تصعيد خطير أم ورقة ضغط تفاوضية؟

ترامب يعلن فشل مفاوضات غزة ويهدد بالتصعيد: موقف أمريكي مفاجئ رغم مرونة حماس

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 1:37:09 م
  • eye 452
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

انسحاب أمريكي من مفاوضات غزة وتصريحات عدائية ضد المقاومة

أعلنت الإدارة الأمريكية، على لسان الرئيس دونالد ترامب والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، انهيار مفاوضات غزة مع حماس بشكل نهائي، والتوجه نحو خيارات أكثر تصعيدًا تشمل القتل، التجويع، وعمليات اغتيال لقيادات المقاومة الفلسطينية، سواء في الداخل أو الخارج.

واتهم ويتكوف حركة حماس بـ"الأنانية"، ملوّحًا ببحث "طرق غير تفاوضية" لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، فيما أعلن ترامب انسحاب الوفد الأمريكي من مفاوضات الدوحة، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تتجه الآن إلى "القتال لإنهاء حكم حماس"، بحسب تعبيره.

موقف حماس الإيجابي يقابل بتصعيد أمريكي وإسرائيلي

قبل يوم من التصعيد الأمريكي، كانت حركة حماس قد سلّمت ردها الإيجابي والمرن على مقترح وقف إطلاق النار للوسطاء المصريين والقطريين، وهو ما قوبل بترحيب علني من القاهرة والدوحة. لكن الموقف الأمريكي فجّر أجواء المفاوضات، فيما بدا وكأنه انقلاب على مسار التهدئة.

وكان البيت الأبيض قد صرّح قبل 24 ساعة فقط من التصعيد بأن واشنطن تسعى إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بأسرع وقت ممكن، مما أثار تساؤلات حول التغير المفاجئ في موقفها.

الوساطة القطرية المصرية في مأزق والوسطاء يتمسكون بالأمل

رغم انسحاب الوفد الأمريكي وعودة الوفد الإسرائيلي من قطر، إلا أن المصادر الإسرائيلية ووكالة "رويترز" أفادت بأن المفاوضات لم تنتهِ رسميًا، وأن ما يجري هو "إعادة تموضع" وسط تعقيدات كبيرة.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو يريد إنهاء الحرب خلال مرحلة وقف إطلاق النار، بسبب تآكل القوة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وضغوط داخلية متزايدة من عائلات الأسرى، رغم ضغوط اليمين المتطرف لمواصلة الحرب والتجويع.

تصعيد اليمين الإسرائيلي واستجابة أمريكية خطيرة

طالب قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، بوقف المفاوضات تمامًا، والاستمرار في سياسة التجويع والاحتلال الكامل لغزة. وقد تزامن ذلك مع التصريحات الأمريكية التصعيدية، ما فسّره مراقبون بأنه تنسيق سياسي لتحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات.

لكن حركة حماس وصفت الموقف الأمريكي بـ"المفاجئ والسلبي"، مؤكدة أنها قدمت موقفًا عقلانيًا ومسؤولًا بعد مشاورات مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء.

نتنياهو يبحث عن “خيارات بديلة” في ظل ضغوط داخلية متصاعدة

أكد بنيامين نتنياهو أن حكومته تدرس خيارات بديلة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، متهمًا حماس بإفشال الاتفاق، فيما وصف الكاتب إيهاب جبارين تصريحات اليمين بأنها "تكتيك سياسي" يستخدمه نتنياهو لتوسيع هوامش المناورة، مؤكدًا أن انسحاب الوفد لا يعني نهاية المفاوضات.

وأشار إلى أن نتنياهو يحاول كسب الوقت، في ظل فشل عسكري واضح، وتظاهرات متصاعدة في الشارع الإسرائيلي تطالب بإعادة الأسرى بأي ثمن، مما يُضعف موقفه السياسي الداخلي.

تحذيرات فلسطينية من نوايا تصعيد عسكري خطير

الباحث الفلسطيني سعيد زياد حذر من أن تصريحات ترامب ليست مجرد ضغوط دبلوماسية، بل تمهيد لمرحلة أكثر دموية، تشمل عمليات اغتيال أو اجتياحات محدودة داخل غزة بهدف كسر موقف المقاومة.

وأشار إلى أن استدعاء الوفد الأمريكي هو خطوة تكتيكية تخفي نوايا مبيتة لإشعال موجة جديدة من العنف، على غرار ما حدث سابقًا عندما اغتيل قياديون بارزون بالتزامن مع مفاوضات مشابهة.

وأكد أن المقاومة جاهزة لأي سيناريو تصعيد، وقد تُكبد الاحتلال خسائر جديدة في حال إقدامه على خطوات ميدانية متهورة.

حماس تتمسك بالمرونة وتستغرب الموقف الأمريكي

في بيان رسمي، جددت حركة حماس تأكيدها على أنها قدمت ردًا إيجابيًا ومسؤولًا يفتح الباب أمام اتفاق شامل، معربة عن استغرابها من التحول السلبي في الموقف الأمريكي رغم الإشادة القطرية والمصرية بردّها الأخير.

ولم تصدر القاهرة أو الدوحة تصريحات رسمية حول التصعيد الأمريكي، لكن مصادر مطلعة أكدت أن باب المفاوضات لا يزال مفتوحًا، وأن جولة التفاوض لم تُغلق بعد، رغم تعقيداتها الراهنة.

تصعيد خطير أم ورقة ضغط تفاوضية؟

في ظل الأجواء المتوترة، يبقى المشهد ضبابيًا بين انهيار حقيقي للمفاوضات وبين استعراض سياسي للضغط على المقاومة. ومع تمسك حماس بالمرونة، ورغبة الوسطاء في الحل، تبرز نوايا تصعيد أمريكي إسرائيلي قد تعيد غزة إلى مربع النار والدمار.

وفي حال استمرار التحريض الأمريكي – الإسرائيلي، فإن احتمالات انفجار جولة جديدة من الحرب تبدو أكثر قربًا من أي وقت مضى، في وقت لم تُحرز فيه إسرائيل أي نصر حاسم، ولم تستطع حتى الآن استعادة أسراها، بينما تتماسك المقاومة ميدانيًا وتفاوضيًا.

التعليقات (0)