لا كرامة ولا حياة تحت الحصار.. لا عدالة بلا محاسبة

كارثة إنسانية في غزة: 1200 مسن يموتون جوعًا والاحتلال الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح إبادة

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 1:27:48 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

المجاعة في غزة تفتك بكبار السن وسط صمت دولي مريب

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن أرقام صادمة تؤكد أن نحو 1200 مسن فلسطيني توفوا خلال الشهرين الماضيين في قطاع غزة، نتيجة سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب سوء التغذية وغياب العلاج والرعاية الصحية. وأكد المرصد أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستوى كارثي يهدد حياة عشرات الآلاف، خصوصًا الفئات الأضعف كالمسنين والمرضى والأطفال.

الوفيات أعلى من المعلن.. ودفن بصمت دون توثيق

وفق البيان الصادر عن المرصد اليوم السبت، فإن العدد الفعلي للوفيات مرجّح أن يكون أعلى من المعلن، في ظل غياب آليات دقيقة لتوثيق الضحايا. وقد وثّقت وزارة الصحة في غزة رسميًا 122 وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الأسابيع الأخيرة، من بينهم 83 طفلًا.

وأشار المرصد إلى أن فرقه الميدانية سجلت وفاة عشرات المسنين في خيام النزوح بسبب الجوع أو غياب الرعاية الطبية، دون تسجيلهم ضمن ضحايا المجاعة، بسبب الواقع الإنساني المتدهور وغياب الإجراءات الرسمية، حيث يضطر ذووهم إلى دفنهم بصمت.

جرائم حرب وإبادة جماعية: التجويع أداة قتل جماعي

حذر المرصد الحقوقي من أن تسجيل الوفيات كحالات "طبيعية" هو تضليل للحقائق، مؤكدًا أن هذه الوفيات ناتجة عن سياسات متعمدة للتجويع وتدمير النظام الصحي، وهو ما يشكّل نمطًا من أنماط القتل العمد المحظور دوليًا.

وقال المرصد إن "إسرائيل" تمارس جريمة إبادة جماعية باستخدام التجويع والحرمان من العلاج كأدوات قتل جماعي منذ أكثر من 22 شهرًا، وبلغت ذروتها بعد 7 أكتوبر 2023، لا سيما منذ 2 مارس الماضي، باستهداف مباشر للفئات الأضعف ضمن هندسة مدمّرة لكارثة إنسانية ممنهجة.

شهادات ميدانية: مشاهد مأساوية لعائلات فقدت أحبّاءها بسبب الجوع

روى "محمد"، نجل المسنة تمام ديب شعبان (77 عامًا)، كيف تدهورت صحة والدته بسبب الجوع ونقص العلاج حتى أصيبت بجلطة دماغية أودت بحياتها صباح اليوم. وقال: "الموت كان يمكن تفاديه لو تحرّك العالم وأوقف جريمة التجويع."

كذلك، أوضح "محمد أبو دقة" أن والدته (74 عامًا) فقدت وعيها نتيجة الجوع، بينما أكدت "عائشة النجار (33 عامًا)" أن والدتها لم تأكل ليوم كامل، وعندما حاولت الحصول على المساعدات في رفح، تعرضت لإطلاق نار من الاحتلال أدى إلى مقتل امرأتين، فعادت دون طعام.

المساعدات تتحول إلى "مصائد موت" بفعل تحكم الاحتلال

اتهم المرصد الاحتلال الإسرائيلي بـالتحكم الكامل في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، واستخدامها كسلاح من خلال تأخيرها أو إتلافها عمدًا، ما حولها إلى مصائد موت.

وأضاف أن القصف المستمر وعمليات التهجير القسري فاقمت المجاعة، إذ تفقد العائلات ما تبقى لديها من غذاء، وتجد نفسها بين خطر الموت جوعًا أو تحت القصف.

جرائم الاحتلال تصنّف ضمن الإبادة الجماعية وفق القانون الدولي

أكّد المرصد أن ما يجري في غزة يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بل ويتطابق مع تعريف الإبادة الجماعية في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وتشمل هذه الجرائم القتل العمد، التجويع المتعمد، الحرمان من العلاج، وكلها تتم في إطار هجوم واسع ومنهجي ضد السكان المدنيين.

مطالب بتحرك دولي فوري ومحاسبة الاحتلال

طالب المرصد الأورومتوسطي الدول والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية في غزة، ورفع الحصار غير القانوني، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في هذه الانتهاكات.

كما دعا إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل، تشمل:

حظر تصدير واستيراد الأسلحة.

وقف التعاون العسكري والدعم المالي والسياسي.

تجميد أصول المسؤولين الإسرائيليين وفرض قيود على سفرهم.

تعليق الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل.

لا كرامة ولا حياة تحت الحصار.. لا عدالة بلا محاسبة

في ختام بيانه، شدد المرصد الأورومتوسطي على ضرورة معالجة الجذور السياسية للصراع، من خلال إنهاء الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وتفكيك نظام الفصل العنصري، وضمان حق الفلسطينيين في الحياة والكرامة وتقرير المصير.

منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مباشر، إبادة جماعية متواصلة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، وسط تجاهل متعمد للأوامر الدولية، ومجتمع دولي عاجز عن وقف نزيف غزة.

التعليقات (0)