تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت جامعة كولومبيا الأميركية، إحدى أعرق المؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة، عن فرض عقوبات تأديبية واسعة ضد عشرات الطلاب الذين شاركوا في مظاهرة مؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الطلابية والحقوقية.

قرارات تشمل الطرد والإيقاف المؤقت وإلغاء الشهادات

وفقًا لبيان رسمي صدر عن الجامعة يوم الثلاثاء، شملت العقوبات التي فُرضت على الطلاب المشاركين في الاحتجاج، الإيقاف تحت المراقبة، الإيقاف لمدد تتراوح بين عام وثلاثة أعوام، إلغاء الشهادات العلمية، وصولًا إلى الطرد النهائي.
وأكدت الجامعة أنها فتحت تحقيقًا بعد المظاهرة واعتبرت أن تعطيل الأنشطة الأكاديمية "انتهاك صريح لسياسات المؤسسة"، مشددة على أن هذه الانتهاكات "ستقابل بعواقب وخيمة".

80 طالبًا تحت العقوبة.. أرقام قياسية وإجراءات غير مسبوقة

قالت مجموعة "جامعة كولومبيا من أجل فلسطين" إن الجامعة أبلغت نحو 80 طالبًا بالإجراءات التأديبية يوم الاثنين الماضي، ووصفتها بأنها "أكبر حملة إيقافات في تاريخ الجامعة مرتبطة باحتجاج سياسي".
وأشارت المجموعة إلى أن بعض الطلاب قد يُطلب منهم تقديم اعتذارات خطية كشرط للعودة، في حين أكد عدد منهم نيتهم رفض هذا الشرط.

الرد الطلابي: "لن نتراجع عن دعم فلسطين"

من جانبها، شددت مجموعة "حملة جامعة كولومبيا ضد الفصل العنصري"، على أنها لن تتراجع رغم التضييق، مؤكدة في بيانها: "نحن ملتزمون بالنضال من أجل تحرير فلسطين ولن تثنينا هذه العقوبات عن مواصلة الطريق".

تداعيات سياسية وتمويلية: ضغوط من واشنطن وعقوبات اتحادية

وتأتي هذه التطورات في أعقاب انتقادات حادة من الإدارة الأميركية، حيث كانت وزارة التعليم قد ألغت منحًا بحثية بمئات الملايين من الدولارات في مارس/آذار الماضي، متهمة الجامعة بـ"التسامح مع معاداة السامية".
وردًا على ذلك، أعلنت إدارة كولومبيا تسريح نحو 180 موظفًا وتخفيض ميزانية الأبحاث، وأكدت أن 20% من الموظفين المتأثرين كانوا ممولين من منح فدرالية.

تعريف موسّع لمعاداة السامية.. وملاحقة للنشاط الطلابي

في تطور لافت، تبنّت الجامعة الأسبوع الماضي تعريفًا موسعًا لـ"معاداة السامية" يساوي بينها وبين معارضة الصهيونية، وقررت قطع علاقاتها رسميًا مع "حملة كولومبيا ضد الفصل العنصري"، وهي إحدى أبرز الحركات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة.

خلفية الصراع: دعم أميركي لإبادة جماعية مستمرة في غزة

يُذكر أن هذه الأحداث تأتي في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلّف حتى الآن أكثر من 201 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مجاعة مدمّرة ونزوح جماعي، وسط دعم أميركي سياسي وعسكري واضح.