-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
عمدة لندن يدعو للاعتراف الفوري بدولة فلسطين ويحمّل إسرائيل مسؤولية التجويع والقتل
عمدة لندن يدعو للاعتراف الفوري بدولة فلسطين ويحمّل إسرائيل مسؤولية التجويع والقتل
-
23 يوليو 2025, 3:19:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
وجّه صادق خان، عمدة لندن، دعوة صريحة لحكومة المملكة المتحدة للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، في خطوة تضيف ضغطًا متزايدًا على زعيم حزب العمال كير ستارمر، وسط تصاعد الغضب الدولي إزاء المجاعة وجرائم القتل في قطاع غزة.
وفي وقتٍ تتسع فيه دائرة الاستياء العالمي من السياسات الإسرائيلية في القطاع، كشف تقرير الجارديان أن شخصيات بارزة داخل الحكومة البريطانية طالبت رئيس الوزراء، في محادثات خاصة، باتخاذ خطوة الاعتراف بفلسطين كوسيلة للضغط على تل أبيب لوقف قتل المدنيين الجوعى بشكل ممنهج.
ونشر خان بيانًا على منصة إكس (تويتر سابقًا) وصف فيه ما يجري في غزة بأنه "مشاهد مروّعة للغاية"، وقال:
"أطفال يتضوّرون جوعًا يبحثون عبثًا عن الطعام بين الأنقاض. أفراد عائلات يُقتلون برصاص الجنود الإسرائيليين أثناء بحثهم عن المساعدات."
وأضاف:
"يجب على المجتمع الدولي – بما في ذلك حكومتنا – أن يمارس ضغطًا أكبر بكثير على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذا القتل الوحشي والعشوائي، والسماح بدخول المساعدات الحيوية والمنقذة للحياة. لا شيء يبرر ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية."
وختم بالقول:
"يجب على المملكة المتحدة أن تعترف فورًا بدولة فلسطين. لا يمكن تحقيق حل الدولتين ما لم تكن هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة على الأرض."
وزراء في حكومة ستارمر يضغطون عليه
وبحسب التقرير، فإن عددًا من الوزراء البارزين في حكومة حزب العمال حثّوا كير ستارمر خلال الأشهر الماضية، في اجتماعات وزارية، على أن تتولى بريطانيا زمام المبادرة في الاعتراف بفلسطين، فيما لا يزال الموقف الرسمي يتمثل في انتظار "اللحظة ذات التأثير الأقصى" لاتخاذ هذه الخطوة، وبالتنسيق مع دول غربية أخرى – دون تحديد موعد واضح لذلك.
لكن الأحداث الأخيرة في غزة – خصوصًا صور المجاعة وعمليات القتل الجماعي بحق المدنيين الباحثين عن الطعام – أدت إلى حالة من الصدمة والانقسام داخل الحكومة.
وقال وزير الصحة ويس ستريتينغ في مجلس العموم، الثلاثاء، إن الاعتراف بفلسطين يجب أن يتم "ما دام هناك شيء اسمه دولة فلسطين يمكن الاعتراف بها"، منتقدًا الأفعال الإسرائيلية التي "تتجاوز بكثير حدود الدفاع المشروع عن النفس".
وكان نحو 60 نائبًا من حزب العمال قد طالبوا في وقت سابق من يوليو الجاري حكومة المملكة المتحدة بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي عن خطة لنقل جميع سكان غزة إلى مخيم داخل أنقاض مدينة رفح.
خان يُخالف ستارمر مجددًا
تدخل صادق خان الأخير ليس الأول من نوعه في تحدّي السياسات المركزية لحزب العمال، إذ سبق له في يونيو الماضي أن دعا الحكومة إلى التراجع عن تغييرات مثيرة للجدل في إعانات ذوي الاحتياجات الخاصة، مناصرًا مجموعة من النواب المتمرّدين داخل الحزب.
ويرى مراقبون أن فوزه بثلاث ولايات متتالية كرئيس بلدية لندن يمنحه حرية سياسية أوسع في انتقاد قيادة الحزب، خصوصًا في ظل التكهنات بعدم ترشحه لولاية جديدة.
أكثر من 100 منظمة تُدين المجاعة الجماعية
بالتزامن مع هذه الدعوات السياسية، أصدرت 111 منظمة إغاثة وحقوق إنسان – من بينها "أطباء بلا حدود"، و"أنقذوا الأطفال"، و"أوكسفام" – بيانًا مشتركًا يوم الأربعاء حذّرت فيه من انتشار المجاعة الجماعية في غزة نتيجة استمرار القيود الإسرائيلية على دخول وتوزيع المساعدات.
وجاء في البيان:
"زملاؤنا والمجتمعات التي نخدمها يذوون أمام أعيننا."
في حين تواصل إسرائيل الادعاء بأنها تسمح بدخول المساعدات، متهمة حركة حماس بالاستيلاء عليها.
وتتكرر حوادث إطلاق النار على مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي الجهة التي عيّنتها إسرائيل بديلاً عن الأمم المتحدة لتوزيع المساعدات منذ مايو. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قد عبّر عن صدمته قائلاً إنه "أصيب بالغثيان من مشاهد الفلسطينيين الذين يُقتلون جوعًا أثناء بحثهم عن الطعام"، مؤكدًا أن بريطانيا "ستقوم بدورها" من أجل التوصل إلى حل الدولتين.





