تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تطور جديد لملف الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو ظهر فيه الأسير الإسرائيلي آلون أوهام موجهاً رسائل قوية إلى حكومته والرأي العام الإسرائيلي والأمريكي. 

وقد أثارت هذه الرسائل ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل، لما تحمله من دلالات عن الوضع النفسي والمعنوي للأسرى المحتجزين في غزة، وكذلك عن فشل حكومة بنيامين نتنياهو في التعامل مع الملف.

رسائل آلون أوهام: اتهامات صريحة لنتنياهو

أكد آلون أوهام في الفيديو أن الأسرى الإسرائيليين في غزة تحولوا إلى عبء على حكومة الاحتلال، معتبراً أن الأخيرة تحاول التخلص منهم بدلاً من التفاوض الجاد لإطلاق سراحهم. وقال موجهاً رسالته إلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف:

"عليك ألا تدع نتنياهو يقتلنا".

وأضاف أن حكومة نتنياهو تمارس سياسة المماطلة والتضليل، وأن استمرارها في نهجها الحالي "يعني الحكم علينا بالموت"، مطالباً الإدارة الأمريكية بوقف دعمها غير المشروط لقرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي.

حكومة نتنياهو تحت الضغط

يمثل هذا الفيديو الجديد ضربة سياسية ومعنوية لنتنياهو، الذي يواجه أصلاً غضباً شعبياً واسعاً من عائلات الأسرى في الداخل الإسرائيلي. إذ تتهمه هذه العائلات بإفشال فرص التوصل إلى اتفاق تبادل مع المقاومة الفلسطينية، بسبب حساباته السياسية ورغبته في البقاء بالسلطة.

وخلال الأشهر الماضية، شهدت تل أبيب وعدة مدن إسرائيلية مظاهرات متكررة تطالب الحكومة بالتحرك العاجل لإعادة الأسرى، فيما تؤكد المعارضة أن نتنياهو "يستخدم الملف كورقة سياسية" ويغامر بأرواح الأسرى.

موقف المقاومة الفلسطينية

من جانبها، أرادت كتائب القسام من خلال هذا الفيديو تسليط الضوء على "حقيقة إهمال حكومة نتنياهو لأبنائها"، ورسالة للرأي العام الإسرائيلي بأن الضغط الشعبي هو السبيل الوحيد لدفع الحكومة نحو اتفاق تبادل الأسرى.

كما أكدت المقاومة مراراً أن أي صفقة لا بد أن تشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وخاصة أصحاب الأحكام العالية والنساء والأطفال، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو حتى الآن، ما جعل المفاوضات تتعثر رغم وساطة دولية تقودها مصر وقطر بمشاركة أمريكية.

البعد الأمريكي في القضية

تطرق أوهام في حديثه إلى الدور الأمريكي، مطالباً إدارة الرئيس جو بايدن بوقف دعمها لنتنياهو، خصوصاً في القرارات العسكرية والسياسية التي تهدد حياة الأسرى. وتأتي هذه الرسالة في وقت تتعرض فيه واشنطن لانتقادات واسعة بسبب انحيازها الواضح لإسرائيل، سواء في مجلس الأمن أو عبر استمرار إمدادها بالسلاح.

ويرى مراقبون أن إدخال اسم المبعوث الأمريكي في رسالة الأسير يهدف إلى زيادة الضغط السياسي والإعلامي على واشنطن، وفضح مسؤوليتها غير المباشرة عن استمرار المأساة الإنسانية في غزة، بما فيها ملف الأسرى.

الأبعاد الإنسانية والنفسية

يعكس الفيديو مشهداً نادراً للأسرى الإسرائيليين، إذ يظهرون من الداخل كيف يرون أنفسهم "ضحايا إهمال حكومتهم"، وهو ما يشكل ورقة ضغط إضافية بيد المقاومة. كما أنه يسلط الضوء على البعد الإنساني للأسرى الذين يعيشون ظروفاً صعبة في ظل استمرار الحرب والقصف الإسرائيلي الكثيف على غزة.

المشهد الداخلي في إسرائيل

من المتوقع أن يزيد الفيديو من حدة الانقسام السياسي في إسرائيل، حيث ستستغله المعارضة لمهاجمة نتنياهو وحكومته، متهمة إياه بتعريض حياة الأسرى للخطر عبر تعنته ورفضه تقديم تنازلات حقيقية.

كما قد يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي دعت إليها عائلات الأسرى، والتي تطالب الحكومة بتوقيع اتفاق تبادل حتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات مؤلمة.