تكبير الخط تصغير الخط

آلاف القنابل لم تنفجر.. خطر يهدد الفلسطينيين

كشف تقرير إسرائيلي حديث أن نحو 3 آلاف قنبلة من القنابل التي ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لم تنفجر، أي ما يعادل حوالي 20% من إجمالي الذخائر المستخدمة في بعض الفترات. هذا الواقع الخطير يزيد من التهديد اليومي لحياة السكان الفلسطينيين، خصوصًا في ظل غياب الإمكانيات والمعدات اللازمة للتعامل مع هذه الذخائر غير المنفجرة.

وقد حذّرت مؤسسات محلية ودولية مرارًا من خطر هذه القنابل على المدنيين، معتبرة إياها تهديدًا طويل الأمد يتجاوز لحظة سقوطها.

القنابل تعود لتضرب الاحتلال بعد إعادة تدويرها

بحسب موقع "ذا ماركر"، فإن تحقيقات أجراها جيش الاحتلال كشفت أن عددًا من التفجيرات التي استهدفت آلياته العسكرية، بما في ذلك تفجير دبابة في يناير/كانون الثاني، نجم عن استخدام كتائب القسام لقذائف جوية إسرائيلية لم تنفجر. أعادت المقاومة تدوير هذه القنابل لاستخدامها في تصنيع عبوات ناسفة جديدة، مما قلب المعادلة وجعل من مخلفات الاحتلال مصدر تهديد له.

تكلفة باهظة لقنابل لم تؤدِّ مهمتها

مع نهاية عام 2024، تجاوز عدد الغارات الإسرائيلية على غزة 40 ألف غارة، وفق المصدر ذاته. وخلال هذه الفترة، علم سلاح الجو الإسرائيلي بوجود نحو 3 آلاف قذيفة لم تنفجر، علماً أن تكلفة القذيفة الواحدة التي تزن طناً تتراوح بين 20 إلى 30 ألف دولار. وبذلك تكون إسرائيل قد وفّرت لحماس – دون قصد – مواد متفجرة بملايين الدولارات.

سلاح الجو يستخدم صواعق قديمة ونتائج كارثية

بسبب الاستنزاف الشديد لمخزون الصواعق المتوفرة، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى استخدام صواعق قديمة تعود لعقود، بعضها تم جمعه من مصادر متنوعة أو حصل عليه من الولايات المتحدة. نتيجة لذلك، ارتفعت نسبة القنابل غير المنفجرة من 2% إلى 20%، وهو ما يعتبر خللاً تقنياً خطيراً له عواقب استراتيجية.

وتجسد هذا الواقع في القفزة الهائلة التي شهدها سهم شركة "أريت" الإسرائيلية المصنعة للصواعق، والذي ارتفع بأكثر من 2000% منذ بدء الحرب.

طريقة مبسطة لإعادة التدوير واستخدام مباشر للذخائر

أوضح التقرير أن كتائب القسام لا تجد صعوبة في التعامل مع القنابل غير المنفجرة، حيث يتم في بعض الحالات استخراج المواد المتفجرة منها وتعبئتها في عبوات معدنية كبيرة لاستخدامها كعبوات ناسفة. وفي حالات أخرى، يتم توصيل القنبلة مباشرة بسلك تفجير لاستخدامها كما هي.

الرواية الرسمية.. تضليل يتناقض مع الواقع

في تعليقه على التقرير، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أن نسبة صغيرة فقط من الذخائر لم تنفجر على الهدف المخطط له، مضيفاً أن الجيش يعمل على تحديد هذه القنابل وتدميرها. لكن الواقع على الأرض يُكذب هذه الادعاءات، إذ لا تزال القنابل الإسرائيلية المتناثرة تشكّل تهديداً دائماً على الفلسطينيين، مهددةً بإزهاق أرواح جديدة وخلق أعداد متزايدة من ذوي الإعاقات.

دعم أمريكي لجرائم حرب متواصلة

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، بدعم أمريكي مباشر، ما أسفر عن أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب ما يزيد عن 11 ألف مفقود. وتستمر هذه الجرائم وسط صمت دولي وتواطؤ سياسي مفضوح.