ترامب يقاضي وول ستريت جورنال بتهمة التشهير بسبب رسالة منسوبة له إلى إبستين

profile
  • clock 19 يوليو 2025, 2:19:32 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وكالات

رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوى قضائية بتهمة التشهير ضد الناشر المسؤول عن صحيفة "وول ستريت جورنال" وعدد من صحفييها، على خلفية تقرير نشرته الصحيفة بشأن مجموعة رسائل وُهبت للملياردير المتهم جيفري إبستين بمناسبة عيد ميلاده الخمسين عام 2003، من بينها ورقة يُزعم أنها تحمل توقيع ترامب ورسماً تخطيطياً لامرأة عارية.

وتطالب الدعوى القضائية بتعويضات لا تقل عن 20 مليار دولار، ما يُعد تصعيدًا قانونيًا غير مسبوق ضمن حملة ترامب المستمرة ضد وسائل الإعلام التي يعتبرها خصومًا سياسيين له. وقد نفى ترامب أن يكون قد كتب هذه الرسالة.

وجاء في ملف الدعوى، الذي يمتد على 18 صفحة، أن فريق ترامب القانوني يتهم الشركة الأم لصحيفة "وول ستريت جورنال" بارتكاب "إخفاقات فاضحة في المعايير الأخلاقية والمهنية للصحافة". كما أشار الملف إلى أن الصحيفة لم تنشر أي صورة للرسمة أو نص للرسالة التي يدّعي مراسلوها أن ترامب كتبها.

وجاء في نص الدعوى: "السبب في هذا الإخفاق هو ببساطة أن لا وجود لأي رسالة أو رسمة أصلية"، بحسب محامي ترامب، الذي قدّم الدعوى في محكمة اتحادية بمدينة ميامي.

وكان ترامب قد هدّد بمقاضاة الصحيفة مباشرة بعد نشر التقرير مساء الخميس، وهو من إعداد الصحفيين خديجة صفدر وجو بالاتزولو، اللذين ورد اسماهما كمدعى عليهما في الدعوى.

وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" منشورًا قال فيه: "تم تحذير صحيفة وول ستريت جورنال، وروبرت مردوخ شخصيًا، بشكل مباشر من قبل الرئيس دونالد ترامب، بأن الرسالة التي زعموا أنها من تأليفه وموجهة لإبستين مزيفة، وأنهم إذا قاموا بنشرها فسوف تتم مقاضاتهم".

وأضاف ترامب في منشوره أن روبرت مردوخ، مالك شركة "نيوز كورب" التي تمتلك الصحيفة، "قال إنه سيتولى الأمر".

ثم تابع الرئيس: "لكن من الواضح أنه لم يكن يمتلك السلطة لفعل ذلك".

من جانبها، أصدرت شركة "داو جونز" – الشركة الأم للصحيفة – بيانًا جاء فيه: "نثق تمامًا في دقة ومهنية تغطيتنا الصحفية، وسندافع بقوة ضد هذه الدعوى القضائية".

علاقة ترامب بإبستين تحت المجهر

تزايد التدقيق مؤخرًا بشأن علاقة ترامب بجيفري إبستين، المدان سابقًا في قضايا جنسية والذي توفي في زنزانته بنيويورك عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة على خلفية اتهامات بالاتجار الجنسي بالقاصرات.

وكان ترامب قد صرّح خلال حملته الانتخابية عام 2024 بأنه يدرس نشر مزيد من الوثائق المتعلقة بإبستين، في محاولة لتلبية مطالب شخصيات يمينية مؤثرة ظلت تطالب بالكشف عن حقيقة وفاة إبستين، والتي صنفت رسميًا بأنها "انتحار" وفقًا لتحقيقات متعددة.

وفي وقت سابق من يوليو، أصدرت وزارة العدل في عهد ترامب مذكرة تؤكد أنه لا يوجد دليل على أن إبستين، الذي كانت له علاقات بشخصيات نافذة في السياسة والمال، يحتفظ بـ"قائمة زبائن" تورطهم في جرائم جنسية.

وقد أثار هذا الإعلان خيبة أمل لدى بعض من أكثر مؤيدي ترامب ولاءً، وكان سببًا في تصدعات داخل تحالف "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا" المعروف اختصارًا بـMAGA.

