيين.

قصف مباشر يستهدف منزلًا سكنيًا

وأفاد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس في بيان رسمي، أن يوسف الزق ارتقى شهيدًا بعد أن استهدفت قوات الاحتلال شقة عائلته بشكل مباشر، ضمن سلسلة من الغارات المكثفة التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكتوبر 2023، في إطار حرب إبادة جماعية مستمرة للعام الثاني على التوالي.

من رحم السجن إلى مجزرة العدوان.. قصة نضال استثنائية

يرتبط اسم الشهيد يوسف الزق بقصة نضالية وإنسانية فريدة، إذ وُلد عام 2008 داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن اعتُقلت والدته فاطمة الزق في عام 2007 أثناء توجهها من قطاع غزة لتلقي العلاج، دون أن تعلم آنذاك أنها كانت حاملًا به.

وخلال فترة اعتقالها، اكتشفت فاطمة الزق حملها، فأنجبت ابنها داخل زنزانة ضيقة تفتقر لأبسط شروط الحياة الإنسانية، وسط إهمال طبي متعمد وغياب كامل للرعاية الصحية، بحسب شهادات حقوقية متعددة وتصريحات سابقة للزق نفسها.

وقد بقيت فاطمة ترعى طفلها الرضيع داخل السجن لنحو عامين، في ظروف وصفت بأنها "غير آدمية"، حيث كانت تُقيّد حتى أثناء رعاية طفلها، الذي أصيب بأمراض متكررة نتيجة بيئة السجن القاسية وسوء التغذية.

الحرية المشروطة.. يوسف يخرج من السجن وهو طفل

تحررت فاطمة الزق وطفلها يوسف في عام 2008، ضمن صفقة تبادل بين الاحتلال وحركة حماس، أفرجت خلالها إسرائيل عن 19 أسيرة فلسطينية مقابل تسليم حماس شريط فيديو للجندي الأسير جلعاد شاليط، في صفقة مهّدت لاحقًا للإفراج عنه عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، التي شهدت إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني.

استمرار الإبادة الإسرائيلية بحق المدنيين

تأتي جريمة اغتيال يوسف الزق في سياق إبادة جماعية متواصلة تنفذها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، شملت القتل، التجويع، التهجير والتدمير الممنهج. وتُظهر الإحصاءات حتى اليوم:

أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء؛

ما يزيد على 11 ألف مفقود؛

مجاعة قاتلة حصدت أرواح العديد من الأطفال؛

دمار هائل طال البنية التحتية والمرافق المدنية.

جريمة تُسجَّل في ذاكرة المقاومة والإنسانية

رحيل يوسف الزق لم يكن مجرد رقم يُضاف إلى قائمة الضحايا، بل يمثل رمزًا إنسانيًا ومقاومًا، عاش طفولته في الأسر واستُشهد تحت القصف، في مفارقة تختصر معاناة الشعب الفلسطيني بين السجن والقتل والجوع والحرمان.

ويبقى سؤاله المفتوح أمام ضمير العالم: كيف يُقتل من وُلد في الزنزانة، أمام مرأى ومسمع من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان؟

التعليقات (0)