بين الطب النفسي والعدوان الصامت... من قتل بان زياد؟

profile
  • clock 14 أغسطس 2025, 11:05:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الطبيبة بان زياد طارق

كتبت/ غدير خالد

 

رحيل مأساوي يهز الوسط الطبي العراقي

 

لا تزال قضية وفاة الطبيبة العراقية الشابة بان زياد طارق، اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية، تثير موجة من الجدل والغضب الشعبي في العراق، بعد أن تحولت إلى قضية رأي عام شغلت الأوساط الطبية والمجتمعية، وامتدت أصداؤها إلى العالم العربي. 

 

والطبيبة التي كانت تعمل في مستشفى البصرة التعليمي، وتُعرف بإنسانيتها وكفاءتها المهنية، توفيت في ظروف غامضة يوم الرابع من أغسطس 2025، وسط تضارب في الروايات الرسمية والشعبية حول ملابسات الحادثة.

 

رواية الانتحار تواجه شكوكاً واسعة

 

في البداية، أعلن مصدر أمني في محافظة البصرة أن الوفاة ناتجة عن "انتحار نفسي"، مرجعاً ذلك إلى ضغوط نفسية كانت تمر بها الطبيبة، وهو ما أكده ذووها في إفاداتهم الأولية.

 

 إلا أن تقرير المعاينة الأولية للجثة كشف عن وجود كدمات على الوجه والرقبة، وآثار خنق، وجروح عميقة في الذراعين، بالإضافة إلى دماء على الملابس، وهي علامات اعتبرها زملاؤها وأصدقاؤها غير متوافقة مع حالات الانتحار التقليدية، مما أثار شكوكاً حول احتمال تعرضها لاعتداء أو قتل.

 

تحقيقات رسمية ومطالبات شعبية بالعدالة

 

رداً على هذه الشكوك، وجّه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري بإرسال لجنة تحقيقية من مقر الوزارة إلى البصرة، مؤكداً ضرورة التنسيق مع القضاء لضمان نزاهة الإجراءات، ومن جانبه، صرح محافظ البصرة أسعد العيداني أن التحقيقات الأولية لا تزال تشير إلى احتمال الانتحار، لكنه شدد على أن الحسم يتوقف على نتائج التحاليل وفحص محتويات الأجهزة الإلكترونية للطبيبة.

 

وفي سياق التحقيق، كشفت مصادر أمنية عن وجود خلافات بين الراحلة وشقيقها قبل أيام من وفاتها، ما استدعى استجوابه، إلا أن الأدلة الحالية لم تثبت تورطه.

 

احتجاجات شعبية وتضامن واسع على مواقع التواصل

 

خرجت احتجاجات في مدينة البصرة، طالب خلالها المشاركون بكشف الحقيقة وعدم إغلاق الملف قبل صدور التقرير الطبي العدلي، مؤكدين رفضهم لأي تدخل سياسي في مسار التحقيق. 

 

كما تصدر وسم #بان_زياد_طارق منصات التواصل الاجتماعي، وشارك فيه أطباء ومؤثرون من داخل العراق وخارجه، مطالبين بالعدالة للراحلة.

 

نقابة الأطباء تنعى الطبيبة وتطالب بالشفافية

 

في بيان رسمي، نعت نقابة أطباء البصرة الطبيبة بان زياد طارق، مؤكدة أنها كانت من الكفاءات الشابة في مجال الطب النفسي، وأنها كانت تتحضر لاجتياز امتحانات المعادلة البريطانية (OET). وطالبت النقابة بالكشف عن نتائج الطب العدلي وتقارير الأدلة الجنائية، مشددة على ضرورة محاسبة أي طرف يثبت تورطه.

 

الاحتلال والعدوان يواصلان استهداف الكفاءات العربية

 

وفي ظل هذا الحادث المؤلم، لا يغيب عن الأذهان أن الكيان الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي يواصلان عدوانهما على الشعوب العربية، سواء عبر القصف المباشر أو عبر سياسات الإفقار والتهميش التي تطال الكفاءات العلمية والطبية. 

 

ورغم أن وفاة الطبيبة بان لم تُربط رسمياً بأي جهة خارجية، إلا أن الحادثة تفتح الباب للتساؤل حول مدى تأثير العدوان المستمر على استقرار المجتمعات العربية، وضرورة حماية العقول والكفاءات من أي تهديد داخلي أو خارجي.

 

رحيل بان زياد طارق ليس مجرد حادثة وفاة، بل هو جرس إنذار يدعو إلى مراجعة عميقة لآليات التحقيق، وحماية الكفاءات، ومواجهة أي شكل من أشكال العدوان على الإنسان العربي.

التعليقات (0)