علاقة متقلبة مع مردوخ

لطالما اتسمت علاقة ترامب بروبرت مردوخ بالتوتر والتقلب على مدى عقود. فإلى جانب امتلاك مردوخ لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يمتلك أيضًا شبكة "فوكس نيوز"، القناة الإخبارية الأكثر مشاهدة في أمريكا، والمعروفة بميلها لترامب، كما أنها تضم ابنته السياسية لارا ترامب ضمن فريقها.

معركة ترامب الجديدة مع الإعلام

يؤكد خبراء قانونيون أنه لا توجد سوابق لرئيس أمريكي في منصبه يقاضي وسيلة إعلامية أو صحفيًا بتهمة التشهير.

وقال المحامي المختص بالتعديل الأول للدستور، تيد بوتروس، لشبكة CNN: "بقدر ما أعلم، لم يسبق لأي رئيس في منصبه أن رفع دعوى ضد صحفي أو وسيلة إعلام أو مسؤول إعلامي بتهمة التشهير... عندما تكون رئيسًا وتملك منبر الرئاسة، لا تحتاج إلى اللجوء إلى القضاء لتُظهر الحقيقة".

لكن ترامب سبق أن رفع عدة دعاوى قضائية عام 2024 أثناء حملته الانتخابية. ففي مارس، رفع دعوى ضد شبكة ABC بدعوى أن الصحفي جورج ستيفانوبولوس والمحطة شوهوا سمعته عندما صرح مرارًا بأن هيئة المحلفين أدانت ترامب بتهمة "اغتصاب" إي. جين كارول.

في الحقيقة، خلصت هيئة المحلفين إلى أن ترامب اعتدى جنسيًا على كارول، واعتبرته مسؤولاً عن "الاعتداء البدني"، لكنها لم تخلص إلى إثبات وقوع اغتصاب. (وينفي ترامب جميع التهم المتعلقة بكارول).

وقد توصلت شركة ديزني، المالكة لـ ABC، إلى تسوية مع ترامب، تضمنت دفع 16 مليون دولار لصالح "مكتبته الرئاسية المستقبلية"، وهو ما شكل سابقة قد تحتذى بها جهات أخرى.

وفي وقت قريب، قبل أسبوعين فقط، أعلن ترامب إسقاط دعواه ضد شبكة CBS التي رفعها في أكتوبر 2024 بشأن تقرير ضمن برنامج "60 دقيقة" في ختام حملته. وقد وافقت شركة باراماونت على دفع 16 مليون دولار للمكتبة أيضًا.

كما توصّل ترامب إلى تسويات مع شركتي "ميتا" و"إكس" بشأن قضايا سابقة تعود إلى ما قبل توليه ولايته الثانية. فيما لا تزال ثلاث دعاوى أخرى على الأقل قائمة ضد مؤسسات إعلامية وشركات تقنية.

هجوم منهجي على الإعلام

يرى البروفيسور كارل توبياس، أستاذ القانون بجامعة ريتشموند، في تصريحات لـCNN، أن مقاضاة ترامب لصحيفة "وول ستريت جورنال" تأتي ضمن سياق أوسع يشمل التسويات الأخيرة، والحملة الرئاسية، ومشروعه الجديد الذي يسعى لإلغاء تمويل الإذاعة العامة الأمريكية.

وأضاف توبياس: "في كل هذه الحالات، تشكّل هجمات ترامب على الإعلام تهديدًا مباشرًا للتعديل الأول من الدستور، لأنها تُرهب الصحفيين وتجعلهم أكثر حذرًا في تغطيتهم له ولإدارته وللسياسيين الآخرين".

وبعيد لحظات من تقديم الدعوى، كتب ترامب منشورًا على "تروث سوشيال" قال فيه: "أتطلع إلى اليوم الذي يُجبر فيه مردوخ و"أصدقاؤه" على الخضوع للاستجواب تحت القسم".

وأضاف: "آمل أن يكونوا مستعدّين لساعات طويلة من الإفادات والشهادات التي سيُطلب منهم تقديمها في هذه القضية".

التعليقات (0)