بيانات بلا فعل.. والاحتلال يواصل القتل والتجويع

بين التصريحات والواقع.. أوروبا تفشل في وقف المجازر الإسرائيلية بغزة

profile
  • clock 23 يوليو 2025, 3:23:43 م
  • eye 427
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
صمت رسمي أوروبي في مواجهة مقترحات العقوبات

محمد خميس

في ظل تصاعد المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، يتابع الغزيون بشيء من اللامبالاة والسخط مواقف الدول الأوروبية، التي وإن كانت تخرج أحيانًا ببيانات إدانة، فإنها لا تحمل أي أثر حقيقي على الأرض، بل يرى فيها كثيرون مجرد محاولات لتلميع صورة متواطئة مع الإبادة الجماعية.

مواقف إعلامية متناقضة: انتقاد للقتل.. وغطاء لتجويع غزة

في الوقت الذي تسقط فيه الضحايا يوميًا على أبواب مراكز توزيع المساعدات التي تحولت إلى مصائد موت، اكتفى الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي بمطالبة "إسرائيل" بالتوقف عن قتل المدنيين، مع عبارة فضفاضة مفادها أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، دون تحديد أي منها.

بيانات بلا فعل.. والاحتلال يواصل القتل والتجويع

رغم إصدار 25 دولة أوروبية بيانًا يطالب برفع القيود عن المساعدات ورفض التهجير القسري، إلا أن الواقع الميداني بقي على حاله: حصار خانق، مجاعة خانقة، وقتل متواصل.
الغزيون اعتبروا أن هذه البيانات لا تتعدى الخطابات الرمزية، ولا ترقى بأي شكل لمستوى الجريمة التي تشهدها غزة منذ أكثر من 9 أشهر.

"مسرحية المساعدات" واتفاقيات لم تُنفّذ

الاتفاق الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي مع "إسرائيل" لإدخال المساعدات، اعتُبر من قبل الغزيين ومؤسسات حقوقية مجرد مسرحية سياسية لا هدف منها سوى توفير غطاء إعلامي لاستمرار التجويع، خصوصًا أن الشاحنات ما زالت متوقفة، والمساعدات تُترك لتتلف، بينما يموت الأطفال جوعًا في أقسام الطوارئ.

صمت رسمي أوروبي في مواجهة مقترحات العقوبات

في 15 يوليو/تموز، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وطُرحت عليهم عدة خيارات لفرض عقوبات على "إسرائيل"، مثل تعليق اتفاقية الشراكة، حظر الأسلحة، ووقف السفر بدون تأشيرة، إلا أن أيًا منها لم يُعتمد.
بل عارضت دول مثل ألمانيا والنمسا والتشيك أي تحرك جاد، مما يُعزز الانقسام الأوروبي وتواطؤ البعض مع الاحتلال.

"خيانة قاسية" و"شراكة في هندسة التجويع"

منظمة العفو الدولية وصفت رفض تعليق الشراكة الأوروبية مع إسرائيل بأنه "خيانة قاسية وغير قانونية"، فيما قالت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز إن الاتحاد الأوروبي ملزم قانونيًا بوقف تعاونه مع الاحتلال.
أما المرصد الأورومتوسطي، فاتهم الاتحاد بأنه يغذي الإبادة الجماعية في غزة، ويشارك فعليًا في تنفيذ خطة هندسية لتجويع الشعب الفلسطيني.

المجتمع المدني: بيانات الاتحاد غطاء سياسي لجرائم الاحتلال

منظمات المجتمع المدني في غزة حمّلت الاتحاد الأوروبي مسؤولية مباشرة عن تفاقم المجاعة، واتهمته باستخدام التمويه السياسي والتضليل الإعلامي لتبرير صمته، مشددة على أن ما يحدث في القطاع يهدد بموت جماعي خلال ساعات، وخاصة بين الأطفال والمرضى وكبار السن.

المكتب الإعلامي في غزة: الاتحاد الأوروبي متواطئ أخلاقيًا وسياسيًا

اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاتحاد الأوروبي بـ"تجاوز كل الخطوط الحمراء"، مؤكدًا أن صمته وعدم تحركه لعقاب الاحتلال يمثل موافقة صريحة على الإبادة الجماعية.
وأضاف أن الاكتفاء بالمراقبة هو "خيانة للقيم التي طالما رفعها الأوروبيون"، وضوء أخضر لاستمرار المجازر.

 الغزيون فقدوا الثقة في المواقف الأوروبية

في ظل واقع إنساني كارثي وغياب أي ضغط فعلي على الاحتلال، بات الغزيون يرون في المواقف الأوروبية نفاقًا سياسيًا لا يقل خطورة عن جرائم القصف والتجويع.
فبين بيانات رنانة وعجز ميداني، تبقى غزة وحدها تدفع ثمن التواطؤ الدولي والسكوت المدوي عن جريمة العصر.

التعليقات (0)