-
℃ 11 تركيا
-
22 سبتمبر 2025
الرئيس السوري: مرحلة جديدة مع واشنطن والغرب وفرص لرفع العقوبات
الأبعاد السياسية والاقتصادية
الرئيس السوري: مرحلة جديدة مع واشنطن والغرب وفرص لرفع العقوبات
-
22 سبتمبر 2025, 2:51:41 م
-
429
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الرئيس السوري
محمد خميس
في تصريحات بارزة أعادت فتح ملف العلاقات السورية – الأمريكية، أكد الرئيس السوري أن بلاده تقف اليوم أمام مرحلة جديدة من العلاقات مع واشنطن والغرب، بعد سنوات طويلة من القطيعة والتوتر. وأشار إلى أن هناك الكثير من النقاط التي يمكن البناء عليها لإعادة صياغة العلاقة على أسس واقعية تراعي مصالح جميع الأطراف.
من القطيعة إلى الحوار
شدد الرئيس السوري على أن السنوات الماضية اتسمت بـ قطيعة سياسية ودبلوماسية شبه كاملة بين دمشق وواشنطن، إلى جانب توتر شديد مع عواصم غربية عدة. غير أن التطورات الأخيرة، سواء في المنطقة أو داخل الولايات المتحدة نفسها، دفعت نحو التفكير في فتح صفحة جديدة.
وقال: "اليوم نحن أمام مرحلة مختلفة، فيها فرص للتعاون، إذا توفرت الإرادة السياسية وتجاوزت الأطراف عقلية الصراع والتدخل".
العقوبات الأمريكية على سوريا
من أبرز الملفات التي طرحها الرئيس السوري مسألة العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ سنوات طويلة. وأوضح أن هذه العقوبات، التي وُضعت في عهد إدارات سابقة، ألحقت أضراراً بالاقتصاد السوري والشعب، أكثر مما أضرت بالنظام السياسي.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد أزال بعض العقوبات، داعياً الكونغرس الحالي إلى "التحرك لرفع ما تبقى منها"، مؤكداً أن استمرارها "يتعارض مع مصالح الشعب السوري ويعيق فرص الاستقرار وإعادة الإعمار".
فرص للتعاون مع الغرب
أكد الرئيس السوري أن هناك الكثير من المجالات المشتركة التي يمكن البناء عليها مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، بدءاً من مكافحة الإرهاب والتطرف، مروراً بالاستقرار الإقليمي، وصولاً إلى ملفات إعادة الإعمار والاقتصاد.
وأضاف: "نريد أن نطوي صفحة الخلافات الماضية، وأن نبحث عن أرضية مشتركة تسمح بعودة العلاقات الطبيعية المبنية على الاحترام المتبادل".
أطراف تحاول عرقلة التقارب
في المقابل، حذر الرئيس السوري من وجود أطراف – لم يسمها – "تعمل على إثارة النعرات الطائفية وتريد أن تبقى سوريا مجرد صندوق بريد لتصفية حسابات الآخرين". وأكد أن هذه الأطراف تستفيد من استمرار التوترات والصراعات، وتحاول منع أي انفتاح سوري – غربي قد يقود إلى حلول سياسية واقتصادية حقيقية.
ردود الفعل الدولية
التصريحات السورية أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الدولية:
الولايات المتحدة لم تصدر موقفاً رسمياً بعد، غير أن بعض المراقبين يرون أن إدارة جو بايدن قد تستخدم ملف العقوبات كورقة تفاوضية.
أوروبا تتابع التطورات بحذر، خصوصاً في ظل الأزمات الإنسانية واللاجئين، حيث يمكن لأي انفراج أن ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة.
الدول الإقليمية، مثل روسيا وإيران وتركيا، تراقب أيضاً أي تقارب محتمل، لأنه سيؤثر على موازين القوى في سوريا والمنطقة.
الأبعاد السياسية والاقتصادية
من منظور سياسي، يمكن أن يمثل الانفتاح السوري – الأمريكي بداية لتقليص النفوذ الإيراني في دمشق، أو على الأقل موازنة العلاقات الخارجية السورية. أما اقتصادياً، فإن رفع العقوبات أو تخفيفها سيفتح الباب أمام الاستثمارات وإعادة الإعمار، وهو ما تحتاجه سوريا بشدة بعد أكثر من عقد من الحرب والدمار.
التحديات أمام المرحلة الجديدة
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يظل الطريق أمام التقارب السوري – الأمريكي مليئاً بالتحديات، ومنها:
استمرار الخلاف حول الملف السياسي الداخلي والإصلاحات المطلوبة.
الموقف الأمريكي من الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
دور روسيا في أي تسوية سياسية أو اقتصادية مقبلة.
الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وأوروبا التي ترفض التطبيع مع دمشق دون شروط واضحة.









