انعكاسات الفيديو على الداخل الإسرائيلي

الأسير الإسرائيلي آلون أوهام في فيديو القسام: رسالة صادمة لحكومة نتنياهو والمبعوث الأمريكي

profile
  • clock 22 سبتمبر 2025, 2:31:30 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تطور جديد ضمن الحرب الإعلامية والنفسية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، نشرت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – تسجيلًا مصورًا يظهر فيه الأسير الإسرائيلي آلون أوهام وهو يوجه رسائل مباشرة إلى حكومته وإلى المبعوث الأمريكي الخاص للمنطقة ستيف ويتكوف.
وتضمنت رسائل أوهام انتقادات حادة لسياسات نتنياهو، وتحذيرات من أن حياة الأسرى باتت مهددة بفعل ما وصفه بـ"تواطؤ الحكومة الإسرائيلية ومحاولتها التخلص منهم".

تفاصيل الفيديو

ظهر آلون أوهام في المقطع المصور الذي بثته كتائب القسام وهو يتحدث بوضوح إلى الشعب الإسرائيلي، وأسر الأسرى، وكذلك إلى الإدارة الأمريكية. وقد أكد في رسالته أن:

الأسرى الإسرائيليين أصبحوا عبئًا على الحكومة التي تبحث عن التخلص منهم بدلًا من إعادتهم إلى عائلاتهم.

المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يتحمل مسؤولية إنسانية وأخلاقية في الضغط على نتنياهو لمنع المزيد من الدماء.

الولايات المتحدة يجب أن توقف دعمها غير المشروط للحكومة الإسرائيلية التي تواصل التصعيد ضد غزة على حساب حياة الأسرى.

دلالات الرسائل الموجهة

تحمل كلمات آلون أوهام عدة أبعاد استراتيجية، أبرزها:

التشكيك في مصداقية القيادة الإسرائيلية، إذ اتهمها بشكل مباشر بالتقصير وربما تعمد التخلص من الأسرى.

إحراج المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عبر تحميله جزءًا من المسؤولية في حال استمرار دعم واشنطن لنتنياهو.

إثارة القلق داخل المجتمع الإسرائيلي من أن استمرار الحرب قد يضع مصير الأسرى في دائرة الخطر الفعلي.

انعكاسات الفيديو على الداخل الإسرائيلي

أثار الفيديو ضجة كبيرة في وسائل الإعلام العبرية، حيث رأى محللون أن كلمات آلون أوهام جاءت صادمة ومحرجة للحكومة.

بعض المعلقين اعتبروا أن القسام نجحت في توظيف ورقة الأسرى لزيادة الضغط الشعبي على نتنياهو.

عائلات الأسرى الإسرائيليين عبّرت عن غضبها، معتبرة أن تصريحات أوهام تعكس حقيقة ما يشعر به أبناؤهم داخل الأسر.

في المقابل، حاولت الحكومة التقليل من أهمية الفيديو واعتباره جزءًا من "الحرب النفسية"، لكن ذلك لم يمنع من تصاعد الانتقادات الداخلية.

الموقف الأمريكي

لم يمر ذكر المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في رسالة أوهام مرور الكرام، إذ اعتبرت الأوساط السياسية أن إدخال اسم مسؤول أمريكي رفيع المستوى في الخطاب يعكس رسالة موجهة مباشرة إلى واشنطن.

الرسالة تضع الإدارة الأمريكية في موقف حرج أمام الرأي العام، خاصة أنها أبرز داعم سياسي وعسكري لإسرائيل.

قد تفتح الباب أمام ضغوط أمريكية غير مباشرة على حكومة نتنياهو إذا تصاعدت المطالبات الداخلية بضرورة إنقاذ الأسرى.

ورقة الأسرى كورقة ضغط استراتيجية

منذ سنوات، تدرك المقاومة الفلسطينية أن ملف الأسرى الإسرائيليين يمثل أحد أهم أدوات الضغط على الاحتلال.

كتائب القسام تحتفظ بعدد من الجنود والأسرى الذين تم أسرهم في عمليات عسكرية داخل قطاع غزة.

الفيديوهات والتسجيلات الدورية تمثل وسيلة لإبقاء الملف حيًا، وتحريك الرأي العام داخل إسرائيل.

هذا يفتح المجال أمام مفاوضات محتملة لصفقة تبادل مشابهة لصفقة شاليط عام 2011.

ردود الفعل الفلسطينية

رحبت الأوساط الفلسطينية بنشر الفيديو، واعتبرته ضربة قوية لنتنياهو وحكومته التي تعاني من أزمة ثقة داخلية.

محللون فلسطينيون أكدوا أن هذه الرسائل تكشف للعالم "زيف ادعاءات إسرائيل" بشأن حرصها على مواطنيها.

فصائل المقاومة رأت أن الفيديو يثبت أن الأسرى الإسرائيليين ورقة ضغط حقيقية لن يتم التخلي عنها إلا بثمن كبير.

عائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال استغلوا الحدث للتذكير بمعاناة أبنائهم الذين يواجهون ظروفًا أشد قسوة.

البعد الإنساني في الفيديو

على الرغم من الطابع السياسي والعسكري، فإن البعد الإنساني ظهر بوضوح في كلمات آلون أوهام. فقد تحدث بمرارة عن شعوره بأن حكومته تتخلى عنه وعن زملائه، وناشد الأمريكيين والإسرائيليين التحرك العاجل.
هذا الخطاب الإنساني يهدف إلى إثارة تعاطف الرأي العام الدولي، وإبراز التناقض بين الشعارات التي ترفعها إسرائيل حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين ممارساتها الفعلية.

الإعلام والحرب النفسية

تندرج هذه الرسالة ضمن سياق الحرب الإعلامية والنفسية التي تديرها كتائب القسام باحترافية.

نشر الفيديو في توقيت دقيق يضاعف من التأثير النفسي على المجتمع الإسرائيلي.

استخدام خطاب مباشر للمبعوث الأمريكي يعكس وعيًا بأهمية الإعلام الدولي كأداة ضغط.

مثل هذه المقاطع تدفع عائلات الأسرى لمزيد من التحرك الشعبي، وهو ما يربك حسابات حكومة نتنياهو.

مستقبل ملف الأسرى وصفقة التبادل

مع تزايد الضغط الشعبي والإعلامي، يرى محللون أن الفيديو الأخير قد يفتح الباب أمام وساطات إقليمية ودولية جديدة لإطلاق سراح الأسرى.

قد تلعب كل من مصر وقطر دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين المقاومة وإسرائيل.

مستقبل أي صفقة سيعتمد على قدرة المقاومة على التمسك بشروطها، خصوصًا الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين.

من غير المستبعد أن يكون هذا الفيديو جزءًا من استراتيجية القسام التمهيدية قبل الدخول في جولة مفاوضات جديدة.

التعليقات (0)