تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، أن ادعاءات الحكومة الإسرائيلية بانتظار نتائج المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة "أمر غير واقعي". جاءت هذه التصريحات أثناء مشاركته في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكدًا على موقف بلاده الثابت في دعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقًا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة

أشار ألبانيز إلى أن للشعب الفلسطيني "حقًا مشروعًا ورغبة متجذرة في إقامة دولته المستقلة"، مؤكدًا ضرورة إنهاء دوامة العنف المستمرة في الأراضي الفلسطينية، ووقف إزهاق أرواح الأبرياء من الجانبين، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين. وشدد على أن تحقيق السلام العادل يستلزم التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.

انتقاد توسع المستوطنات الإسرائيلية

انتقد رئيس الوزراء الأسترالي استمرار الحكومة الإسرائيلية في توسيع المستوطنات بالضفة الغربية، معتبراً أن هذا الإجراء يعقد فرص السلام ويزيد التوتر في المنطقة. وأوضح ألبانيز أن بلاده تدرك حجم المأساة الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من العنف المستمر، ونقص الغذاء والماء والخدمات الأساسية، مؤكدًا أن استمرار الاستيطان يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرقل أي حل سياسي.

تصريحات ألبانيز ووقف إطلاق النار

أكد ألبانيز أن الاعتقاد بأن إسرائيل ستجلس للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار في غزة أمر غير واقعي، مستندًا إلى استمرار العمليات العسكرية والهجمات الجوية، التي تشمل استهداف مواقع حساسة حتى مع وجود وساطة دولية مصرية وأمريكية. وقال إن الحكومة الإسرائيلية لم تستجب بشكل فعّال لنداءات المجتمع الدولي لوقف التصعيد وحماية المدنيين.

الاعتراف الرسمي بأستراليا بدولة فلسطين

تزامنت تصريحات ألبانيز مع إعلان أستراليا اعترافها رسميًا بدولة فلسطين، وهو ما يمثل دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا مهمًا للجانب الفلسطيني. وبهذا الاعتراف، ارتفع عدد الدول التي تعترف رسميًا بفلسطين إلى 152 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وهو ما يعزز موقف الفلسطينيين على الساحة الدولية ويؤكد شرعية مطالبهم في إقامة دولة مستقلة.

الوضع الإنساني في قطاع غزة

وأشار ألبانيز إلى الكارثة الإنسانية في غزة، حيث تتعرض المنطقة لإبادة جماعية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مدعومة من بعض القوى الدولية. وتشمل هذه الإبادة القتل والتجويع والتدمير الشامل والتهجير القسري واعتقال المدنيين. وتسببت العمليات العسكرية في مقتل أكثر من 231 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، وفقدان أكثر من 11 ألف شخص، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وإلحاق الضرر بالمنازل والمدارس والمستشفيات.

الأزمات الإنسانية واللاجئون الفلسطينيون

تسبب القصف والعمليات العسكرية في تهجير مئات آلاف الفلسطينيين داخل وخارج قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين. وأشار ألبانيز إلى أن هذه الظروف تزيد من صعوبة تقديم المساعدات الإنسانية وتضع السكان المدنيين في موقف حرج، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك بشكل عاجل لحماية المدنيين ودعم اللاجئين الفلسطينيين.

انتقادات داخلية للحكومة الإسرائيلية

تواجه حكومة بنيامين نتنياهو اتهامات من المعارضة وعائلات الأسرى بأنها أفشلت أي فرصة للتوصل إلى اتفاق تبادل أو وقف لإطلاق النار، حفاظًا على مصالحها السياسية. وتشير التقارير إلى أن استمرار العمليات العسكرية ورفض المفاوضات الحقيقية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة.

الدور الدولي في حماية الفلسطينيين

أكد ألبانيز أهمية تحرك المجتمع الدولي لتخفيف حدة الأزمة، ودعم الحلول السياسية العادلة، بما في ذلك استمرار دعم حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وأكد أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ليس مجرد إجراء رمزي، بل يمثل خطوة عملية لتعزيز الحقوق السياسية والإنسانية للفلسطينيين، وضمان احترام القانون الدولي.