تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

تستعد شركة "إف إن إس إس" التركية للصناعات الدفاعية للكشف عن نسخة مطوّرة من مركبة "زاها" البرمائية الهجومية، خلال فعاليات معرض الصناعات الدفاعية الدولي "آيدف 2025" الذي تستضيفه مدينة إسطنبول في الفترة ما بين 22 و27 يوليو الجاري. وتُعتبر "زاها" أول مركبة هجومية برمائية تُنتَج محليًا في تركيا، وقد صُمِّمت خصيصًا لتلبية احتياجات قوات مشاة البحرية التركية، بما يعزز قدراتها في تنفيذ عمليات الإنزال في البيئات الساحلية الوعرة والمعقدة مثل الجزر والمناطق الصخرية.

ودخلت المدرعة الخدمة رسميًا في عام 2023، وأظهرت قدرات متقدمة على نقل الجنود من السفن إلى البر بسرعة وأمان، مما يجعلها ركيزة أساسية في التكتيكات البرمائية الحديثة التي تعتمدها القوات المسلحة التركية، إلى جانب التوسع المستمر في تنويع الصناعات الدفاعية الوطنية.

تطور تسليحي نوعي

يتمثل أبرز ما يميز النسخة الجديدة من المدرعة "زاها" في تسليحها المطور، إذ ستُعرض خلال "آيدف 2025" مزوّدةً ببرج حديث يحمل اسم "ÇAKA 30/AT-O" يتضمن مدفعًا آليًا من طراز "CANiK VENOM LR" عيار 30 ملم، إلى جانب صاروخين موجهين مضادين للدروع من طراز "OMTAS"، من إنتاج شركة "روكيتسان" التركية.

ويُعد هذا التطوير نقلة نوعية في قدرة المركبة على تنفيذ عمليات هجومية مركّبة، إذ بات بإمكانها الاشتباك مع دبابات القتال الرئيسية، وتدمير التحصينات والعربات المدرعة، بل وحتى التصدي للطائرات المسيرة، مما يوسع من نطاق استخداماتها في بيئات قتال معقّدة.

نسخة متعددة المهام

إلى جانب النسخة المطوّرة من البرج القتالي، ستعرض الشركة نسخة أخرى تحت اسم "ÇAKA AT-K"، وهي مزودة برشاش ثقيل عيار 12.7 ملم وصاروخين مضادين للدروع قصيري المدى، لتقدم حلًا مرنًا ومتنوع المهام، وتتيح للقوات استخدام المركبة في سيناريوهات قتال متنوعة تتراوح بين المواجهات البرمائية والهجمات المضادة للدبابات.

ويتميز البرج الجديد بخفة وزنه وتصميمه الخاص للعمل في البيئات البحرية القاسية، مع مقاومة عالية للمياه المالحة والتآكل، وواجهة تشغيل إلكترونية محمية بالكامل، تعزز من استدامة عمل المدرعة في أقسى الظروف الميدانية.

مكانة عالمية متصاعدة

يمثل عرض "زاها" في "آيدف 2025" دليلاً على التصاعد المستمر في مكانة الصناعات الدفاعية التركية، حيث أصبحت منتجات أنقرة العسكرية محل اهتمام عالمي، وارتقت تركيا إلى المركز الـ11 بين أكبر الدول المصدّرة للسلاح.

وفي عام 2024 وحده، سجلت صادرات الصناعات الدفاعية والطيران التركية رقمًا قياسيًا بلغ 7 مليارات و154 مليون دولار، فيما أضافت المنظومات التي سُلمت إلى القوات الأمنية المحلية أكثر من 40 مليار دولار إلى الاقتصاد التركي، ما يعكس التأثير الاستراتيجي المتزايد لهذا القطاع في تعزيز القوة الوطنية وفتح أسواق تصديرية جديدة.