-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
تحقيق يكشف: شركة أوروبية صنعت أجزاء من قنابل قتلت 100 طفل في غزة
تحقيق يكشف: شركة أوروبية صنعت أجزاء من قنابل قتلت 100 طفل في غزة
-
19 يوليو 2025, 9:42:58 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشف تحقيق موسّع أجرته صحيفة الجارديان البريطانية أن شركة الصواريخ الأوروبية العملاقة "إم بي دي إيه" شاركت بشكل مباشر في تصنيع أجزاء رئيسية من القنابل التي قتلت مئات المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بينهم 100 طفل على الأقل خلال عام 2024.
الشركة، التي تتخذ من فرنسا مقرًا رئيسيًا ولها فروع في ألمانيا والمملكة المتحدة، تملك أيضًا مصنعًا في ولاية ألاباما الأمريكية، حيث تُنتج "أجنحة موجهة" تُركّب على قنابل "جي بي يو-39" التي تصنعها شركة بوينغ الأمريكية. هذه القنابل الموجهة تُعتبر من أكثر الأسلحة استخدامًا في الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتم شحن آلاف الوحدات منها إلى إسرائيل.
قنابل دقيقة قتلت مدنيين
التحقيق الذي استند إلى معلومات مفتوحة المصدر، وبيانات قدمها خبراء تسليح، أكد أن تلك الأجنحة التي تصنّعها "إم بي دي إيه" تسمح للقنابل بالتحليق لمسافات طويلة والتوجه بدقة نحو أهدافها، ما يزيد من قدرتها التدميرية.
وتوصلت الجارديان إلى أن القنابل التي تم رصد استخدامها في 24 هجومًا إسرائيليًا على غزة تسببت في استشهاد أكثر من 500 فلسطيني بين يناير ومايو 2024. كثير من تلك الغارات وقعت في ساعات الليل، دون أي تحذير مسبق، واستهدفت مدارس ومخيمات إيواء كانت تضم عائلات فلسطينية نازحة، الأمر الذي يزيد من مسؤولية من ساهم في إنتاج وتسهيل استخدام هذه القنابل.
الأمم المتحدة: هذه جرائم حرب
تقرير الجارديان أشار إلى أن العديد من الغارات التي استخدمت فيها قنابل "جي بي يو-39" خضعت لتحقيقات من الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، وأن هذه الجهات خلصت إلى أن بعضها قد يرقى إلى جرائم حرب.
من بين الشهداء الذين سقطوا في تلك الضربات، أطفال كُثر، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن الاستخدام العشوائي أو المتعمّد لتلك الأسلحة في مناطق مدنية مكتظة، وسط صمت دولي مطبق.
قيود شكلية وتواطؤ أوروبي
ورغم الانتقادات والمخاوف القانونية، واصل فرع "إم بي دي إيه" في أمريكا تزويد بوينغ بهذه المكونات، حتى بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية -عبر وزير الخارجية ديفيد لامي- إلغاء 29 ترخيصًا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب الاشتباه بانتهاك القانون الدولي الإنساني.
لكن الجارديان أوضحت أن هذا القرار البريطاني لا يشمل فروع الشركات متعددة الجنسيات، ما يعني أن التوريدات من مصانع "إم بي دي إيه" في أمريكا أو فرنسا لم تتأثر بالحظر البريطاني، ما يطرح تساؤلات حادة عن فاعلية هذه القيود وجدّيتها.
أوروبا موقّعة... وأمريكا خارج الإطار
تشير الصحيفة إلى أن فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة جميعها وقعت على معاهدة تجارة الأسلحة التي تمنع تصدير الأسلحة التي قد تُستخدم في ارتكاب جرائم، بينما رفضت الولايات المتحدة الانضمام لتلك المعاهدة، مما يمنح شركاتها ومصانعها هامشًا واسعًا في تزويد إسرائيل بالسلاح.
من جانبها، قالت "إم بي دي إيه" إنها تلتزم بجميع القوانين والأنظمة الوطنية والدولية المتعلقة بتجارة الأسلحة، لكن خبراء القانون الدولي يعتبرون أن الادعاء بالامتثال لا يعفي الشركات من المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن نتائج استخدام منتجاتها.
حرب إبادة بدعم أمريكي
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، متجاهلة قرارات وأوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وخلال تسعة أشهر من القصف المتواصل، استشهد وأصيب أكثر من 198 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فيما يعيش أكثر من مليون شخص في مخيمات نزوح وسط دمار ومجاعة وانهيار للخدمات. الغارات الجوية، التي استُخدمت فيها قنابل "جي بي يو-39" ومكوناتها الأوروبية، كانت أحد أبرز أدوات القتل في هذه الحرب.








