-
℃ 11 تركيا
-
21 أغسطس 2025
تركيا مستعدة لاستضافة مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا وتؤكد ضرورة كبح جماح إسرائيل في غزة
دور تركيا في مفاوضات السلام
تركيا مستعدة لاستضافة مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا وتؤكد ضرورة كبح جماح إسرائيل في غزة
-
21 أغسطس 2025, 2:23:49 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اردوغان
محمد خميس
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد بلاده لاستضافة أي جهود دولية تهدف إلى تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. هذه المبادرة تأتي في وقت يشهد العالم توترات متعددة على أكثر من جبهة، بما في ذلك الصراع المستمر في أوكرانيا والأزمة المتصاعدة في قطاع غزة. وفي السياق نفسه، شدد أردوغان على ضرورة كبح جماح إسرائيل التي تُسرع في تنفيذ خطتها لاحتلال غزة، مؤكداً على أهمية البحث عن حلول سلمية لتجنب مزيد من التصعيد الإقليمي والدولي.
دور تركيا في مفاوضات السلام
تركيا طالما لعبت دور الوسيط الإقليمي في العديد من النزاعات الدولية، وبرز هذا الدور بشكل واضح في الأزمة الأوكرانية. استعداد أنقرة لاستضافة مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا يعكس رغبة تركيا في تعزيز مكانتها كقوة دبلوماسية إقليمية، والقادرة على جمع الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار. ويعتبر هذا التوجه جزءًا من استراتيجية تركيا لتقوية علاقاتها الدولية، والحفاظ على التوازن بين مصالحها الإقليمية والعالمية.
المحللون السياسيون يشيرون إلى أن تركيا تتمتع بموقع جغرافي وسياسي فريد، يجعلها قادرة على لعب دور محوري في حل النزاعات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالصراعات التي تشمل القوى الكبرى مثل روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كما أن موقف تركيا المعتدل من النزاع الأوكراني يمنحها مصداقية أكبر بين الأطراف المختلفة، ويزيد من فرص نجاح أي مفاوضات قد تستضيفها أنقرة.
التحذير التركي بشأن غزة
إلى جانب جهود السلام في أوكرانيا، شدد أردوغان خلال الاتصال مع ماكرون على ضرورة التحرك لكبح جماح إسرائيل في قطاع غزة، محذراً من أن تنفيذ خطط الاحتلال قد يؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة. ويأتي هذا التحذير في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، وتزايد الضغط الإنساني والسياسي على السكان المدنيين هناك. وقد اعتبر مراقبون أن تدخل تركيا بهذا الشكل يعكس التزامها بالقضايا الإنسانية، ورغبتها في دعم استقرار المنطقة.
تركيا تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري واسع في غزة، مؤكدًا أن الحلول العسكرية وحدها لن تحقق الاستقرار الدائم، وأن التفاوض والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لتجنب كارثة إنسانية.
الأبعاد الإقليمية والدولية
موقف تركيا يعكس أيضًا اهتمامًا واسعًا بالأبعاد الإقليمية والدولية للأزمات الحالية. ففي أوكرانيا، يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول سلمية لتجنب تصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وما يترتب عليه من تأثيرات على الأمن الغذائي والطاقة عالميًا. أما في غزة، فإن التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى توترات إقليمية بين الدول العربية وإسرائيل، ويزيد من تعقيد مسار السلام في الشرق الأوسط.
تركيا ترى أن الضغط السياسي والدبلوماسي الدولي يمكن أن يساهم في الحد من الأعمال العسكرية، ويعطي فرصة للأطراف المتصارعة للتوصل إلى اتفاقيات تحفظ الاستقرار الإقليمي وتحمي المدنيين.
أهمية الحوار والدبلوماسية
تؤكد تصريحات أردوغان على أن الحوار والدبلوماسية هما السبيل لتحقيق الاستقرار في كلا الملفين، سواء في أوكرانيا أو غزة. وتعتبر تركيا نفسها وسيطًا محايدًا قادرًا على جمع الأطراف المتصارعة حول طاولة واحدة، وهو ما يعزز فرص التوصل إلى حلول عملية ومستدامة. كما أن هذه الخطوة تعكس الرغبة التركية في توسيع دورها الدبلوماسي على الساحة الدولية، وجعل أنقرة مركزًا للحوار وحل النزاعات الإقليمية.
تشير التصريحات الأخيرة للرئاسة التركية إلى أن تركيا مستعدة لتأدية دور محوري في حل النزاعات الدولية، سواء عبر استضافة مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا أو عبر الضغط على إسرائيل لوقف أعمالها العسكرية في غزة. وتؤكد تركيا أن الحلول العسكرية وحدها لن تحقق الاستقرار، وأن الحوار والدبلوماسية هما الطريق الأمثل لتجنب التصعيد وحماية المدنيين. يبقى الدور التركي محورياً في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، مع الأخذ بعين الاعتبار التوازن بين المصالح الوطنية والالتزامات الإنسانية والدبلوماسية.










