هل تلوح بوادر الانفراج بعد شهور من الدماء والدمار؟

تطورات ملف مفاوضات وقف إطلاق النار: مبادرة ويتكوف تدخل حيّز التفاوض و"حماس" تبدي استعدادها للجولة الجديدة

profile
  • clock 2 يونيو 2025, 1:34:43 م
  • eye 435
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ويتكوف

محمد خميس
 

مبادرة جديدة على الطاولة: ويتكوف يدخل المشهد التفاوضي

في تطور لافت بملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بدأت مبادرة "ويتكوف" تشق طريقها إلى طاولة الحوار بين الأطراف المتنازعة، في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. المبادرة، التي طرحتها جهات دبلوماسية دولية بدعم من واشنطن والقاهرة، تهدف إلى إعادة تفعيل المسار السياسي المتوقف منذ انهيار الهدنة الأخيرة في مارس/آذار الماضي.

وقد أعلنت حركة "حماس" استعدادها للدخول في جولة جديدة من المفاوضات، شريطة أن تكون المبادرة جادة وتتضمن ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار، ورفع الحصار، وبدء عملية إعادة الإعمار.

تفاصيل مبادرة ويتكوف: ما الذي تقترحه؟ وهل تنجح؟

تقوم مبادرة ويتكوف على صيغة ثلاثية المراحل تشمل:

وقف إطلاق نار متبادل ومشروط.

إطلاق سراح الأسرى بين الجانبين وفق جدول زمني متدرج.

البدء في إعادة إعمار قطاع غزة بضمانات دولية ومشاركة أطراف رقابية.

وتسعى المبادرة إلى تقليل فجوة الثقة بين الأطراف المتنازعة من خلال آليات رقابة ومراقبة ميدانية. ومع ذلك، تظل فرص نجاح المبادرة مرتبطة بمدى التزام الاحتلال الإسرائيلي بالشروط الإنسانية، وأبرزها وقف العدوان وفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات.

هل تحقق المبادرة مصالح أهالي غزة؟

في ضوء الدمار الهائل الذي حل بقطاع غزة، والذي طال البنية التحتية والمنازل والمرافق الصحية والتعليمية، يأمل أهالي القطاع أن تكون هذه المبادرة بداية فعلية لحل سياسي مستدام.
السكان المحليون يضعون نصب أعينهم ثلاثة أهداف رئيسية:

وقف العدوان المستمر على المدنيين.

رفع الحصار المفروض منذ سنوات.

بدء عملية إعمار حقيقية تشمل تعويضات للمتضررين.

لكن، ومع توالي التجارب السابقة، يتساءل الكثيرون: هل ستكون مبادرة ويتكوف كسابقاتها، مجرد مناورة سياسية؟ أم أنها تحمل بوادر حقيقية لسلام دائم؟ الإجابة لا تزال مرهونة بتطورات الأيام القادمة ومواقف الأطراف المعنية.

تباينات واضحة بين حماس وإسرائيل والوسطاء

رغم التحرك الجديد، لا تزال هناك تباينات واضحة بين الأطراف الثلاثة:

"حماس" تؤكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفاً كاملاً للعدوان وضمانات دولية لحقوق الفلسطينيين.

إسرائيل، من جهتها، تُبقي على خطاب مزدوج: تارة تتحدث عن تهدئة مشروطة، وتارة أخرى تواصل التصعيد الميداني في القطاع.

أما الوسطاء الدوليون (مصر، قطر، والولايات المتحدة)، فيسعون جاهدين لرأب الصدع، لكنهم يواجهون تحديات حقيقية في تقريب وجهات النظر، خاصة مع حالة عدم الثقة المتراكمة بين الطرفين.

في انتظار ترجمة الأقوال إلى أفعال

في الوقت الراهن، تسود حالة من الحذر والترقب في الشارع الفلسطيني، بينما تُجري الأطراف سلسلة من اللقاءات والاتصالات المكثفة. غير أن التجارب السابقة أثبتت أن النيات وحدها لا تكفي، وأن الضمانات الدولية الفعلية هي المفتاح لأي حل حقيقي يضع حداً للمأساة المستمرة في قطاع غزة.

التعليقات (0)