تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تصاعد الحرب في غزة: فشل سياسي وإنساني بعد نصف عام من رئاسة ترامب

بعد مرور ستة أشهر على تنصيبه، لم يُظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي تقدم يُذكر نحو إنهاء الحرب في غزة، التي تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها. ومع تعثر المفاوضات المتعلقة بصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، تتصاعد العزلة السياسية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل على الصعيد الدولي.

موقف مارك روبيو: دعوة لإعادة تقييم الاستراتيجية الأمريكية في غزة

صرّح وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، في أعقاب الجمود السياسي الحاصل بشأن صفقة الرهائن، أن على مستشاري الرئيس ترامب طرح خيارات جديدة لإنهاء الأزمة. وخلال لقاءه مع عائلات الأسرى، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدرين قولهما: "نحن بحاجة إلى إعادة تفكير جدية للغاية."

حرية كاملة لنتنياهو في غزة: دعم غير مشروط من ترامب

منذ تولي ترامب منصبه، منحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرية شبه كاملة في التعامل مع غزة، سواء على المستوى العسكري أو في ملف المساعدات الإنسانية وصفقات الأسرى. وبينما يؤكد مسؤولون في البيت الأبيض أن ترامب قلق حيال أعداد الضحايا الفلسطينيين، فإن الواقع يكشف غياب أي ضغط فعلي على إسرائيل لإنهاء الحرب.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع: "في معظم الاجتماعات، كان ترامب يخبر نتنياهو: افعل ما تراه مناسبًا في غزة. بل في بعض الأحيان، شجّعه على تصعيد الهجمات ضد حماس."

رفض الصفقة المرحلية: روبيو وترامب يعارضان نهج بايدن ونتنياهو

انتقد روبيو، خلال لقائه الأخير مع عائلات الرهائن، الصفقة التدريجية التي تبناها الرئيس السابق جو بايدن مع نتنياهو، والتي تضمنت وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح جزئي للرهائن. وأوضح مسؤول في الخارجية الأميركية أن هذه الخطة "غير مستدامة على المدى الطويل"، لكنها كانت الخيار الوحيد المتاح في بداية العام.

ومع ذلك، ألمح روبيو إلى أن الوقت قد حان لصياغة حل شامل ينهي الحرب بشكل نهائي ويؤمّن إطلاق سراح جميع الرهائن، ما يعكس إدراكًا أمريكيًا متأخرًا لحجم الأزمة.

نتنياهو يُفضّل الحلول الجزئية لأسباب سياسية داخلية

بحسب مصادر مطلعة، فإن نتنياهو اختار الصيغة الجزئية للاتفاق لتجنب الالتزام الرسمي بإنهاء الحرب، وهو ما قبله ترامب في جولات التفاوض السابقة رغم تحفظاته الأولية. وحتى الآن، لم تؤدِّ أي من هذه الجولات إلى نتائج ملموسة.

كارثة إنسانية في غزة: أرقام صادمة ومطالب دولية متزايدة

مع استمرار الحرب التي بدأت منذ عشرين شهرًا، تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل مروع. ووفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، فقد توفي 122 فلسطينيًا من الجوع خلال الأسابيع الأخيرة، بينما تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب 60 ألفًا.

وفي مواجهة هذا الواقع المؤلم، أصدر زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بيانًا مشتركًا جاء فيه:
"يجب أن تتوقف الكارثة الإنسانية في غزة فورًا. حرمان المدنيين من المساعدات الأساسية أمر غير مقبول."

عزلة متزايدة ورسالة ترامب "إنهاء المهمة" تثير الاستغراب

بينما يزداد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات، يواصل ترامب تأكيده على ضرورة "إنهاء المهمة"، في تجاهل واضح لحجم المعاناة على الأرض، ما يضع إدارته في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي والضمير الإنساني.